مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (59- نحتاج سمكة قرش!)

مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (59- نحتاج سمكة قرش!)
مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (59- نحتاج سمكة قرش!)


من المتعارف عليه أن الشعب الياباني يستهوي أكل السمك الطازج مملحا إلا أن المشكلة التي واجهت مراكز الصيد هناك أن الشواطئ اليابانية تعتبر ليست غنية بالأسماك .. فيها أسماك ولكن لا تفي بالغرض .. لذلك قامت تلك المراكز بصنع سفن ضخمة للإبحار بعيدا وجلب كميات أكبر من السمك.

و فعلا تم إنشاء السفن وأبحرت ونجحت في اصطياد كميات كبيرة من الأسماك ولكن لم تصل السفن إلى اليابان إلا بعد ثلاثة أيام وبالتالي فان السمك ما عاد طازجا.

فكرت تلك المراكز فى طريقة لجعل السمك يصل طازجا إلى يد المستهلك الياباني فوجدت الحل، وذلك بتزويد السفن بثلاجات ضخمة، وبالتالي تضمن بذلك أن يصل السمك إلى المستهلك وهو بحالة جيدة صحياً، ولكن لم يكن هذا الحل ناجحا فالمستهلك الياباني لا يحب السمك إلا طازجا فاستطاع أن يكشف من طعم السمك بأنه مجمد.

وبدأت ثانية تلك المراكز بالبحث عن حل لإرضاء المستهلك ووضعت يدها على حل جيد وهو تزويد السفن بأحواض كبيرة من المياه وبالتالي يتم اصطياد السمك ووضعه في تلك الأحواض ليبقى على قيد الحياة وعند الوصول إلى الشاطئ يتم تفريغ الأحواض من المياه وتقديم السمك طازجا إلى المستهلك.

فكرة جيدة وممتازة ولا تخطر على بال ... ولكن ايضا طرأت عليهم مشكلة جديدة لم تكن بالحسبان:
وهي أن السمك وبعد فترة من تحرك السفينة يتوقف عن الحركة وذلك بسبب الإرهاق من اهتزاز السفينة الكثير وبالتالي يبقى هذا السمك واقفا ويصل إلى المستهلك الذى يميز طعمه ويجزم بأن هذا السمك ليس بطازج، فبحثوا عن حل أخر. تُرى ما هو الحل من وجهة نظرك عزيزى القارئ؟
هل تعتقد أن تلك المراكز قررت القيام بحملة إعلانية تشرح فيها للمستهلك اسباب وقوف السمك في الأحواض؟!

 



أم تترك المستهلك وشأنه فهو بعد فترة من الزمن سيتأقلم على الوضع ؟ أم ماذا تفعل؟
قامت هذه الشركات بخطة ذكية جيدة وهي:
وضعت في كل حوض على السفينة سمكة قرش صغيرة وبالتالي فان السمك في الحوض لن يستطيع التوقف عن الحركة للحظة واحدة!
والتي تتوقف ستكون طعاما للقرش، وإن كان القرش سيقوم بالتغذي على بعض الاسماك إلا أن الفائدة أعظم وهي وصول السمك إلى الشاطئ كما يحب المستهلك الياباني أي طازجة.
إذاً فكروا ثم فكروا ثم فكروا ... فـ

  • الأفكار المبتكرة تنشط الذهن وتفتح أفاقاً أرحب للتفكير.

أعجبنى أنهم اعترفوا بوجود المشكلة (التحدى)، وعرفوا سببها، ولم يهربوا منها، وبالتالي أمكن حلها. فـ

  • لا تكن ممن يدفنون رؤوسهم في الرمال، فتجاهل أي مشكلة (تحدى) لا يعني أنها غير موجودة.

تخيل معى عزيزى القارئ،

  •  لو كانت المشاكل تُحل بالهروب، لكانت الأرض كوكب مهجور، كما قال نزار قبانى.

ولأنهم كانوا يفكرون باستمرار، فأمكنهم الحل لأنه

·لا توجد مشكلة تستطيع الصمود امام هجوم التفكير المتواصل، على حد تعبير فولتير.

 ولأنهم كانوا يفكرون فى الحل، لذا وصلوا للحل لأن

·  ما تفكر فيه معظم الوقت هو ما تصبح عليه، ففكر فيما تريده بدلاً من التفكير فيما لا تريد، كما  قال رالف والدو إمرسون.

 وهل اكتفوا بعد المحاولة الأولى؟ كلا. لقد استمروا ولم يخشوا المحاولة فـ

  • أكبر الأخطاء أن تكف عن العمل خوفاً من الأخطاء أو انتقاد الآخرين لك.

وأيضاً الأفكار التى وصلوا إليها كانت فريدة وغريبة، ولكنها مبدعة وكما قال إريك فروم:   

  • الابداع يتطلب الشجاعة فى التخلى عن الثوابت.

أو قل إن شئت مع جيرهارد غشواندتنر:

  •   المشاكل ما هى إلا نداء للإبداع. أوقل مع أنتونى روبنز:
  • كل مشكلة عبارة عن هدية، بدونها لن ننضج.

