يا لصلفِ المشهدِ في نهايةِ مسرحيَّة ٍساذجةٍ ! وهي تختتمُ فصولَها بمزحةٍ سمجةٍ ،مسرحيَّةٌ أبطالُها فاشلونَ في الحبِّ فقراءُ في انتقاءِ رغيفٍ ساخنٍ يهدِّئُ جوعًا إلى حضنٍ . ما أُحيلى ذاك الفصلَ بآخر ! حيث تكبرُ فيه مسبغةٌ بوجهٍ آخر ألقتْ بشباكِها في مستنقعِ ركودٍ أبى تغييرَ وجهاءِ حكمٍ أو هرولَ في تبادلِ الأدوارِ فتحول من ركودٍ إلى وريثٍ قميء يتمسَّكُ بأطرافِ قماشةٍ مهترئةٍ تغطي مقعدًا نخرَ السّوسُ خشبَه، تبًّا ألا ليتَه يسقطُ بمن يعتليه! الدَّمارُ يشملُ كلَّ شيءٍ هنا رأسٌ يتطايرُ كانَ اسمه الحب، هناكَ جثَّةٌ تحترقُ كان اسمها الكرامة، وعلى قارعةِ الطَّريق يستلقي رأسٌ متوَّج بالأشواكِ كان اسمُه الصَّبرَ. الفتنةُ تتغاوى تشيرُ بالبنانِ إلى رأسِ رجلٍ تخلى عن رجولتِه بذكوريةٍ مفرطةٍ في نرجسيَّتِها قصفتْهُ بارجةُ أنثى أمعنتْ في تلقينِهِ دروسًا في الرُّجولة لكنَّما الذَّنبُ الأعوجُ لا يستقيمُ وسيبقى في قالبِهِ دهرا ممثِّلًا دورَ الاستقامةِ فما إنْ تخرجهُ منه المواقفُ حتى تنكشفَ حقيقةُ اعوجاجِه إنَّها حكايةُ مجتمعٍ مترفٍ بالأخطاءِ يبرِّرُ الذُّنوبَ بحاسَّةِ أنفٍ مزكومٍ فلا يميِّزُ بينَ عبقِ وردٍ يضوعُ زكيًّا وبينَ رائحةِ نُفاياتٍ نتنةٍ، فهلْ بعدَ كلِّ هذه الدُّروسِ ما زلتَ تخلطُ بين الرائحتين ؟ يا مجتمعًا ذكوريًّا أنهكْتَ فيه الطفولةَ في حروبِكَ التي لا تنتهي وجعلْتَ للمراةِ مخالبَ كي تتدارى من هيمنَتِك فتتساوى لديكَ في فراشِكَ امرأتانَ فمتى ستحسن التمييز بين الرائحتين؟!
سامية خليفة /لبنان
أخبار متعلقة :