عندما اشتعلت الحرب الاهلية في اسبانيا عام ١٩٣٦ بقيت لمدة ثلاث سنوات واستمرت صد ورد بين الطرفين وعندما اجري لقاء مع ابرز القادة الاسبانيين وكان اسمه ( ايميلو مولا ) ساله احد الحضور قائلا:
اي من الطوابير الاربعة سيكون فاتحا لمدريد فاجابه ايميلو مولا قائلا:الذي سيفتح مدريد هو الطابور الخامس وحينها كان يقصد العلماء الذين كانوا يتغلغلون بين الثوار الثائرين .فقد كان له علماء يعملون في الخفاء في مدريد وهم المعول عليهم في اشعال الخوف في العدو وبث معلومات واشياء غير حقيقية والتاثير علي العدو وتثبيط الناس الذين يحاربون ضده ونقل الاشاعات الكاذبة وهذا كله يساعد في ميل الكفة لصالح قواته في الحرب فقد كان الطابور الخامس يضعف القوي والنفوس في صفوف العدو ويهدمها من الداخل باشياء تؤدي الي هزيمتها .لذلك اطلق عليهم مصطلح الطابور الخامس فيمامعناه ان هناك اشخاص وجهات سرية عبارة عن عملاء وجواسيس يعملون خفية دون علم احد بهم لصالح الاعداء . لذلك عندما وصفت دراما رمضان بدراما الطابور الخامس قصدت ان من قام بتقديم هذه الاعمال الساقطة الهابطة التي تشوه المجتمع المصري وتعطي معلومات كاذبة عنه ونماذج غير حقيقية وتساهم بشكل كبير في تدمير قيم المجتمع المصري وعاداته وتقاليده واخلاقياته وتهدم وتخرب من الداخل وتبث افكار ومعايير مختلفة عن القيم الاخلاقية التي تربينا جميعا عليها وشكلت شخصيتناواحترامنا واعتزازنا بهويتنا المصرية وتبدلها بمعايير البلطجة والعربجة والقبح وسوء الخلق تحت مفاهيم الجدعنة والرجولة والفهلوة هذا بكل تاكيد يدل علي انهادراما وفنانين وكتاب ومخرجين واعمال الطابور الخامس الذي يعمل لصالح اعداء مصر سواء كان بقصد او بغير قصظ فالنوايا لاتنفي النتائج .ففي الاخر ستقوم هذه الاعمال بالتخريب وغرس سلوكيات قبيحة لا تمت لمجتمعنا بصلة .لصالح من ان يتم تشويه حارات مصر ومناطقها الشعبية التي كانت وستظل منبت السلوك الراقي والكلمة الطيبة والمعاملات الاصيلة والتربية المحترمة والتي اخرجت لنا عظماء في كل المجالات والتي قام بتجسيد حقيقتها عظماء من المؤلفين والكتاب والمخرجين اين حارات مصر العريقة الراقية في مسلسلات اسامة انور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ وكثير من عظماء التاليف والكتابة .تذكروا الحارة المصرية في ليالي الحلمية والمال والبنون وعبد الغفور البرعي تذكروا صعيد مصر في ذىاب الجبل ومئات الاعمال العظيمة التي كانت تلتف حولها العائلة المصرية دون خجل او خوف علي الابناء والزوجات من خدش الحياء وبذائة الالفاظ والمشاهد.
اليكم بعض من ماشاهدته من مسلسلات رمضان ٢٠٢١ هذا العام
بلطجة في الاحياء الشعبية (ملوك الجدعنة)
عصابات في الصعيد (نسل الاغراب).
عصابات ومخدرات وقتل في الاسواق والمدبح (دم غزال).
ثراء وفساد وبلطجة (اللي ملوش كبير).
نصب واحتيال واجيال ضائعة خاوية من اي قيم ومبادئ(حرب اهلية ). هذا للاسف بعض من كل هذه هي مسلسلات النخبة الفنية كما يطلق عليهم او السوبر ستار والمفترض انهم القوة الناعمة التي تحارب الفساد وتدعم القيم السامية التي تؤثر في الاجيال والمجتمع والتي نملك منها تراثا فنيا عظيما راقيا نفتخر به للان....
صحيح ان الفن لايجب ان يكون صاحب رسالة فقط وان له ادوار اخري منها تقديم المتعة والضحكة وحتي النقد وبعض السلبيات ولكن في اطار من المحافظة علي نقاء ونظافة المحتوي وبيما لايتعارض مع كل ماذكرته .لكن ان تكون كل الاعمال نماذج سلبية ومشوهة وان تعطي انطباع لكل من يشاهدها ان المجتمع المصري اصبح بؤرة فساد وانحلال واجرام ونصب وقتل وبلطجة هذا لايجب السكوت عليه ويجب المراقبة والمراجعة قبل عرض هذه الاعمال وفلترتها كما كان يحدث من قبل ووقف اي عمل فني لايليق بقيمنا ومجتمعنا .جميع الاعمال هذا العام تعرض الشتائم الخارجة وكانها جزء من مفرداتنا العادية في التعامل لقد اصابني واصاب الجميع الاشمئزاز مما وصلنا اليه من هبوط واسفاف درامي.
في اخر مقالي ادعوكم لمشاهدة بعض الاعمال العربية المحترمة التي تقدمها بعض الدول العربية التي ليس لها من قبل تاريخ فني يوازي تاريخ مصر الفني فقط لكي تعرفوا كيف يساهم الفن في بناء الدولة.
أخبار متعلقة :