 

أتصور أن كل شخص فيهم كان مساهماً فى محاولة إيجاد الحل، وعلى حد تعبير هنرى تيلمان انه:

·لو لم تكن أنت جزءاً من الحل فأنت جزء من المشكلة.

وهذه نقطة هامة جدا فى الإدارة، فمهم أن تضمن إقتناع القائمين على تنفيذ فكرة جديدة، حتى تضمن سلامة ونجاح الفكرة، ويكونوا هم أنفسهم جزء من الحلول لا واضعو مشاكل.

وأعجبنى أيضاً أن لديهم إيمان وقناعة بأن

  • هناك طريقاً أفضل لحل المشكلات، وهذا الطريق يجعلك تكتشف وتستخرج أعظم ما فيك من خلال بذل أقصى جهدك.

عزيزى القارئ:

اعلم انه لايكفى أن يكون لك عقل جيد بل من المهم أن تستخدمه، وبشكل جيد، فالحديد يصدأ من الاهمال، والمياه الراكدة تفقد نقاءها، وتصبح متجمدة في الطقس البارد، وبالمثل يفعل الكسل لأنه يستنزف قوة العقل. وعقلك الجيد هذا كالباراشوت لن يعمل الى أن يتم فتحه من خلال مواجهة التحديات (المشكلات). أيضاً 

  • تصبح المشاكل أصغر فى حالة مواجهتها بدلاً من التهرب منها، لأن التهرب هو بمثابة تأجيل للحل ليس أكثر. فـ
  • رب نزهة قصيرة مع عائلتك، تحل لك كثيراً من المشكلات. وأحيانا
  •  بعض المشاكل تتطلب قدر من النضج لتجاوزها، إن لم أجد لها حلاً في الوقت الراهن...

دعونا نتعاون معاً، فبمجرد تعاوننا سنصل لكثير من الحلول، فـ

·فكما أن هناك زهور لمن يريد أن يراها، فهناك أيضاَ الحلول لمن يريد أن يصل لها.

 

 

 

 

واوصيك عزيزى القارئ مع كولن باول بأن :

  •  لا تزعج الناس بأن تطلب مساعدتهم فى حل مشكلتك دون أن تحاول أولاً حلها بنفسك.


متذكراً معك عزيزى القارئ:

بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال السبع والخمسين قصة السابقة ومنها:

1. من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.

2. هناك مَنْ يصطاد بالصنارة، وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.

3. لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم، فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.

4. إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.

5. ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.

6. آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.

7. الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.

8. لا تفترض أن الطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.

9. إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.

10. كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.

11. كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.

12. عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.

13. إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.

14. إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.

15. غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.

16. عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.

17. اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للارتفاع.

18. النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.

19. لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.

20. كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.

21. التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من اختيارك.

22. عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.

23. يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.

24. تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.

25. ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.

26. منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.

27. أنت حيث تضع نفسك.

28. وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.

29. سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.

30. الاختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.

31. معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.

32. لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.

33. الحياة تتعامل معك على أساس الاستحقاق وليس على أساس الاحتياج.

34. إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.

35. أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.

36. ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.

37. اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.

38. النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.

39. كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.

40. كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.

41. عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...

42. كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.

43. علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.

44. من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.

45. إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.

46. كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.

47. إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.

48. عش حياتك بتلقائية وبساطة وعفوية، فالألسنة لن تصمت على أية حال.

49. اجتهد أن تقدم المساعدة بطريقة جميلة راقية تحفظ لمتلقيها كرامته ودون ان تشعره بالعجز.

50. مساعدة الآخرين تكون بطريقة صحيحة، وللشخص المناسب، وإلا ستكون النتيجة هى أن من يقوم بمساعدة الآخرين، قد يضر نفسه ويضر الآخرين معه.

51. اختار من تحيط نفسك بهم بعناية شديدة، فهذا سيصنع فارقاً كبيراً جداً فى حياتك

52. إن لم تكن تستطيع الطيران فاجرى وإن لم تكن تستطيع الجرى فامشى وإن لم تكن تستطيع المشى فازحف .. أيا ما كنت فاعلاً عليك الإستمرار بالتحرك نحو الأمام.

53 · جميل أن من نستشيرهم يكونون من أصحاب الكفاءة والخبرة وليس من أصحاب الثقة فقط

54.عندما يكون لديك رؤية واضحة ستتقدم، حتى وإن كانت الامور فى بدايتها غير ملائمة.

55.  ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للتعامل بطريقة لا تليق، فاتخذ موقفاً إيجابياً بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة.

56.لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين، متذكراً انهم مثلك لهم عيون وألسن!

57.ليس هناك مستقبل في أي وظيفة، انما المستقبل في الشخص الذي يشغل هذه الوظيفة.

58.النقد الحاد من شخص واحد ذكي أفضل من التأييد الأعمى للجماهير.

 

تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، استنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...

     ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...