أن طبيعته البشر تجبرهم على التنازع و التعاون معاً وهم في ذلك يختلفون عن طبيعته النحل و النمل و غيرها من الحشرات الاجتماعية التي يسيطر عليها التعاون فقط من غير التنازع
وهنا سوف نقارن بين الانسان و النحلة و نتناول أوجه التشابه و اختلاف بينهم .
على طبيعته الحال أن الله خلق نزعتي التنازع و التعاون في البشر لحكمة له فيهم فلو كان المجتمع البشري يسود دائمًا التعاون التام من غير وجود التنازع لصبح كمجتمع النحل او النمل يظل على حاله ملايين السنين دون تغير أو تطور ، ولو أنه مجتمع البشري كإن يسود التنازع من غير تعاون أيضًا لصبح كالحيوانات التي تعيش من حيث مبدأ القوي ياكل الضعيف .
إن إنسان كما نعرف يختلف عن النحلة من ناحية أخرى ، فالنخلة لها غريزة تدفعها نحو بناءً الخلية وجمع العسل ، أمًا الإنسان فليس لدية غريزة تدفه نحو عمل معين بل هو هنا مدفوع بدافع غامض هو دافع ( الأنوية) الذي يجعل يسعى دائماً نحو رفع مستوى موقعه بين أقرانه في مجتمعه .
أما النحلة لا تجد عندها دافع ( الأنوية) أي أنها لا تهتم بتقدير غيرها من ابناء قومها عند عمل شيء ما لذلك تجدها تعمله كالالة التلقائية وهي هنآ بطبيعة الحال مجبولة على ذلك بحكم الغريزة الثابتة عندها ، واذا وقف في طريق عملها حائل تجدها قد شعرت بالتوتر و بدات بالكفاح من أجل التغلب على ذلك الحائل .
أمًا الأنسان هنا تجد كثير الاهتمام بتقاليد اجتماعية و تقدير الاخرين نحوه او ما سوف يقولون عنه بعد إنجاز عمله وهو يحاول دائمًا بكل جهد القيام بما يعجب مجتمعه و تجنب ما يسخطهم .
إن الإنسان بطبيعته خلق يسعى دائماً لكي يكون شيئا مذكورًا على حد تعبير ( جون ديوي فيلسوف امريكي ) وهو لذلك تجد دائماً يظل ركضًا لاهئاً طيلة حياتة ، فاذا نال المكانة التي يتبعها أخذ يسعى نحو مكانة أرفع و أعلى منها وهنا لا يتوقف عن طموحاته .
إن اوجه الاختلاف الذي رأيناه بين الانسان و النحلة يقابلها وجه تشابه بينهم أيضاً .
لذلك إن النحلة منذ خلق الله الها طيلة حياتها تسعى نحو هدف معين وهو جمع العسل و هنا يجب أن لا ننسى أن الانسان مثلها يسعى نحو هدف معين طيلة حياتة ولكن هذا الهدف لم تتبعه الغريزة بل يتبع القيم الاجتماعية السائد في المجتمع .
و عند نظرك الى أشخاص المتهالكين على تضخيم ثرواتهم أو لمكاسبهم أو متهالكين على تحصيل العلم او المغامرين لاكتشاف المجهول او المتهالكين على المناصب الرفعية او الشهر العريضة أو غيرهم من اصناف البشر لذلك نراهم أنهم يعلمون أن الهدف الذي يسعون اليه لا ينفعهم بعد موتهم ولكنهم مع ذلك يظلون راكضين لاهثين حتى ساعة موتهم و معنى هذا أنهم لا يختلفون في أساس عن طبيعته النحل الذي يكدح في جمع العسل .
ولهاذا فكلهم مدفوعون بدافع خارج عن إرادتهم ولكن النحلة مدفوعة بغريزتها بينما الأنسان مدفوع بدافع ( الأنا) الذي يختلف هدف باختلاف الزمان و المكان .
وهنا يعجبني مثل عربي قديم يقول ( الأنسان بلا أمل كالنحلة بلا عسل ) فهذا المثل يبين التشابه بين الانسان و النحلة في مسعاهم الذي لا يقف عند حد .
أخبار متعلقة :