أصبحت الصراحة شيئ مؤلم ومصدم للغاية قليلا ما نجد من ينتقدنا حباً فالصادقون لايعرفون التصنع فى زمن أصبح النفاق فيه إحتراف .
وللآسف انتشر النفاق بشكل ملحوظ كالوباء وغير المنافين هم الأقلية المنبوذة فما أقبح متعددي الوجوه والأقنعة فهؤلاء يدعون الإصلاح على الرغم من فساد أخلاقهم فهم بمساحيق وجوهم يظهرون حبهم ومن داخلهم يتمنون زوال النعمة منك فكلما كنت قويا ظهر حولك المنافقون المنتفعون المتملقون أما في ضعفك لن تجد منافقا حولك .
فجاء إسم ومعني النفاق من كلمة نفق والنفق يقصد به ما يحفره الحيوانات للإختباء به ويكون به فتحتين، بحيث إذا جاء عدو يفترسها هربت من الناحية الأخرى، لذلك يقصد بالمنافق هو من يجعل له وجهين يظهر وجه ويخفي الوجه الآخر
ولنا في النفاق الإداري خير مثال فهو من أقصر الطرق لتحقيق الأهداف لأن المنافقون هنا لايجدون صعوبة من الناحية النفسية فى الوشاية بزملاء العمل للتقرب من المدير والمسؤول وكلما اعتمد صاحب العمل على المنافقون المهللين وقاوم النقاد والمشورة كلما اختفت من أمامه عيون الحقيقة واختلطت علية الآمور .
فيحكي أن أحد الأباطرة كان محاطا بحاشية من المنافقين ونسي حال الرعية واهتم بملذاته الشخصيه وذات مره زار البلاد خياط مخادع وأذاع أنه يمتلك خيط سحرياً يراه فقط أكثر الناس ذكاء وكفاءة واخلاصاً فتسارع المنافقين بالبشري للملك بأنهم رأوا الخيط وأنهم أكثر الناس إخلاصاً للتقرب منه فأمر الملك أن يحضر الخياط رداءا كاملاً من هذا القماش السحري الفريد وقبل العيد دخل الخياط وكأنه يحمل الملابس الخفيه ورغم أن الإمبراطور لم يري شي إلا أنه خاف أن يتهم بقلة الذكاء أو قلة الكفاءة فاستشار رئيس البلاط الذي حشي أن يتهم بعدم الإخلاص فأظهر بعيونه انبهار واستحسان عظيم للملابس الراقية
وعندما شاهد رجال الحاشية انبهار رئيس البلاط خافوا أن يتهموا بعدم الكفاءة والإخلاص فصاحوا يعلنوا انبهار شديد باللباس السحري وحينما سمع الملك صدق الأكذوبة تماما وخرج من القصر ووسط صيحات الإعجاب قال طفل بصوت عالى الإمبراطور عاري تماما فساد صمت رهيب ادرك الجميع حجم المأساه والفضيحة حينها فقط اكتشف الملك أن النفاق وكتم الحقيقة هي وحدها عدم الكفاءة والإخلاص .
فعلينا جميعا بترك الدائرة القريبة منا كل فترة لمعرفة الحقائق والرتوش
واللهم اكفنا شر لطفاء المظاهر خبثاء النوايا .
أخبار متعلقة :