هل كانت الكمامة موضة أخذت وقتها وإنتهت؟
أم ظن البعض منا أن دولتنا دوناً عن ال ١٩٦ دولة المكونين للعالم قد خلت فجأة من الكورونا ؟
أم إعتقد ذلك البعض أننا، ودوناً عن باقي أهل كوكبنا العامر هذا وساكنيه، أوالمقيمين فيه وقاطنيه، قد ولدنا جميعاً نحمل ضمن مكوناتنا وجيناتنا مصل طبيعي مضاد لكافة الأمراض والأوبئة والفيروسات، الطبيعية منها والمصنعة واللي بين البينين كمان؟ فلاحاجة لنا إذاً إلي الإلتزام بتعليمات الأطباء، أوالإنصات لأحاديث العلماءعن ضرورة إتباع الإجراءات!
خلت الوجوه فجأة من الكمامات، في الشوارع والطرقات والأزقة والحارات، عدد ليس بالقليل ممن نقابلهم، أو نلتقيهم أونراهم في حياتنا اليومية .. سواءاً في الأسواق أوالمتاجر والهيئات والمؤسسات، ووسائل النقل والمواصلات تركوا الكمامات والسوائل المطهرة والبخاخات ..
ربما فطن هؤلاء إلي إنتهاء الوباء " وهذا غير حقيقي" فالفيروس موجود ومنتشر، قابع وراصد ومتربص بأنوفنا وأفواهنا، كرأس حربة في فريق يتحين فرصة تخلي حارس مرمي الفريق الخصم عن موقعه، ليشن هجومه فوراً ويحرز ما يشاء من الأهداف .
وصدقوني يا أحبتي ...
لم أجد تشبيهاً أدق لتوصيف حالة اللامبالاة التي أصيب بها البعض، برغم تزايد عدد الحالات، وقد تخلوا عن الكمامات!!
والكمامة للوجه كحارس المرمي للفريق، كلاهما مسئول عن الذود عن مرماه، والمقصود بالمرمي هنا هي الأنوف والأفواه، التي لو تخلي عنها حراسها من" الكمامات" لتسلل الفيروس من خلالها للتغلغل داخل الجهاز التنفسي، ومنه إلي باقي الأعضاء والخلايا والأجهزة، وقانا الله وإياكم كل مكروه وسوء .
الأمر المحير، هو ذلك التناقض العجيب الذي تعاملنا به نحن" كأشخاص" مع الجائحة....
أقول كأشخاص لأن الدولة أبداً لم تتخلي أو تقصرأو تتقاعس يوماً عن الحفاظ علي حياة مواطنيها، إتخذت الإجراءات، وقدمت المساعدات، وبحثت عن الأمصال، واستقدمت اللقاحات، صحيح هو دورها، وها هي أدته ولا زالت وستظل تؤديه بإخلاص كامل يستحق منا جميعاً كل كلمات الثناء، والتقدير والإشادة ..
ولكن ماذا فعلنا وكيف تعاملنا نحن كأفراد مع الجائحة ؟
في البدء .. وبمجرد أن ترامي لأسماعنا أنباء عن ظهور فيروس جديد أو مستجد .
( وكنت بفضل من الله من أوائل الذين كتبوا في هذا الموضوع ) إلتزم الجميع في البداية بالتعليمات، إرتدوا الكمامات وبحثوا عن المطهرات والمعقمات والكحول والكولونيات
( وبقينا كلنا ما شاءالله ريحتنا حلوة وزي الفل ) بحث الجميع عن الكولونيا علي الرغم ندرتها وغلاء أثمانها في حينه، بحثوا عنها حرصاً علي سلامتهم، لكن وبمرورالوقت، أخذت كل تلك الأشياء تدريجياً في الإختفاء فلا كلور ولا كلونيا ولا معقم ولا مطهر ولا حاجة أبداً، بما في ذلك الكمامة
( اللي رخصت وبقت بتتباع دلوقتي ببلاش إلا ربع) !
رفع البعض شعار ياعم خليها علي الله
و"مع السلامة يا كمامة" وبقينا خلاص بنعطس في وشوش بعض!!
يقول لنا العلماء .. أن عطسة الفرد الواحدة تحوي بداخلها ٣٠٠٠ قطرة رذاذ، ويقول نفس العلماء أن الكورونا تنتقل عن طريق الرذاذ، وهم أنفسهم يؤكدون أن الكمامة تحمي من الفيروسات، فأين ذهبت الكمامات ؟!
مخطئ من يظن أنه في مأمن أومنأي عن العدوي أوالإصابة، طالما كان حريصاً في تعاملاته علي الحفاظ علي المسافة الموصي بها بينه وبين باقي الأشخاص، أو طالما أن جليسه أو المتعامل معه لم يعطس بوجهه أو يكح بجانبه، فقد ثبت علمياً أنه من بين ٦ إلي ١٨% من المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض، ولكنهم مصابين وقادرين علي نقل العدوي للآخرين، وبصرف النظر عن العطس والكحة، أوليس بإستطاعةالرذاذ الخروج أثناء التحدث ؟!
وقبل أن تقول لي بناقص خالص يا أخي من التحدث، هنتعامل بلغة الإشارة، سأخبرك بأنه بإمكان الرذاذ أيضاً الإنتشار في الهواء، والتعلق به لعدة ساعات ، كما أنه قادرعلي الإستقرار فوق الأسطح ومن ثم الإنتقال منها بسهولة عن طريق التلامس إلي الأنوف والأفواه عبر الأيدي والأصابع !!
هذا ما قاله العلماء، وأنا بدوري أنقله ..
وعلينا من ده كله بإيه ؟ ما نلبس الكمامة .. وآهو في الكمامة السلامة ...
حفظ الله مصرنا، ونصر قائدنا وزعيمنا، قائد جمع الحق والإيمان .
أخبار متعلقة :