دائما آخر الليل يكون له رائحته الخاصة ومذاقه الخاص كفنجال من القهوة المضبوط ، وبالفعل دائما أُنهي ليلتي بفنجال من القهوة المضبوط ، آخر الليل له رونقه ، في الحقيقة الليل بالنسبة لي هو الملهم لفكرة جديدة في رواية أو قصة ، نادرا ما أكتب مقالا في الليل ، لأن المقال لا يهم أن تكتبه في أي وقت فهو مزدحم بالدنيا بكل الدنيا وكل ما فيها من سياسة ومجتمع وأعمال وأفعال بين الهزل والجد لا فرق ، لا يحتاج لصفاء العقل ، بل بالعكس يحتاج لهرجلة العقل حتى يخرج ممثلا لهرجلة الأحداث ، لكن هذه الليلة لست أعلم لماذا مع آخر الليلة أحسست بأنني أريد أن أخرج إلى هرجلة العقل والدنيا والعالم وأحداث تفور كبركان هائج ، ممهدة لزلازل وأعاصير وقلق وأمراض وأوبئة.
عالم مجنون مجنون مجنون
***************************
هل يستطيع أحد أن يخالفني ليقول أن العالم عاقل عاقل عاقل ، جميع الأحداث تقول أنه مجنون ، لا توجد دولة نستطيع أن نقول أنها عاقلة ، كل دولة ولها جنونها الخاص بها ، لا تبحث عن العقل الآن لأنك لن تجده إلا إذا جازفت وألقيت بنفسك في محيط هائج الأمواج وقبل أن تجده ستكون سمكة قرش قد ابتلعتك ، أنظر وأنت في الطريق إلى عيون البشر ، لن ترى سوى الجنون ، ليس من الضروري أن يكون جنونا من النوع الذي يذهب بصاحبه إلى مستشفى المجانين ، الجنون أنواع ، نعم أنواع لكن الكل مجنون ، حتى الأطفال سترى في عيونهم الجنون ، جنون الولع بهواتف لا تبتعد عن عيونهم طوال الوقت ، جنون ورثوه من جنون الأباء قبلهم وهم يشاهدونهم يركعون لتقديس هذه الهواتف الشيطانية ، دهشة تستدعي دهشة ، وأنا أشاهد وأرى وأسمع كل ساعة بل كل دقيقة ، جنون الحياة التي نعيشها الآن ، حياة حكمتها الماديات بكل أنواعها وبكل ما تحمله من جبروت يدفع الجميع دفعاً إلى الجحيم ، لا أقصد جحيم الآخرة فهذا سيأتي دوره ، لكن جحيم الحياة نفسها ، حياة أصبحت جحيما لا يطاق ، تحول البشر فيها إلى مناظر شاردة تائهة خارج الشكل الإنساني تماماً ، أحياناً أتخيل أنه لا ينقصهم سوى أظافر وأنياب ليتحولوا إلى أكلة لحوم البشر ومن يدري فقد تكون هذه الخطوة التالية ، هذا إذا ما ترك الله العالم ليعيش طويلا !، وأنا أتوقع أن يأتي بعد كورونا ما هو أسوا منها ، جنون أصبح لا يخاف الأوبئة ولا الزلازل ولا الأعاصير ، يمضي في طريقه لا يلوي على شئ ، يتساقط كل يوم المئات بل الألاف أمام الموت بكل أنواعه حتى موت الأب على يد ابنه أو موت الإبنة على يد أمها ، لا شفاعة لقربى ولا أقرباء ولا أهل أو جيران ، جنون عالم وقف يستغيث بالله تارة ، وتارة بالأدوية والأمصال أمام فيروس لا يُرى ، يستغيث ويده لا تتوقف عن صناعة الموت بكل وسائله ، بشر غضبوا على غلق دور العبادة للحماية من الفيروس وهم يستبيحون كل النجاسات والشذوذ وكل أنواع المنكر ، الجنون الآن هو البديل لكلمة العقل ، الجميع يحتمي به ، لأن العاقل في هذا العالم الآن هو الذي يُدفع به إلى مستشفى المجانين ، أعلم أن البعض سينظر إلى كلماتي على أنها نوع من الجنون ، حسناً ، أنظروا في المرآة ستجدون الجنون في أعينكم ، الجنون بأي ولأي شئ ، فلقد أصبح التعامل في كل أمور الحياة الآن يحكمه الجنون والقليل جدا من العقل !!!!! .
