بوابة صوت بلادى بأمريكا

هويدا عوض أحمد تكتب: الثراء الإقتصادي

إن الثراء الإقتصادي أو المادي يشكل هدفا من أهداف السياسات الخارجيه للدول وبصفه أساسيه فان كل دوله تبحث عن رقعه إقليميه كافيه لإيواء شعبها وكذلك تبحث عن الموارد الإقتصاديه التي تكفل لهذا الشعب المستوي اللائق .

وليس هناك خلاف طبعا في أن الوجود القومي لدوله من الدول يتطلب توافر حد أدني من الثروة الوطنيه .وإن كانت هناك دول تتجاوز هذا الحد الأدني وتجعل من البحث عن زيارة ثروتها القوميه هدفا رئيسا لسيادستها الخارجيه .ويبدو هذا واضحا في حالة الولايات المتحده الأمريكيه حيث تقدر إستثماراتها الخارجيه ببلايين الدولارات .كما أن اليابان وألمانيا الغربيه تنتهجان سياسات خارجيه تعكس هذا الهدف الإقتصادي بوضوح .وكثيرا ما ينظر للثراء المادي علي أنه مؤشر لنفوذ الدوله في المجتمع العالمي .ومن الأمور الشائعه أن تتباهي بعض الدول بأنها حققت أعلي مستويات المعيشه والدخل في العالم وهي حقيقه ترضي الكبرياء القومي لهذه الدول ..

ويصدق ذلك علي الدول الرأسماليه والدول الشيوعيه علي حد سواء .

فبعض الدول تتخذ من ثرائها المادي مبررا للنظر إلي غيرها من الدول التي لم تحقق مستوي عاليا من التنميه الإقتصاديه علي أنها ما تزال متخلفه إجتماعيا وتكنولوجيا عنها كدوله متقدمة .

وقد تعمل علي توظيف هذا التصور دعائيا وإستغلاله في إستراتيجيتها الخارجيه بشكل أو بأخر .علي أن الحقيقه التي يجب ان تكون واضحه في أذهاننا هي ان هدفي القوه والثراء الإقتصادي يتشابكان مع بعضهما إلي حد كبير .

فثروة الدول ممثلة في زياده دخلها وإنتاجها القومي ويمكن تحويلها إلي قوة واضحه من الناحيه العسكريه

فالدولة التي تنجح في خلق قاعدة للتصنيع الثقيل يمكنها ان تحول هذه القاعده وقت الضروره للإنتاج الحربي

ولذلك فإنه يكون من الصعب في كثير من الأحيان أن تقرر ما إذا كان الهدف من سلوك دولة ما هو زيادة ثرائها أو قوتها أو الحصول علي الإثنين معا..

فكما أن الثراء يخدم كركيزه للقوة .فان القوة تدعم من مقدرة الدوله علي زياده ثرائها غير أن بعض أساتذه العلاقات الدوليه حاولوا أن يضعوا خطا فاصلا بين هذين الهدفين ...

أي ان هدف القوة والنفوذ .ثم هدف الثراء .وفي رأيهم من الممكن التفرقه بينهما وهم يقولون .ان هناك حالات تثبت ذلك وتوضحه .

فمثلا بريطانيا تخلت عن الكثير من إلتزاماتها الدوليه..وهي مظهر من مظاهر القوه ...لكي توفر لشعبها مستوي أفضل من المعيشه بتخليصه من الضرائب التي تفرضها أعباء التسلح الباهظه كما ان ألمانيا النازيه اختارت طريق القوة علي حساب مستوي المعيشه الداخلي

 

أخبار متعلقة :