ما حدث بالموكب المهيب ( موكب نقل المومياوات الملكية المصرية ) يعد تفعيلا لروح التاريخ المصري القديم وإلهام مستمر للعالم للتأكيد على استقرار ورونق مصر البهية عبر العصور ، وإضاءة مصر تاريخيا وجغرافيا يكشف سقفها للتمتع بما تحت السماء وهيبة الأرض وتقدير الإنسان . فهي خبرية ورسمة لذاكرة وطني حتى عصري الذي أعيش فيه ، مما يجعلني أتفهم حقيقة المشكلات وحقيقة المواجهة ، و أعتز بهويتي وأستشعر بريق احترام ذاتي .
انبهر وينبهر العالم بمنقولنا .. والقادم عقولنا ، فالاستثمار بالمواطن وتغذية عقله أهم من الحجر وإن كان الحجر هو ذاكرة من اجتهد ووضع البصمة والأثر ،ولأن النقد وحده لا يجدي ، فكيف يتم ذلك ؟
قدمت بعض الحلول والمقترحات بمقالات متعددة وتحدثت أيضا بلقاء تلفزيوني عبر قناة الصعيد ، أطرح ذلك هنا وأضف إليه :
* مبهج ومثمر لمجتمعاتنا العربية ظهور شباب يساهمون بالحركة الأدبية والثقافية ويضعون بصمتهم الإنسانية إعمالاً للتفكير والتعقل ..
(لنعرف) من نحن عبر السنين ومن الآخر ، (لنفهم) كيف كنا ولماذا أصبحنا هكذا وما المطلوب بواقعنا ، (لنتعامل) فنحن شعوب وقبائل لنتعارف .. يمكن احتواء الكتاب والمثقفين بالنشر بالصحف والمواقع وإتاحة الفرص بالإعلام لظهور رأيهم والاستفادة من طاقاتهم المتجددة لإضافة مثقف آخر غير منقطع مع الاهتمام والرعاية المعنوية والمادية .
* نقف جادين أمام الأمية التى يجب أن نمحوها بخطابنا الديني والثقافي وقبل أي شىء محو أمية القراءة والكتابة بشكل عملي ، ولنطبق الحلول بمصر والدول العربية ، فلنا حضارة ، فهيا نعيد أمجادنا بإنارة العقول والتشجيع على البحث والتفتيش والمعرفة ، فالثقافة تجمع القيم والمعارف ، ليظهر لنا الإنسان النافع بحدود طاقته ، والمتخلق بأخلاق خالقه .. ويمكن تفعيل دور الخريجين المتخصصين بمجالات التعليم والتدريب بتوظيفهم لتلك المهمة بالتعاون مع مؤسسات تعليم الكبار كما يمكن التفكير بنفس النمط لمعظم الخريجين بالمجالات المتنوعة حسب التخصص .
* يمكن عمل برنامج توعوي عام يُنشر في توقيت واحد على القنوات ( التابعة للدولة ، والخاصة ) والراديو لفترة تحتاج إلى دراسة وجدولة .. يُثمر ذلك -أو على الأقل محاولة جادة- في تنمية المجتمع بالوعي والثقافة فيما لا يسع المواطن جهله في دنيانا هذه ، وحبذا لو تم تفعيل مكتبة عامة مختصرة لكل مسجد وكنيسة .
* مصر مقسمة لمحافظات ، فلماذا لا نعرف أهم ما يميز نقاط مصر بكل محافظة قديما وحديثا ؟!، ولماذا لا تسرد لي قصة بصمات أخي المواطن بأرضنا ونتائج ما قدمه وما اكتسب من مؤهلات وقدرات وهوايات؟! ؛ فأنا وريثه التائه ، أريد أن أضع بصمتي بالتعمير والنفع والتقدم ، ويمكن إنتاج أفلام قصيرة عن تاريخ مصر والعرب وأهميتها وتكون بشاشات عرض بمراكز الشباب والرياضة والجامعات والشوارع الرئيسة وقصور الثقافة ومراكز تدريب القوات المسلحة .
* إعادة عرض وإنتاج (السهرات الدرامية) التي تجمع ما بين المسلسل والفيلم ، حيث تختصر وقت المشاهد وتحمل قيمة وأحداث درامية قيمة .. يمكن عمل خطة موضوعات تحمل رسالة حفظ : ( الدين ، النفس ، العقل ، النسب ، المال ) ، كما تحمل القضايا المجتمعية ، والمفاهيم التثقيفية ، وأسس التربية السليمة .
* إضافة قسم تدريب وتأهيل داخل الوزرات لتعلم أساليب تفكير متجددة ومفاهيم غنية تساعد على الإنتاج والعمل المتطور والتسهيل المستمر .. يمكن ذلك بالاستعانة بمنصات متخصصة بذلك الشأن كمجتمع تلوجيا الذي يعلن دوما مساعدته الإنسان العربي بتحصيل الحكمة بل يعد بذلك " يوماً قد نكون قادرين على تحصيل الحكمة" ، فهم ينشدون الأفضل فى حياتك الشخصية والعملية وسعيهم انتعاش وتغذية العقل العربي لأنه يشاركك تحويل الأفكار العادية إلى إبداعية بمجالات متعددة تخص عملك ومواهبك والمؤسسات والحكومات.
* مهم أن نأمل من أهل الاختصاص بانتشار لغتنا الفصحى بمرونة على ألسنة الأجيال تلو الأجيال .. ويمكن ذلك من خلال دورات مختصرة غنية بشروحات مهضومة للقواعد العامة للغة العربية والإملاء وينظمها السادة المحافظين وتكون بمبنى كل محافظة والجامعات والمدارس ومراكز الشباب والمساجد والكنائس وقصور الثقافة .
واجب بضمير الدولة المصرية والعربية البحث عن تغذية وانتعاش العقول والاستثمار بالإنسان.
أخبار متعلقة :