خالد منتصر يكتب: الختان وفتاوى البزرميط والبظروميتر

خالد منتصر يكتب: الختان وفتاوى البزرميط والبظروميتر
خالد منتصر يكتب: الختان وفتاوى البزرميط والبظروميتر

لماذا لم تنته ولا تنتهى ولن تنتهى ظاهرة ختان البنات من مصر؟!، لماذا تظل مصر هى الدولة الأولى على العالم فى انتشار هذا الوباء، وعدد ضحايا تلك الجريمة البربرية التى ما زالت تُساق إليها بنات مصر إلى المذبحة كقطيع الأغنام تحت اسم الطهارة؟!، الإجابة ببساطة طالما ظلت دولة الفتاوى متغلبة على دولة القانون، ستعيش تلك الجريمة وتتمدد وتتكاثر كالسرطان فى نخاع ونواة الروح والعقل، المفروض أن ختان البنات جريمة فى مصر، وبنصوص القانون، يعنى ببساطة ووضوح من يجريها، طبيباً كان أو داية، هو مجرم بحكم القانون، والأب والأم أو أى شخص من أفراد الأسرة يجبر ابنته على الختان هو مجرم أيضاً، كل هذا طبقاً لقانون تجريم ختان الإناث الذى صدر سنة ٢٠٠٨ المادة ٢٤٢ مكرر من قانون العقوبات، الذى اعتبر ختان الإناث جنحة، عقوبتها من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة من ألف إلى خمسة آلاف جنيه، ثم تعديل سنة ٢٠١٦، الذى اعتبر ختان الإناث جناية عقوبتها السجن من ٥ إلى ٧ سنوات، وإذا أدت إلى عاهة مستديمة أو الوفاة، تكون عقوبتها السجن المشدد، وألغى الغرامة، أما عقوبة الأهل فى القانون الجديد فما زالت جنحة، لكن ماذا عن المحرّض؟، ماذا عمن يضع المبررات والاستثناءات ثم يدعمها بأنها رغبة الله وأمره الذى لا بد من تنفيذه وإلا كنت خارجاً عن الدين؟، هنا فى مصر يعتبر هذا المحرض بريئاً، بل بطلاً مكرماً وعلماً منجماً إذا كان يسبقه لقب الشيخ فلان أو الداعية علان، ويرتدى «العمة والكاكولة»، وما رأيك لو كان رئيس لجنة الفتوى الأسبق؟، طبعاً لن يعتبر محرضاً، وإنما هو مرجع معتمد وعالم كبير يقطع بقوله كل خطيب ويخرس أى لسان، والسؤال هل من يفتى بعكس النص القانونى وضد التجريم التشريعى ويسمح ويحلل ما هو مدان ومجرم قانوناً، هل هو برىء حتى يخلع عمامته ويتخلى عن أزهريته؟!، ماذا لو خرج علينا شخص يقول من الممكن أن تقتل وتسرق حسب فتواى ولا تهتم بقانون، هل ستتغاضون عنه؟، إذن فلتقرأوا معى ما صرح به الدكتور عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، بأن ختان الإناث يجوز فى حالة إذا كان البظر كبيراً، فيصبح من الضرورى تهذيبه، بينما إذا كان صغيراً فهو لا يحتاج إلى ختان، مؤكداً أن ختان البظر الكبير يخفض من الشهوة الزائدة للمرأة ويحميها من الوقوع فى المعاصى، وقال -بارك الله فيه ولا فض فوه- إن الختان يختلف من فتاة لفتاة، فهناك فتاة تولد ببظر صغير، لو قطع منه شىء لتسبّب لها بالضرر، وهناك أخرى تولد ببظر كبير قد يتسبّب لها فى إثارة الغريزة الجنسية لديها إن لم يُهذّب، لذلك يجب ختان صاحبات البظر الكبير، وليس الصغير، مشيراً إلى حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما رأى أم عطية «الداية» فى المدينة، قال لها: «اخفضى ولا تنهكى، فإنه أحظى للزوج وأنضر للوجه».

انتهى كلام فضيلة الشيخ الذى كان يحتل هذا المنصب الدينى الرفيع، لكنه للأسف لم يوصِ باستيراد جهاز «البظروميتر» لتحديد المواصفات القياسية وبيان المعلوم من الطول بالضرورة، وبالطبع سيتم الاحتفاظ به عند لجنة الفتوى وكبار العلماء لمواجهة أى تطاول بظرى أو خداع بصرى من أى فتاة لعوب، وللأسف أقول لفضيلة الشيخ إن كل ما ذكره هو من الناحية العلمية الطبية لا قيمة له، وفى ميزان العلم هذا التأليف يساوى صفراً، وباختصار لو قيل فى أى مؤتمر علمى طبى من الاسكيمو حتى بلاد «واق الواق» سيطردون قائله من القاعة بعد أن يستلقوا على أقفيتهم من فرط الكوميديا العبثية التى يقولها، فالشهوة والغريزة الجنسية ليس مكانها البظر على الإطلاق يا فضيلة الشيخ، إنما مكانها المخ، لذلك إذا أردت بترها فلتبتر المخ!، والبظر هو مكان الإشباع الذى حكمتم على المرأة بالحرمان منه، لأنها كائن مفعول به من وجهة نظركم، كائن خادم لشهوات الرجل، مجرد وعاء لفضلاته وكبته، ومثلما نصحت البنات بقطع البظر الكبير، يا ليتك يا فضيلة الشيخ تكمل جميلك وتنصح الرجال بنفس القطع، لكن للعضو الذى يشابه البظر تشريحياً بالضبط، وهو العضو التناسلى!!!، إذا أفتيت بذلك يا فضيلة الشيخ سأخلع لك القبعة، وسأقدم لك التحية، لكن بعد هروبى خارج البلاد، خوفاً من حصولى على لقب أغا.