سؤال هام للغاية علينا جميعا الإجابة عليه
علي كل مصري وطني حُر ينتمي فقط الي هذا الوطن الغالي
وليس الي حزب سياسي أو طائفة عرقية أو جماعات التيارات الدينية
علينا أن نسأل أنفسنا الآن لماذا قمنا بالثورة ؟ أصلا كانت ثورة أم مجرد مؤامرة
لماذا خرجنا للإحتجاج والثورة علي المخلوع مبارك ونظامه الفرعوني الأبدي في ثورة مزدوجة حدثت مُجددا مع المعزول مرسي وجماعة المرشد
بعدما سرقوا ثورة الشعب للحرية والكرامة وحصدوا وقطفوا ثِمارا لم يزرعوها أصلا
حتي قام شعب مصر بمحاكمة نظامين للحكم معا في سابقة تاريخية لم تحدث في تاريخ العالم
كلنا نعرف ونحفظ عن ظهر قلب شعارات ثورة الشعب 25 يناير في ميدان التحرير وهي الخبز والحرُية والعدالة الإجتماعية التي إنحرف بها عن مسار الثورة المعزول مُرسي وجماعته الي الشرعية والشريعة !!
وتم بعدها عزله شعبيا لتصحيح مسار الثورة في 30 يونيو بمساعدة الجيش المصري والمُشير السيسي الذي عيَنه مُرسي مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق رغم تقصيره بسقوط ضحايا للإرهاب يوميا من المدنيين والجيش والشرطة
وهنا علينا فك الإشتباك سريعاً بين عيد الثورة في 25 يناير 2011وعيد الشرطة في يناير
1952وشهدائها الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن الغالي مصر الذي خانه الإخوان وقاموا بتخريب المنشآت الحيوية ومحطات الطاقة ووسائل النقل
وتحريضهم قومياً في قنوات الفتنة الإخوانية علي سفك دماء المصريين
بعدما أصبح شعارهم بعد سقوطهم عن السلطة هو الفتنة هي الحل بعدما كان شعارهم الاسلام هو الحل
وتحالفهم مع أعداء الوطن في قطر وتركيا التي تدعمهم بكل الطرق ماليا وإعلاميا وحتي بالسلاح كما كان في في هجوم دمياط البحري وإسقاط الطائرة العسكرية المصرية في سيناء
والهجمات الإرهابية في الفرافرة والعريش وتفجير مديرية أمن القاهرة والمنصورة واغتيال النائب العام المستشار هشام بركات مع اغتيال القضاة وضباط الجيش والشرطة
وتفجير الطائرة الروسية بركابها فوق سيناء لقتل السياحة ومعاقبة روسيا بسبب دورها في دعم سوريا
وبعد موافقة الشعب علي دستوره الجديد 2014 بأغلبية ساحقة حسب خارطة الطريق للمستقبل التي عبرها بنجاح الرئيس الأنتقالي المستشار عدلي منصور بعدما أقرتها شرطة الداخلية والأزهر الشريف مع الأحزاب المصرية وحزبي الوطن والنور من الدعوة السلفية والكنيسة المصرية
ثم إنتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر لشعبيته الجارفة وإنقاذه للثورة الثانية
وإنجاز الخطوة الأخيرة في العام الماضي وكانت إنتخابات البرلمان المصري العام الماضي
بعد إلغاء مجلس الشوري كذلك إلغاء منصب نائب رئيس الجمهورية في الدستور الجديد
وعلينا الحذر حيداً من عودة أيا من الوجوه البشعة من جماعة الإخوان الإرهابية أو فلول نظام مبارك للمشهد السياسي بعد منعهم قضائيا ( أبناء مبارك )
وعدم إعطائهم قُبلة الحياة للعودة للإلتفاف علي مطالب الشعب ودماء شهداء الثورة
لا سيما بعد حصول مبارك ورموز نظامه علي البراءة قضائيا وهو ما يمثل حكما بالإعدام علي ثورة يناير المجيدة
التي يقوم فلول إعلام مبارك بمحاولات محمومة للتشويه وطمس الحقائق بإعتبارها كانت مجرد مؤامرة خارجية بعدما كانت ثورة آلهية في البداية أبهرت العالم كله
