لاصوت يعلو علي صوت (سد النهضة) الذي يجب أن يطلق عليه في جميع وسائل الإعلام والمخاطبات الرسمية بـ (سد إثيوبيا) .. فإذا كانت إثيوبيا تعتبره سدا سيحقق لها نهضة خاصة في توليد الكهرباء فهو لن يحقق لمصر إلا تقليص في الموارد المائية الطبيعية التي هي في الأصل لا تكفي احتياجاتنا .. وبعد 9 سنوات من المفاوضات المضنية لم تكن فيها إثيوبيا شريكا بمعني الكلمة من الناحية الإيجابية إنما كانت منافسا وخصما وندا كل مايهمها أن تتحقق مصالحها حتي ولو علي حساب عطش الشعب المصري .. واصلت إثيوبيا أسلوب المراوغة والخداع حتي في الأمتار الأخيرة من المفاوضات التي تدخلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي .. وأكدت مراوغتها في الاجتماعات الأخيرة في واشنطن يومي 27 و 28 فبراير الماضي بتغيبها بدون مبرر ثم التصريحات العجيبة والمستقزة التي أطلقها مسؤلوها وضربوا عرض الحائط بكل المفاوضات وإتفاق المبادئ الموقع.
وأشاروا الي انهم أصحاب الحق وأنه لن يمنعهم أحد في البدء في عملية ملء السد ابتداء من يوليو القادم وأنهم لن ينظروا الي إعتراضات مصر ..
وألأيام المقبلة ستشهد تطورات علي جميع الأصعدة خاصة أن مصر ترفض تماما سياسة الأمر الواقع الذي تحاول إثيوبيا فرضه علي المشهد .. ومازالت مصر تتبع كل السبل الدبلوماسية للوصول الي حل مرضى وتوازن بين حق مصر في مياه النيل ورغبة إثيوبيا في التنمية .. وبعث الرئيس عبد الفتاح السيسي برسائل الي معظم رؤساء وأمراء وملوك الدول العربية تتضمن آخر تطورات المفاوضات بشأن سد اثيوبيا .. وحصل على تأييد الجميع الذين أكدوا انهم يقفون مع مصر قلبا وقالبا في موقفها .. وبالتالي سيكون الجميع شاهدا علي تعنت إثيوبيا وعدم رغبتها في تفهم صعوبة موقف مصر اذا أقبلت علي تنفيذ ماتريده غير عابئة بالخطورة التي سيتعرض لها المصريون ..
والأغرب في الساعات الأخيرة موقف السودان الذي انحاز انحياز كاملا نحو الجانب الإثيوبي وقال أحد مسؤليه أن مياه النيل من حق إثيوبيا أولا تستخدمه كما تشاء ومايفيض علي حاجتها ترسله الي السودان ومايفيض منها ترسله الي مصر .. الخلاصة هي مؤامرة كبرى واضحة من أطراف عديدة تقودها الصهيونية العالمية وخونة قطر وتركيا علي مصر ولكن الإدارة المصرية تؤكد أنها لن تقبل التلاعب في مقدرات الشعب المصري وان الحق في الحياة أهم مليون مرة من الرغبة في التنمية والنهضة ..
أخبار متعلقة :