في مثل هذا اليوم التاريخي، يوم السادس من أكتوبر عام 1973، حطم الجيش المصري كل الأساطير محققا أعظم انتصار عسكري في القرن العشرين، وهي بلا شك تستحق برنامجا احتفاليا يساعد على ترسيخها في ذاكرة الأجيال الجديدة التي لم تعاصر هذا الانتصار الفذ وأبطاله العباقرة. إننا نتمنى أن نحتفل به احتفالا يليق بمكانته التاريخية ويستدعي الذكرى العطرة لها في قلوب من عاصروا هذا الانتصار وعاشوا فرحته.
ومن الأفكار التي أطرحها هنا للاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر المجيد الوقوف دقيقة حدادا على أرواح آبائنا، بل وأجدادنا أيضا، الذين ضحوا بأرواحهم ودماءهم من أجل الحفاظ على تراب مصر الغالي. وكذلك نستطيع أن نتذكر أيام الحرب بإطفاء الأنوار وإشعال الشموع ونشر اعلام مصر والملاءات البيضاء رمز السلام والمحبة. تستطيع المساجد والكنائس أن تدعو إلى صلاة ندعو فيها لشهدائنا الأبرار بقلوب صافية. يمكننا أيضا أن نسمع صفارات الإنذار تدوي في سماء جمهورية مصر العربية لكي نشعر بقيمة الحدث التاريخي.
لنتذكر الذين سطروا بدمائهم أعظم ملحمة في تاريخنا المعاصر، ولا يكفي أن نترك هذه الملحمة للدراسات التاريخية وللباحثين والمحللين، رغم أهمية هذه الدراسات للرد على ترهات ومزاعم الإسرائيليين في هذا الشأن. على العكس، لابد أن تدخل حرب أكتوبر مناهج التعليم حتى يتعرف عليها تلاميذ المدارس ويتربوا على ذكرها وتدارس نتائجها، ومن المؤكد أن يؤدي هذا إلى تعزيز الانتماء لهذا الوطن الغالي.
وأعتقد أن أي كتاب تاريخ يدرسه تلاميذنا ويخلو من ذكر هذا الانتصار هو كتاب ناقص يفتقد قيمة كبرى من القيم الخلاقة، وهي الكفاح حتى تحقيق النصر. وليس صعبا أن تتضمن كتب التاريخ تنويها عن أبطال هذه الحرب، وملخص موجز عن أحداثها، وكيف كانت حرب أكتوبر الحدث العظيم الذي زلزل أركان العالم من مشرقها إلى مغربها، بقرار الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يمتلك عبقرية فذة ودهاء في المناورة وخداع العدو بهؤلاء الابطال الذين غيروا وجه مصر أمام العالم عسكريا وسياسياً واقتصاديًا وإعلاميًا واجتماعيا، من أجل أن تحيا مصر في أمن وسلام.
لا أستطيع إلا أن أعبر عن مخاوفي من أن ينسى الجيل الجديد والجيل الذي يليه فيما بعد، وأن يوصم بالجهل وبأنه لا يعرف شيئا عن التاريخ وعن بطولات الجيش والشعب المصري علي مدي قرن من الزمن. لذا فإنني أكرر ندائي، بحق شهداءنا، أن نكثف الاحتفالات لأحياء هذه الذكري العطرة في قلوبنا بطريقة تليق بشهدائنا سواء في كتب التاريخ التي نوهت عنها، أو في أفلام سينمائية حربية تحكي هذه الملحمة، وسيكون لها صدي كبير، بل إن نجاحها مضمون، وثمارها مؤكدة، فيمكن عرضها في كل احتفال لإحياء ذكري شهداءنا ومع مرور الزمن سوف يثبت في وجدان شباب مصر كلها بأن شهداءنا لهم تقدير في قلوبنا وأن لهم عيد مقدس تحتفل به كل طوائفنا مدي الحياة.
لا أبالغ إذا طلبت أن نبدأ من اليوم التفكير في احتفالات العام القادم، ونخطط وندرس مبكرا حتى نستطيع التنفيذ في الأوقات المناسبة، ولدينا الوقت الكافي لعمل التجهيزات والبروفات والدعاية الإعلامية. وللأسف الشديد لم تنل هذه الملحمة حقها حتي الآن، وقد ولدت أجيال لم تعرف القيمة الحقيقية لهذه الحرب وما صنعه رجالها.
ولنقف جميعا خلف الرئيس السيسي لكي يعلم العالم كله ان الشعب المصري لم يفقد ثقته في قواتنا المسلحة وفي قيادته، وأن المعارك لم تتوقف حتى الآن، ونتعرض نحن المصريون لحملة شرسة ومؤامرة قوامها الزور والبهتان من جماعة الاخوان الارهابية الهاربين.
أخبار متعلقة :