أخبار عاجلة

فرح دهب يكتب: قبل النهاية

فرح دهب يكتب: قبل النهاية
فرح دهب يكتب: قبل النهاية

ترى الشمس فى الوجوه مشرقه تلهب الاجساد حياة وتلمس التراب فينطق منشدا. وينهض الصخر ملبيا نداؤها مسبحا. ونبت النور مشعا فى الوجود. ويكتسي الكون بياضا مزركشا مطرزا. وتطير خيول الامال تمتطى السحاب. وتتسلق الامانى الجبال للبقاء. وتتعلق الامطار بجبال احلام تتراقص على الحان نبضات القلوب انطامئات فتزل الكواكب بذورا تدفن الالام.. فتثور البراكين انفسا تتصدع لها اسس الاكام كهدير يصرخ فى الانام ومثل صحوة الازهار بقبلات الندى وعناق الاشجار ومثل حنين موج اليم للشواطئ والرمال وتسمع القبب رياح الظنون ثورة على القديم البالى.

تختنق الانجم بزفرات سابحات الفضاء فتتساقط اعاصير الدمار ملتهبة الاجنحه تأكل نسمات الحالمات وتنزف معها جداول الانهار ابسطه من القار. وتسبح الطيور تسابق موجه لاهثه عالقه بوريقات غارقات. ونسيم كهل يدق نبضاته الهواء فيبرك تحت اثقال بصمات التجارب والخبرات. فيحتار شعاع ممزق من ثورة الانسان. أينزل اليه ام يعود من البدء من حيث كان؟ فتميد به الأبصرة وارداف الحسان. وكم من غسق يكسوه الطبلسان وكم من سهم يطلقه اللسان. فتتفتح افواه التلال ويضرب جمرة وجهه الهلال صارخا زئيره يحطم اجود بنيان. ثم يرسم الافعوان زخارفا تبهر اعين المروج وتزيل معه حذقة الفنان فينادى اوكار الطيور بالحان العفه معزوفة على اوتار الزمان. وتعانق الاشجار الرياح العاصفات كنسيج خيوطه غزلتها ايادى السنابل الذهبيه العيدان ومثل مقطوعة موسيقية تطرب لها اذان الهضاب فى الوديان. وتكتب النيازك بنورها المشاهد الحادثات فى الازقة والطرقات يشتاق لقرائتها غدير الفكر السابح فى الفضاء فيحترق بها اللهب منصهرا ذراته تقتل الهواء ويصبح الوجود عدم مسجلا على الجباه اثار الفناء. فالنهايه قادمه لامحاله يا ايها الانسان حيث لامال وعلم ولاجاه. فترى الارواح اجسادها رماد وترى الاكام جمالها جماد. وترى الحياة بقاؤها سواد. وترى الانوار شعاعها مداد وترى الاجساد كساؤها حداد. فمن يملك منكم القضاء والقدر ومن يقدر منكم ان يحطم اليأس وينتصر على الضجر بل من يعلم منكم متى يحل الاذى والغدر. بل من يشعر منكم بما يحسه التراب والحجر. بل من يهمه منكم مايقوله قرص الشمس والقمر ومن هو منكم يسمع الانجم فى الارق والسهر. ومن يطرب منكم لالحان السحب معزوفة على قطرات المطر ومن ينشد منكم اناشيد الصواعق فى الطرب والسمر. ومن يأخذ منكم من الاحداث الكثير من العبر. ففى السماء مملكه ملكها نوره يغشى اعين البشر ويأخذ منها كل بصيرة البصر. وحكمته تمحو حكمة الحكماء وتطمس الفلاسفة بعيدى النظر وله نظام لايمثله نظام ولايبدو ببال احد ابدا وماخطر. والملائكه ساجده كلها ابتهال كما امر. ورفع الانات وكل حزن دفن وطمر. فيانفس ابشرى بحرية كسرت قيود الجسد ولك الخلد ان احسنت طول الامد. فتعبرى جسر الزمن المحطم وتتسربلى حلة الابد. فينال جوهرة الفداء ان لم يكن لغير الخالق قد سجد.واكليل الانتصار على شوكة الموت ان لم يكن لغير الله قد عبد. فانت عند البارى واحد ان كنت اب او ام او ابنة او ولد. وحسابك يوم القيامة كما فى كتابك ماقد ورد ولاتكن من اهل القتل ولا الفتك ولا الزنى ولا الطمع والحسد فترث السلام عند الله فى المحبة والوئام فى الابتهال والمدد. وتسكن جنباً لجنب بين الدابات وبين النمر والاسد فترفرف عليك البركات كالافق المنسوج بالجلد. فهذه الملكة لاحدود لها ولاسور ولاحصون كالمدينة والبلد. لكن لها الخلود ومدى الدهور والابد.

 

 

 

فى الصميم

عروبتي

وجدتها .. ولكن عندما رأتنى بكت

وجنين فى رحمها  من الامه اشتكت

وعائلتها فى القبر  عن تقطيعه حكت

وآذانها مدلاة  طين على مانعت

ونبراتها تحجرت  وكلام فيها سكت

وجراحها كالبركان  شوك منها نبت

راتنى.. فراوغتنى  عودها المشروخة الوتر

فكلمتنى وكل متنى  وعودى منها قد استتر

فحملت بقاياها  وشرعت اجمع حبات المطر

فصبغ دمها محيياى  وقلبى فى اضلعى انفطر

فادمت معها قريحتى  واقشعرت اجساد البشر

فزرعت آهاتى روضة  تسحر الالباب والبصر