المترشح الأمريكي للرئاسة .
***************************
بالتأكيد أنا أتحدث عن " جون بايدن " مرشح الحزب الديمقراطي ، أراه كطفل يبحث عن يد أمه في زحام المولد ، مسكين من النوع الذي لا يتقدم خطوة ، ينتظر أن يدفعه الغير ، عقلية غير ناضجة سياسيا ولا مانع لديه أن يبول فوق حائط السياسة عن معرفة أو عن جهل ، يحاول أن يصل إلى كرسي الرئاسة ليس كهدف من أجل مصلحة الشعب الأمريكي ، لكن تلبية أو كواجهة لحزب لا يتورع عن التلاعب بأي شئ وبكل شئ للوصول إلى الحكم ، هذا المترشح من الواضح أن هناك عقول تدفعه ، ومن الواضح جدا أن أحد هذه العقول هو " أوباما " الرئيس الأمريكي السابق الذي حكم ولم يعط للحكم إلا تخلخل أرجل مقعد الرئاسة فاهتزت معه أمريكا ، ولم نر خلال فترة حكمه سوى أمريكا أخرى ، هي ليست أمريكا التي فرضت وأثبتت وجودها على العالم كله ، الفكر الأوبامي قريب جدا من الفكر الإخواني ، وإن كان لم يستطع أن يفضفض كثيرا عما بداخله فلأن نظام الحكم في أمريكا لا يسمح بالفكر الديني للوصول إلى الحكم ، ولأنه فشل في تحقيق ذلك ، حانت أمامه الفرصة لتحقيق أو محاولة تحقيق ما فشل فيه من خلال المترشح الحالي للرئاسة والذي كان يعمل نائبا له خلال فترة رئاسته ، وعلى أمل أن تدور الدائرة ويعطي له دوراً لو تولى الحكم ، إن هذا المترشح كما ذكرت مجرد تمثال مدفوع بقوة من خلال حزب يريد أن يصل لكرسي الحكم بأي وسيلة ، ولأن " بايدن " تائه في زحام المولد فهو ينتظر أي يد تدفعه حتى لو كانت دفعة غريبة لا معنى لها ولا تصلح إلا لإثارة الضحكات ، وربما ما أثار ضحكي أنا شخصياً هو تلك الدفعة التي من المؤكد أنها من فكر الرئيس السابق " أوباما " ، فحولت " بايدن " إلى صورة من الرئيس الإخواني " محمد مرسي " الذي طالما ابتدع من الكلمات ما يُضحك أثناء أحاديثه ، كلمات لا تفهم ولا يُعرف المقصود منها . كم ادهشني أنا شخصيا وأضحكني الحديث الذي ألقاه أمام تجمع لمسلمي أمريكا ليخطب ودهم من أجل الأصوات الانتخابية ، والذي بدأه بحديث للنبي محمد " ص " قاله بالطبع بالإنجليزية وهو لا يفهم معناه لأنه كما ذكرت الذي وضعه أمامه هو أوباما ، الطامع في منصب إذا تولى بايدن الحكم ، الحديث يقول : من رأى منكم منكرا فليقومه بيده أو بلسانه أو أضعف الإيمان بقلبه . بالتأكيد الحديث ليس فيه ما يعيب ، لكن فقط أناقش المفهوم من خلال حديث يقال حتى لو كان لمجموعة إسلامية من أجل كسب ودها للإدلاء بأصواتهم لصالحه ، وأسأل هل يجب أن تستخدم المقولات الدينية خلال حملة انتخابية ، هل يدفعه أوباما لينتهج المنهج الإخواني ، في تصدير الدين أمام الواجهة السياسية ، هل هو بالفعل كما قلت من النوع الذي يُدفع " بضم الياء " كما ذكرت وليس المتقدم من ذاته ، وهل يفهم بايدن معنى كلمة المنكر في مكانها في الحديث النبوي ليذكرها في مناسبة انتخابية في أمريكا ، وهل يفهم معنى المقاومة باليد وهل هذا يقره القانون الأمريكي ، وأخيرا هل فعلا جون بايدن يحترم العقائد لدرجة أنه يردد حديثاً منها !!!!!!
