كلمات من ذهب للكاتب والمفكر المصري فرج فودة الذي اغتاله الأخوان المسلمون
(إنطلاق الكلاشينكوف دليل على عجز الحروف وصوت الطلقات تعبير عن قصور الكلمات)
تواجه مصر تحديات كثيرة إقليمية و دولية للنيل من كرامتة مصر وسمعتها وأمنها و خلق اضطرابات تمهيدا للسيطرة على المنطقة بأكملها عن طريق محاولة تركيع أكبر قوة عسكرية في المنطقة و استنزاف هذه القوة في مكافحة العمليات الإرهابية الاجرامية التي تقوم بها بعض المنظمات و الجماعات التى تتبني أجندات خارجية و تنفذ مخططات خبيثة خاصة داخل سيناء
و هناك تخوفات من استمرار العمليات الإرهابية خصوصا مع الحصار الإقتصادي و المائي و مشكلة أزمة سد النهضة الأثيوبي الذي استخدمت فيه مصر جميع الأساليب الدبلوماسية لوضع حد لهذه الممارسات و عدم المساس بحصة مصر في نهر النيل كما أقرته جميع الاتفاقيات الدولية و لكن دون جدوى ! إن نهر النيل هو شريان الحياة الوحيد لملايين المصريين و أصبحنا مهددين بالجفاف و حدوث مجاعة بعد الإعلان عن مرحلة بديء مليء السد و استغلال انشغال العالم بفيروس كورونا ،، الي جانب الوضع في ليبيا الذي علي وشك الانفجار بعد اتفاقية السراج و ما تبعها من سيطرة تركيا علي المقدرات البترولية الليبية في البحر المتوسط و اتفاق الدفاع الأمني المشترك الذي يضمن تواجد عسكري تركي في المنطقة و كلنا نعرف الأطماع التركية فيما يسمي حلم الخلافة و كلنا نعرف أن تركيا تأوي هؤلاء الإرهابيين الهاربين من مصر المنتمين للجماعات المحظورة بالإضافة إلي الدواعش التي اتت بهم من سوريا إلي ليبيا لتطبيق النموذج السوري
هذه التحولات الخطيرة تلقي بالمسؤولية علينا جميعا في الداخل و الخارج جنباً الى جنب لمواجهة تلك التحديات وخاصة ما يتعلق بملف الاٍرهاب الذي تزايد و أنتشر فى الآونة الاخيرة بشكل كبير و مستمر مما يتطلب من المواطن ان يكون داعم و سند لكل القرارات التي تتخذها القيادة السياسية
نعم مصر تواجه ارهاب ممول هدفه هو زعزعة الأمن و الاستقرار و لكن الأخطر هو الاٍرهاب الفكري الذي يستغل عقول الشباب ممن ليس لهم خبرة سياسية كافية و هذا اخطر انواع الارهاب الذي يهدد الدولة و يهدمها من داخلها لذلك يجب على اصحاب الفكر المستنير أن يتولون مسؤولية الحوار مع هؤلاء الشباب لإيصال المعلومات الصحيحة لهم عن طريق الحوار لأن الحلول الأمنية وحدها ليست كافية للقضاء علي الإرهاب المتزايد في ظل بيئة حاضنة و صالحة لإنتاج المزيد من الإرهابيين بسبب التهميش و عدم تكافؤ الفرص و معاناة الطبقات الفقيرة و عدم توفر أبسط حقوق المواطن في التعليم و الصحة و العيش الكريم مما يجعل الشباب فريسة سهلة للافكار المتطرفة
إن الاٍرهاب ليس بالقضية الجديدة لكن الجديد أنه أصبح ظاهرة عالمية ليست مرتبطة بثقافة أو دين أو عرف إنما مرتبط بالتطورات التي حدثت فى بدايات هذا القرن والتحولات فى الهجمات الإرهابية من حيث طبيعتها و نمط تخطيطها و طرق ارتكابها وكان أشد هذه العمليات الإرهابية و أعنفها احداث الحادي عشر من سبتمبر حيث بلغ عدد الموتي ما يقرب من الأربعة آلاف شخص من واحد و سبعين جنسية
و منذ أحداث سبتمبر الإرهابية شنت الولايات المتحدة حرباً عالمية على الاٍرهاب بمشاركة الدول الأوروبية الصديقة و بعض دول العالم المتضررة من الارهاب دون ان يتم القضاء على الاٍرهاب حتي الآن ! و هذا يعني أن الاٍرهاب ليس ظاهرة بل أصبح يدخل في البنية الاجتماعية و السياسية و الاقتصاديه و الثقافية التي تفرز هذا الاٍرهاب و تمده بقنوات كل يوم كما يحدث في مصر
ان الاٍرهاب الذي تتعرض له مصر هو ليس من اضعف أنواع الاٍرهاب و لكن من السهل القضاء عليه ! إذا ما قمنا ببعض الإصلاحات الداخلية خصوصا الإقتصادية عكس الاٍرهاب المتصل بفكرة التحرر الوطني الذي يزول بزوال الإحتلال أو الاٍرهاب المتصل بعالم الثروة و الرأسمالية و العولمة لتقرر مجموعة من الناس بأوامر من مركز تنظيم إرهابي أو حتي بدون أوامر ان يقومون باستهداف قطاعات رمزية او عسكرية او مدنية لأننا دولة رأسمالية عظمي مثلا ! و استطيع ان اقول ان علي الإعلام القيام بدور فى هذه الحرب التي فى معظمها هى حرب إعلامية و ان يكون هناك مساحة للتعبير عن مشاكل المواطن و الانحياز للمواطن و ليس للمسئول علي حساب الصالح العام و بدون مجاملة لأي طرف
و علي مصر ان تطالب المجتمع الدولي و مجلس الأمن القيام بدوره في المساعدة على اقتلاع الاٍرهاب من جذوره عن طريق عقاب الدول الداعمة للارهاب و الدول التي تتدخل بوقاحة في الشأن المصري دون وجه حق لتقليب الرأي العام بحجة دعم الديمقراطية و حقوق الإنسان و هم ابعد ما يكون حتي عن حرية التعبير
أما عن الولايات المتحدة الأمريكية فيجب أن تقوم بدورها كما ينبغي كدولة عظمي فى محاربة الاٍرهاب و أن تكف يدها عن الجماعات الإرهابية و المسلحة و لا تدعم أي منها بأي شكل كان و لا تستضيف رؤوس هذه الجماعات علي اراضيها و الا ما هي إلا عدة سنوات قليلة و ستجد نفسها فى ورطة كبيرة و ضياع هيبتها في العالم كله كما أن علي الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة على إقامة الحكم العادل في الدول التي تشكل بيئة حاضنة لمثل هذه الأفكار المتطرفة و ليس الاكتفاء برفع الشعارات الفارغة عن حقوق الإنسان والمعايير المزدوجة في التعامل مع الإرهاب
و اخيرا علي الرئيس عبد الفتاح السيسي ان يضرب بيد من حديد على كل ما يزعزع أمن مصر وسلامتها و سلامة شعبها حفظ الله مصر و شعبها
أخبار متعلقة :