بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. شاهيناز المؤانس تكتب: الإيجابية وصورها

الفكر الإيجابي هو الرؤية والنظره الانيقه الرقيقة للحياة مهما كانت عوائقها ، هي تلك النفسية المرحة الفرحة بعطاء الله  و التي تسافر عبر اثير الود و الحب و العطاء كي تجتاز شواطئ الحزن و الكبد ، هي تلك الروح الطيبة الراضية التي تسعد بالخير كله و تنتظر الفرج ، فتلقي بالسعادة على ارصفة الطريق التي تمر بها و تلتقي باعين متفائلة مثلها ، هي تلك البسمة الجميلة  و الكلمة الطيبة التي تشنف اذان منتظريها  تهمس للعالم كي يكون سعيدا كما انا

 وهو ذلك العقل الواعي و القلب الصافي اللذان يناديان الجيل و الأجيال القادمة أن انظرونا فنحن بعون الله لا نكل و لا نمل من حب الحياة و الحب للحياة بامل عارم و ثقة عامرة انظرونا بقلوبكم  الايجابيه كي تضخ فيها من عبق الحياة كل الحياة ، فليست الإيجابية خطابات فحسب  بل جرعات إيمانية للحيوات الإنسانية سواء روحيه أو سلوكيه أو وجدانيه والشخصية الإيجابية  تلك النفس المرحة التي تهتم بالانسانية بابعادها الثلاث ، فتحتضن الاسرار من جميع الجوانب وتغني للارض و السماء  و تعتني باجسادنا وقلوبنا ، هي التي تعشق الود للود كي يعطيها أنفاسا اروع، فتشتاق للبحر و الجبل و للطبيعة فتتناغم و تتلاأم مع كل الطاقات الحية المحيطة بها ، و تتنفس الجمال فيها و تحب الخير لانها تنتمي اليه فهي منه و إليه .والروح الإيجابية 

هي ذلك الخيال الحساس والابداع المرهف الذي حتما  سوف يخبرك ماذا يعمل كي تتزين هذه الحياة بألوان الفنان و الحان الرسام و قصائد الشاعر الغزلية الوجدانية ، تشنف الأسماع بأغاني الزمن الجميل و تطرب النفوس بالكلمات العذبة الجميلة  ، و هي تلك الامومة العطوفة و الحنونة على ابنائها التي لا تقف عند اخطائهم اذا أخطأوا ، بل تشجعهم و تحفزهم  ، و تعطيهم دوافع الحياة و القوة للحياة مهما صعبت عقباتها فإن بعد الكد هناك جد فلا ينفع مع الجد إلا الجد ، و تحنو عليهم  كعصفورة تعود إلى عشها كل مساء   كي تعطي لفراخها هدية المساء و عندما تجدهم قد ناموا تضع لهم  تحت الوسادة قصة كل واحد حسب ذوقه ، و عندما يستيقظون في الصباح و يجدونها  يقولون :" نحن المحظوظين بحبها كي تكبر الهدية و يزداد عطاؤها   

هي والنشأة الإيجابية هي حب القرأءة  يوميا ، قراءة الف القصة و قصة حسب ما تحب ، و حب  العمل بشغف بالنهار و الليل للوصول لم تريد  هي حب الدراسة  و اخذ العبرة من الماضي و التقدم نحو المستقبل بكل امل و تفاؤل ، ف‌‌‌‌ما خُلقنا لنيأس  ، بل خُلقنا لنسير على طريق الحياة ونخوضها بكل حب مطمئنين ، موقنين بحب الله ، فبه لن يطول وقوفنا و لن ينكص مسيرنا ؛ فـالأمل به يطوي المسافات و يهون العقبات ، و الامل به سبحانه يقوي كل الروابط و يبني كل الجسور ، فلا تكسر أبداً بل تتوثق اواصرها مع من نحب كيفما نحب،

والعواطف الإيجابية هي من  تحيى بشوق ، فمن يدري فلربّما ينتظرك عمر أجمل و اعذب و أطيب  ‏، هي أن تملك اللحظة بسعادة دون تنغيص او كادورات ، دون خوف من الموت فما الموت إلا باب نمر به لقصر الحياة الابدية ، فلنعشها بحب! فنحن لانعلم ماتخبيء الأيام لنا من خير فما يفعل ربنا إلا خيرا ، فلا نرهق نفوسنا بالخوف من المستقبل و نحن في قرارة انفسنا نخاف من الجوع ، بينما كل شيء مقدر  له وسيكون على مايرام! فكم إنشغل أناس بالقادم وأهملوا يومهم فجاءت الموت  وتعطلوا فلا لحظتهم عاشوا ولا مارسوا ما ارادوا حتى  يتحقق!

هي ان تخطط للمستقبل بلا قلق ولاتهمل لحظات سعادتك و انت على يقين بالنحاح ! هي ان تجتهد على  ان تعطي ما  تحب لمن تحب بكل مشاعر الحب التي تحب ،والحياة الإيجابية هي تلك الحياة العلميه والعمليه التي توليها كل اهتماماتك فتقوم بمعرفة تجلياتها و غوائرها  وتتغافل عن سلبياتها ،بل  تحاول مجتهدا الإبداع فيها  وتعرف ايجابياته وتعزز منها علومك و عوالمك و تطعم بها كل احتياجات الحيوات ، و هي ان تثق ان الاهتمام بمن تحب يجلب حتما الحب ، هي ان تزرع الاهتمام فتجني الهيام  ، و ان تكون نواياك طاهرة نقية نقاء السماء في فصل الصيف المشرقة شمسه ، حتى وإن اصطدمت مع سواد ظنون البعض ، ففي الحياة أمور نعجز عن استيعابها في اللحظة التي تحدث فيها إلا انها درس حكيم عند تجاوزها و تجاهلها فمهما حاولنا فهي كلها عبر و خير لنا فاللحظات الجميلة ذكريات جميلة و اللحظات العصيبة دروس جميلة ، هي ان نستوعب أن الحياة الرائعة هي تلك الأمور التي تصيب القلب مباشرة بعفوية و تلقائية رائعة دون تصنع أو مجاملة زائفة  ، نرسم أحلامنا بأقلام الرّصاص الجميلة  ؛ ليس ليسهل علينا مسحها بل ليسهل علينا تلوينها فتتحقّق. والاستمرار في الإيجابية هي التجديد و التنويع و المغامرة الرائعة كي ننأى بارواحنا عن الملل الممل القاتل ، ‏فقد يقتلكَ الروتين الساكن لحياتك ، فيُضيق صدرك لتشابه أيامك ، ولو تأملتَ -قليلاً  لأدركتَ انّ يومك الذي تحسبه يُشبه أمسَك هما اصلا غير متشابهين و ان هذا الأختلاف  فيه صحتك و حياتك ، و القرب منَ أهلك ، وخلوّه من الفواجع والمصائب ، هي ذلك اليومٌ المُبهج الذي تحمل ساعاتهُ ألف ألف نعمةٍ ونحن لا نشعر بها.

أخبار متعلقة :