النفاق الديني بنكهة العهر السياسي
********************************
لا بأس على من كفر ومن ألحد ومن زنا ومن سكر ومن رقص في المواخير ، في لحظة قد يتوبوا عن الخطيئة ويعودون أفضل ممن يدعون التدين ، لكن مرض النفاق الديني لا توبة منه ولا علاج له ، مرض مزمن يقال أنه ولد من رحم " أبو لهب الجاهلي " ، النفاق الديني دائما يكون مطعما بمرض العهر السياسي ، ويصاب به البعض ممن يدعون الإيمان والتدين وهم غائصون في وحل الخطايا منذ آدم وحواء وحتى الآن ، آيا صوفيا من متحف إلى مسجد " آية من أيات النفاق الديني " ، الطيب رجب أردوغان ، لست أعلم لماذا أغواني القلم لأكتب اسمه ثلاثيا ، هل حتى أؤكد للتاريخ أنه هو المعني ولا أظلم شخصا آخر قد يتشابه معه في الأسم ، ويتهم بدلا منه في هذه المسرحية القبيحة ؟! ، بالتأكيد لا أقصد القباحة في تحويل المتحف إلى مسجد ، لكن القباحة في الهدف البائس من وراء التحويل !! ، كم من أعوام مرت على هذا الأردوغان في الحكم ، فلماذا في هذا التوقيت بالذات ، سألتمس له العذر لو اعترف بأنه رقد ذات ليلة دون غطاء فحلم بأنه هو المهدي المنتظر وسيهبط عليه الوحي في آيا صوفيا بعد أن يتعنتر ويحولها إلى مسجد !! . ما فعله أردوغان كبير المتاجرين بالدين فى آيا صوفيا ومحاولة الظهور بمظهر البطل الذى يحمى المقدسات ويستعيد الأمجاد ليست حالة منفردة فى حركة تاريخ ما يسمى بالإسلام السياسى ، فالمتابع لتاريخ هذه الحركات المتأسلمة التى تدعى زوراً أنها تبتغى رفعة الإسلام واستعادة الخلافة وإقامة الشريعة الإسلامية ، وتختصر هذه الأمور كلها فى وجوب الاستيلاء على السلطة ونهب ثروات الشعوب وممارسة البلطجة بأى وسيلة ، يرى جليا أن الدين عندهم لا يمثل سوى وسيلة أو مطية للوصول إلى أغراضهم الدنيئة باسم الدين والدين من أشباههم براء . هذه اللعبة الأردوغانية في هذا التوقيت واضحة ولا تنتظر التشبيه لها بأي شئ ، يظن أنه بفعلته سيخطب ود العرب والمسلمين ويتغاضون عن جرائمه في ليبيا وغيرها ، لأنه الرئيس المؤمن الذي يغير على الدين ، صال وجال في ميدان السفاهة وعاد بقرار تحويل المتحف إلى مسجد ، ومن ناحية أخرى يظن أنه بفعلته أنه قد أطاح بعرش الغرب الذي يزدري همجيته ، نفاقه الديني لم يصل به إلى ما ذهب إليه فكره الضحل بعد أن استنكر العرب والمسلمين فعلته وضموها إلى همجيته المتصلة . (أيا صوفيا ) معلم تاريخي و رمز إنساني عمره آلاف السنين ، فلماذا يبحث هذا المتخبط دائماً و أبداً عن كل أبواب التفرقة و الشقاق بين الديانات ليطرقها و يصبغها بصبغة التطرف التي لم يعد يقو علي اخفائها ؟ متحف (آيا صوفيا) لا هو بمسجد ولا كنيسه ، فالتراث الثقافي قيمة إنسانية و إرث للبشر أجمعين ، و مهمتنا الحفاظ عليها و حمايتها للأجيال القادمة لتبقي شاهداً علي تعايش الشعوب و الأديان و تسامحها .
