أخبار عاجلة
نفوق 3 رؤوس ماشية فى حريق مزرعة بالدقهلية -

چاكلين جرجس تكتب: اتبع البرّ، ولا شيء غير البرّ

چاكلين جرجس تكتب: اتبع البرّ، ولا شيء غير البرّ
چاكلين جرجس تكتب: اتبع البرّ، ولا شيء غير البرّ

يحتفل الشعب المسيحى بجميع طوائفه بإسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين ، و ترجع جذور أسبوع الصلاة إلى منتصف القرن التاسع عشر، والذى انبثق عن مبادرة الاب بول واتسون وهو كاهن إنجيلي أول من بدأ بـ (ثمانية أيام) صلاة من أجل وحدة المسيحيين،وتم الاحتفال بها لأول مرة من 18 إلى 25 يناير 1908، كدافع للتقرب للصلاة وليعودوا فيتحدوا حسب إرادة الله .

 ولأن وحدة الكنيسة كانت و لاتزال هى التحدى الاكبر فى حقيقة الأمر وكما أكد البابا تواضروس: «إن الوحدة بين الكنائس تحتاج إلى أبطال فى الإيمان»، و إلى الفكر المنفتح وليس الفكر الضيق المنغلق تعلّو صلوات الكنائس رافعة شعارًا واحدًا وحُلمًا منتظرًا، هو «الصلاة من أجل الوحدة». و فيما أصر البابا فرنسيس على أن "وحدة الكنيسة هي نعمة من الله وجهاد في مسيرتنا على الأرض " قالها ؛ ولكن على ما يبدو إن وحدتنا لن تتم فما أصعب الدخول من الباب الضيق بينما نظل نمجد ونتباهى بكنيسة كلٌ منا على حدة ؛ حينما بدأ الاختلاف بين الطوائف في القرن الخامس حيث حدث الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية بسبب مجمع خلقيدونيا (عام 451 م.)، أصبحت كنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الإسكندرية تعرف بالكنائس "الأرثوذكسية" ، وكنائس الغرب تحت قيادة كنيسة روما وسميت بالكنائس" الكاثوليكية "، إلى أن جاء القرن الحادي عشر حيث انفصلت كنائس القسطنطينية واليونانية وشقيقاتها عن الكنيسة اللاتينية وأصبحت هي الأخرى تعرف بالكنيسة الأرثوذكسية، وفي القرن السادس عشر (سنة 1529) قام مارتن لوثر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية أطلق عليها ثورة الإصلاح، واعترض فيها على بعض التعاليم، وأطلقوا على أتباعه لقب المحتجين «البروتستانت»، وداخل الكنيسة البروتستانتية حدثت انقسامات كثيرة وخرج منها طوائف عديدة.

أما الأن فمن رائع الأمر أن تقام الصلوات و العبادات المشتركة ـ واستثمار إقامتها كفرصة للقاء فكرى و مذهبى بين شعب الكنيسة الواحدة التى انقسمت بكل عناد و سلطان ارضى ؛ ولا تتعلق تلك الانقسامات بشخص المسيح ورسالته وكنيسته، وما تلك الفوارق بين كنيسة وأخرى إلا هي من صنع بضعة أفراد قدموا ما اعتبروه مبررات لتلك الانقسامات، متناسين أن الشيطان الذي يزرع الزؤان هو وراء تلك الانقسامات، وهو الشيطان نفسه الذي قال عنه السيد المسيح للقديس بطرس" إن الشيطان قد طلب أن يغربلكم كما تغربل الحنطة ". معلوم لدى الشعب المسيحى أن كنيسة الله " واحدة ".. والطوائف ما هي إلا نتاج تدخلات بشرية أسفرت عن الانقسام الموجود الآن على الساحة فبعض القيادات الكنسية فى مختلف الطوائف يعانون من التعصب المذهبى و الفكرى و يرفضون قبول الآخر و كل فريق يؤكد دائما على صحة فكره و مذهبه و باقى الطوائف على خطأ ؛ كأنهم يعودون بنا إلى عصر صكوك الغفران الذى اعتذرت و تخلت عنه الكنيسة الكاثوليكية فى العصور الوسطى .

يؤلمنى أن يتجرع الشعب المسيحى مرارة الانقسام و التفكك فببعض المتشددين تأتى العثرات كما قال السيد المسيح فى(إنجيل متى 18: 7) "وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ"! و لأجل قساوة قلوبنا نتناسى أن الكنيسة التي تبناها يسوع كنيسة واحدة؛ لأن يسوع واحد و من قسمها فقد أخطأ؛ ومن فرح بتقسيمها فقد أخطأ أيضاً ، كانت صغيرة وعندما كبرت إنقسمت، ومن قسمها ليس فيه محبة، فلتفتح الكنائس أبوابها ليجتمع الأخوة معاً لتمتد جسور القبول و التوافق بين الطوائف بكل المحبة . فمن منا لا يتألم لأي انقسام يحدث بين أفراد الأسرة الواحدة؟! .. يجب أن يكون الكتاب المقدس حياة معاشة من قبل المسؤولين والمؤمنين في الكنيسة من حيث المحبة والخدمة والتسامح وهو الطريق لتنقية القلوب، وتصفية النفوس، وتكاتف الجهود، وتجنيد الطاقات من أجل وحدة حقيقية مسيحية. علينا التوقف عن توجيه التهم والانتقادات لبعضنا البعض ولكنائسنا المختلفة، و الاعتقاد بأن مفاتيح ملكوت السموات تمتلكها كنيستنا دون غيرها، وهذا يتطلب أن تسود المحبة بين رؤساء الكنائس وجميع المسيحيين حتى لو كان هناك اختلاف في الرأي والعقيدة، لأنه لا يمكن أن نعيش الحقيقة وننادي بها بدون ان نعيش المحبة، فالله محبة وبهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إذا كنتم تحبون بعضكم بعضًا.