منذ بداية التاريخ الإنسانى و صراع المرأة لإثبات الحضور لم يعد مجرد أزمة مؤقتة ، بل هي سيرة و مسيرة خاضتها المرأة بكل دأب و إيمان وثقة بقدراتها على العطاء و البذل و التضحية بل ايضًا بإمكانية متفردة على توجيه مجريات الأمور على النحو الذى يجب أن ترنو إليه المسيرة الإنسانية ، فأصبحت المرأة مع مرور الأيام وتقادم التجارب أصل الرواية التاريخية ؛ فبالرغم من فطرتها الناعمة إلا أنها كانت تمثل دائما حائط صد قوى للدفاع عن الوطن ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرضه .
في حدوتة المشاركة الوطنية ، قادت المرأة المصرية عام 1956 تنظيم كتائب محاربة بلغ عددهن 30 ألف فتاة تواجدن في الصفوف الخلفية لمساعدة الجرحى والمصابين، وأيضا التدريب على حمل السلاح..و كانت كتفا بكتف بجوار زوجها أو أبنها بحرب أكتوبر المجيدة فهى الحانية التي تضمد جراح المجروحين من جنودنا ، وقتها تأكد دور المرأة المصرية بقوة حينما نظمت لجان تطوف المستشفيات وتساعد أهالي المجندين وتقف بجانبهم لتلبية احتياجاتهم، والمشاركة الرائعة في مشروعات اجتماعية وإنسانية ، لعل من أهمها مشروع "النور والأمل" لرعاية المكفوفين ومصابي الحرب ، وحيث سجلت الأرقام 13 ألف سيدة ثم تدريبهن بالفعل على أعمال الإسعاف والتمريض للمساعدة في المستشفيات في حينها وفي نفس الوقت كان هناك خمسة آلاف من النساء يتم تدريبهن بالفعل، أما طابور الانتظار فكان به ستة آلاف ينتظرن ممارسة دورهن !! .
ولا تغادر الذاكرة حدوتة والدة الشهيد النقيب طيار" صبحى الشيخ" السيدة فردوس فرحات التى استشهد وحيدها فى ضربة السيطرة 6 أكتوبر 73حينما جاء أحد المقاتلين ليقدم لها كلمات العزاء فقالت له :" لا تحزن أيها الضابط من أجل ولدى ، لقد حقق الله أمانيه كلها منذ أعتاد الصلاة والتحدث إليه قبل أن ينام .... " و كرمت الدولة أم البطل ، ووقف القائد الأعلى للقوات المسلحة يرفع أمامها يده بالتحية العسكرية حين نودى اسم ولدها فى مجلس الشعب ، صبحى على الشيخ .... واحد من رواد القدرات الخارقة ، حماة مصر وعشاقها ..
و لا يمكننا إغفال حدوتة ، بل حواديت مشاركات الفنانات كقوة ناعمة واعية مثقفة و دورهن الرئيسى فى الحرب و بهن تكتمل المواجهة و يشتد الصمود ؛ حينما قررت ــ على سبيل المثال ــ كوكب الشرق أم كلثوم أن تُحيى الحفلات وهى في السبيعن من عمرها و تطوف دول العالم بصوتها الشجى، إلى أن نجحت في جمع أكثر من 3 ملايين جنيه أودعتهم لصالح التسليح والمجهود الحربى، إلي جانب جمعها محتويات صندوق كبير يحمل تبرعات ذهبية من مجوهرات نساء مصر والوطن العربي كانت تلك الأغاني تلهب مشاعر الجنود وتحفزهم و تجدد حبهم و ولائهم لوطنهم .
و ونصل لدوتة الحواديت عندما كان للمرأة المصرية الدور المشهود فى حماية وطنها من ويلات وبساعات خفافيش الظلام فى 30 يونيو و 3 يوليو 2013 حينما امتلأت ميادين مصر بالنساء ، وبلغت نسبة تصويتهن 55% فى الاستفتاء على دستور 2014، كما بلغت أصواتهن نسبة 54% من إجمالي أصوات الناخبين فى الانتخابات الرئاسية لنفس العام .
و عليه ، كان عام 2017 عام المرأة المصرية و كان بحق التتويج المستحق لمجهوداتها، وهى فكرة الرئيس السيسى التى تم تدشينها فى مؤتمر عام 2017، وتم خلاله إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 بما يتماشى مع أهداف التنمية الإقليمية والدولية، والتى تتكون من 5 محاور هى: التمكين السياسى والاقتصادى والحماية المجتمعية والمحور الثقافى والقانونى .
نعم ، لفد انتصرت ثورة 30 يونيو في الحدوتة الأكبر لنيل المرأة الكثير من حقوقها وتمكينها من الكثير من المكاسب ، حيث ارتفاع نسب المشاركة والوجود في البرلمان بشكل رائع بمساندة بعض لوائح التمييز الإيجابي المؤقت منها والداسم .. كما كان ارتفاع نسبة مشاركتها في المناصب العليا والقيادية ..لأول مرة المرأة في منصب المحافظ على سبيل المثال ..
يبقى في النهاية بعض التحديات المأمول مواجهتها :
- التصدي لارتفاع نسب الأمية عند النساء ، وعدم الاستمرار في التعليم ..
- العمل على زيادة وعي المرأة وبشكل خاص في الريف لترفض الممارسات السلبية في مجال الإضرار بالصحة العامة .. رفض فكرة وعادة الختان البشعة .. الزواج المبكر .. رفض ممارسة العنف ضد المرأة .. رفض مفهوم الانفلات في مجال تنظيم الأسرة .
- دفع المرأة وتحفيزها للمشاركة في العمل الاجتماعي والوطني عبر الانضمام لمؤسسات المجتمع المدني ..
أخبار متعلقة :