لبنان باريس الشرق إلى أين ؟! *****************************
وكأن لبنان كان ينقصه هذا الانفجار ، لبنان الضائع في الفوضى السياسية ابتلى بكارثة جديدة ، الانفجار الذي تم بميناء بيروت ، جحيم تطايرت بعده الأشلاء وسقط الضحايا والمصابين ، اهتزت له بيروت وكأنها رقصة الموت ، من يدفع ثمن المصائب التي تحدث في لبنان سوى اللبنانيون أنفسهم ، إلى أين تذهب باريس الشرق كما تسميها أوروبا ، ضاعت لبنان في خضم الغموض والصراعات السياسية والأنانية والفساد والتواطؤ ، هذه هي الحقيقة الوحيدة لما يحدث هناك . اللبنانيون أنفسهم ربما يجدون صعوبة في تفهم واقع سياسي صعب ، من يدفع ثمن دماء وجروح ما يزيد عن 150 ضحية وأكثر من 5000 مصابا . الكل متهم سياسيا ، ومن بينهم من يحمل المسؤولية الجنائية ، هناك مئات الضحايا بين قتيل وجريح وآلاف المشردين ، ومئات الآلاف يواجهون أزمة إنسانية بسبب احتراق مخزون القمح والذرة والدواء فى المرفأ ، جريمة ناتجة عن خليط من فساد وتواطؤ وتداخلات سياسية وطائفية ، تنعكس على كل شؤون الحياة فى لبنان ، لقد نجا لبنان بالكاد من الحرائق والحرب فى سوريا ، لكنه يواجه على مدى شهور أزمة اقتصادية ، هى انعكاس لصراع سياسى بلا بداية ولا نهاية ، وسياسيون لا أحد منهم يضع مصالح لبنان فوق المصالح الطائفية أو التبعية ، الكل يعرف عن شحنة الموت، والكل صمت، ولبنان وحده هو من يدفع ثمن الصمت والتواطؤ وتقاطعات سياسية لم تعد تناسب العصر ولا المستقبل .
مطلوب البحث عن جامعة الدول العربية ؟!!
***************************************
جامعة الدول العربية لم تعد تنكشف على أحد ، الحياء يمنعها ، تنقبت واختفت وأخفت حتى عينيها. أين هي من المشاكل والصراخ و نعيق الغربان .. صمت القبور .. يشقه صوت البنادق والمدافع .. رائحة الموت والدمار المنتشرة في الربوع تذكم الأنوف وتكمم الأفواه وسط صرخات الثكالى وأنين المعذبين ، هكذا غدا حال أمة ، عدَد ولا حصر ولا حرج ما يحدث الآن في ربوعها ، فمن الممارسات الاستعمارية التي ينتهجها الدكتاتور العثمانلي لغزو ليبيا الشقيقة والتدخل السافر في شئونها ، وما يحدث في العراق الشقيق وتحوله إلى ساحة حرب تستنزف ثرواته خيراته ، وما يحدث في سوريا من موت 500 ألف سوري ونزوح 6 ملايين، واليمن العربي الذي تفشت فيه الكوليرا وشلل الأطفال، وما يحدث في السودان ولبنان، وسعي التيارات والجماعات المتطرفة للسيطرة على تونس والجزائر وموريتانيا، إلى القضية الفسلطينية – قضية العرب الأولى – هل يعلم أحد ماذا يحدث لها الأن؟ لقد نجح المستعمرون بأيدينا في استغلال أحلامنا فاستحلوا الديار واستباحوا الأعراض وسفكوا الدماء، دعموا المتطرفين والمتشددين حتى اعتلوا سطح السفينة في حين غفلة. لقد نجحوا بأيدينا فيما فشلوا فيه بأنفسهم ، ولولا عناية الله لذهبت البقية الباقية من وطننا العربي في طوفان الأحداث والأطماع والمخططات التي تحطم أغلبها على صخرة صمود من تبقى سالماُ من أبناء العرب ، أين الجامعة العربية ودورها في وأد الفتن وتوحيد العرب؟ أين حكماء العرب وحكامهم؟ هل تاهت الجامعة العربية كما تاه العرب ؟ هل ماتت الجامعة العربية كما مات أبناء العرب؟! ، بلاغ .. من يجد جامعة الدول العربية فليبلغنا وله الأجر والثواب وكعكة من التي توزع رحمة في المقابر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
*************
إدوارد فيلبس جرجس
********************
أخبار متعلقة :