كل المصريين الآن في إنتظار تحقيق أهداف ثورة الشعب في 25 يناير مع وجود مخاطر جسيمة من مافيا الفساد ومجرمي الإرهاب وهي حرب مزدوجة علينا الإنتصار فيها بمحاربة الفساد جديا وودحر الإرهاب للعبور بمصر للمستقبل
وعمل نقلة نوعية لتحقيق قفزة هائلة للأمام وتعويض تأخيرنا في التنمية والعمل علي تضميد جراحنا ومعاناة شعب مصر من فتنة الوطن والمواطن الذي يستحق أن يستريح من معاناته من الجهل والفقر والمرض
وزاد عليهم تفجيرات القتل والإرهاب والسقوط في حمامات دم من إرهاب القاعدة وداعش وجماعات الإرهاب الأعمي من ليبيا وتنظيم العائدون من سوريا بعد العودة من الحرب الأهلية هناك كما حدث مع تنظيمات العائدون من ألبانيا والشيشان وأفغانستان زمان قبل عِقدين
وهي دروس قاسية علينا الإستفادة منها بعدم تكرار أخطائنا فيها
لبيان الموقف فقد عارضت نظام مبارك لسنوات طويلة جداً وعارضت بكل شراسة المعزول مُرسي والإخوان في عهدهم الكارثي القصير
ونواصل دائما لصالح الوطن والمواطن في معارضة أي إنحراف عن مسارالثورة الشعبية وأية مشروع مرفوض لصناعة فرعون جديد
ولن يسمح شعب مصر أبداً لأي أحد من فلول نظام مبارك بالإلتفاف مجددا علي الثورة وسرقتها ثانية لكي تعود مصر الي ما قبل 25 يناير
2011 أو تشوية شباب الثورة وإتهامهم بالخيانة والعمالة للخارج بهدف تحويلها من ثورة آلهية وشعبية الي مجرد إحتجاجات
أو مسخها الي إنتفاضة يناير كما حدث لثورة أحمد عُرابي عام 1881 وتحويلها الي هوجة عُرابي للتمهيد للإحتلال الإنجليزي بعدها أو إعادة سيناريو 17/18يناير 1977
والمعروف تاريخيا بإنتفاضة الحرامية في عهد الرئيس الشهيد محمد أنورالسادات بطل الحرب والسلام
الذي أخرج الإخوان من السجون وسمح لهم بالعودة من المنفي الي الوطن للعمل السياسي ثم إنقلابهم عليه وقتلهم للرئيس الشرعي وحاولوا إغتيال مبارك في إثيوبيا 1994 ثم يطالبون الآن بالشرعية لمُرسي ويدعون الآن بأن ثورة التصحيح في 30 يونيو كانت إنقلابا علي الشرعية !!
فيما قاموا هم أنفسهم بالانقلاب علي الديموقراطية في السودان قبل ربع قرن وجاؤوا بعمر البشير الذي رقي نفسه لرتبة المشير
لتصبح مصر والسودان بين مشيرين الأول هو السيسي الذي أنقذ شمال وادي النيل والآخر هو البشير الذي قسم بلاده وخربها بالمجاعة والحروب الأهلية
وهو ما يؤكد ضلال الإخوان دينيا وسياسياً ويمنع تماماً أي دور لهم في الحاضر والمستقبل
علماً بأن المصريين لن يقبلوا أبدا بعودة دولة الخوف البوليسية أو الإستسلام الي سيناريو الجزائر الدموي ودفع ضريبة الدم المصري الغالي علينا جميعا بغض النظر عن إنتماءه الديني أوالسياسي في إطار القانون بعيدا عن توظيف الدين لصالح السياسة من أي طرف كان
فقد دفعنا ثمنا باهظاً من دمائنا وارواحنا بعد خلط الدين بالسياسة
وهي الكارثة التي اضرت الدين ولم تنفع السياسة أبداً
خرج الشعب بالثورتين لتأسيس دولة مدنية حديثة ليست دينية او عسكرية
لأن توصيف حالة مصر حالياً أنها صراعا سياسيا وليست صراعا دينيا حسب بيان الأزهر الشريف وهنا نقول بأن ميدان رابعة لن يصبح حائط مَبكَي جديد للإخوان يتوقف عنده الزمن والتاريخ
برغم أنه يظل نقطة سوداء في تاريخ مصر وثوبها الأبيض بأن يتقاتل المصريين علي أرض مصر
بعدما أخطأ مرشدهم وقيادات الإخوان بتحديها لإرادة الشعب ومؤسسات الدولة وبناء عليه فأن لعبة تبادل كرة نار السُلطة بين قواتنا المسلحة وتنظيم جماعة الإخوان يجب أن تتوقف فورا لصالح المواطنين والوطن الغالي مصر أم الدنيا