عجبًا، تنهض الحكومة قانونًا بتطهير مؤسساتها من فلول الجماعة الإرهابية، ويظل الإخوان قابعين فى مجمع اللغة العربية، ويختطفون موقعًا ثقافيًا فريدًا ونحن عنه غافلون.
إخوان المجمع يتمتعون بأغلبية متخلفة عن عام الإخوان الأسود، ولايزالون متمترسين بحلف غير مقدس يجمعهم وبعض المتعاطفين.
رئيس المجمع (السابق) الشيخ حسن الشافعى (بأغلبيته الإخوانية) يعوق قيام الدكتور صلاح فضل (الرئيس المكلف) بمهامه، حتى يمنعه من القيام بدوره فى رئاسة اتحاد المجامع العربية، ويستبيحها لنفسه دون سند من قانون، تخيل ممثل مصر فى الاتحاد «إخوانى»!!.
تطهير المجمع من العناصر الإخوانية والمتعاطفة معها بالقانون معركة تأخرت طويلًا، ويستوجب نفرة الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، لتعديل القانون الأساسى للمجمع.
معركة المجمع هى معركة الثقافة المصرية، رمزية لانتصار القوى المدنية وتأكيد الريادة المصرية لمنظمات اللغة فى الوطن العربى.
نحن نتحدث عن مجمع لغوى وليس مجمعًا حزبيًا.. ورغم ذلك، كل الأعضاء يدخلونه عبر الانتخاب فقط، وهذه لعبة يبرع فيها إخوان الشيطان، علمًا بأن أعظم من تشرف المجمع بعضويتهم دخلوا إليه بالتعيين بمراسيم ملكية تقديرًا للقيمة والقامة.
تأسس المجمع فى القاهرة فى ١٤ من ديسمبر سنة ١٩٣٢ فى عهد الملك فؤاد الأول، وبدأ العمل فيه سنة ١٩٣٤، ومنذ هذا التاريخ ورواده وقاماته مخلصة متوفرة على رعاية اللغة العربية، لا يحرفها عن رسالتها السامية جشع سياسى أو تناحر حزبى تعبدًا فى محراب اللغة.
كان عدد الأعضاء المصريين ٢٠ عضوًا، ومن العرب والمستشرقين عشرة أعضاء، وفى عام ١٩٤٠ قام وزير المعارف الدكتور حسين هيكل بإصدار مرسوم بضم عشرة أعضاء (قامات) بالتعيين، منهم الدكتور هيكل (نفسه)، ولطفى السيد وطه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم والمازنى وكبار الشخصيات الأخرى.
المجمع يُعد أرفع مؤسسة مصرية ذات تاريخ رائد منذ كان يقودها أستاذ الجيل لطفى السيد وبعده طه حسين وإبراهيم مدكور وشوقى ضيف، حتى جاء عام الإخوان الأسود فأصبح رئيسه أحد قادتهم من خطباء رابعة، وهو الشيخ «حسن الشافعى» الذى اختطف المجمع لصالح جماعة الإخوان، وسَيّره لخدمة أهدافها.
المشكلة أن قانون المجمع قديم ولم يتم تحديثه، واستباحه الإخوان بأغلبية متخلفة عن عامهم الأسود وإلى الآن، وجاء تعيين الدكتور صلاح فضل مكلفًا برئاسة المجمع لكفّ سيطرة فلول الإخوان على مجريات العمل فى المجمع الذى تدهورت أوضاعه بشدة.
يجاهد الدكتور فضل، ولكن تظل معضلة قانون المجمع القديم تحول دون المجمع وتمام رسالته واستصحاب قامات تشرفه، ويصعب جبلها على الترشح، ويستوجب تكريمها بالتعيين.
تخيل عضوية المجمع استعصت، وإلى الآن، على الحاصلين على جائزة النيل فى الآداب والفنون والعلوم، وهؤلاء مرشحون محتملون للمجمع لحصولهم على أرفع درجات تقدير الدولة، ويستوجب قانونًا مراعاة الطابع الخاص لمجمع اللغة الذى أُسس على نمط «الأكاديمية الفرنسية»، بحيث يصبح الالتحاق به ذروة التكريم المعنوى لكبار شخصيات الوطن والأمة العربية وأهم المستشرقين، وليس حكرًا على فلول الإخوان والمتعاطفين.
أخبار متعلقة :