توفيق حنا يقدم قراءة في كتاب (المصريون)

توفيق حنا يقدم قراءة في كتاب (المصريون)
توفيق حنا يقدم قراءة في كتاب (المصريون)

صدر هذا الكتاب “المصريون عام (1995) في سلسة كتاب الهلال (سبتمبر) وأبدع غلافه الفنان المصري القدير حلمي التونى في لوحة تعبر اصدق تعبير عن المصرين منذ قرن من الزمان .ألف قاسم أمين هذا الكتاب “المصريون” رداً على كتاب الدوق دار كور ” مصر والمصريون ” ،وكان هذا العمل عن المرآة المصرية وهما :”تحرير المرأة” عام (1899) “المرأة الجديدة “ عام (1900)ويقول المترجم عن جده العظيم قاسم أمين :” إن اغلب الناس تعرف قاسم أمين على انه صاحب كتاب (تحرير المرأة) (1899) وكتاب “المرأة الجديدة” عام (1900) وكتاب أسباب ونتائج وقر أو له بعض كلاماته المأثورة التي جمعها ونشرها أستاذ الجيل “لطفي السيد” في كتاب الصفر تحت عنوان ” كلمات قاسم أمين” ويقول المترجم أيضاً ” اشتهر قاسم أمين على انه محرر المرأة ولكن الكثير لا يعرف عن أسرار حياته …. عن اتصاله بجمال الدين الأفغاني وعن صداقته بمحمد عبده وعن تاريخه كقاضي وعن اشتراكه في إنشاء الجمعيات الخيرية وعن جهده الكبير في إنشاء الجامعة المصرية . المترجم قد انتهى من كتابه عن جده قاسم أمين وعما لاقاه من عنت واتهام وجعل إلى حد انه تردد في وقته أن مؤلفاته لم تكن من وضعه ولا أسلوبه .ترى هل نشر هذا الكتاب الذي وعد بوضعه الحفيد الوفي قاسم أمين

ولكن ما الذي دعا الحفيد قاسم أمين إلى ترجمة كتاب جده ا”المصريون” يقول اغلب ظني أن أحدا لم يطلع على كتاب المصريون” بالفرنسية في الرد على الدوق “دار كور” وانه لم يطبع إلا مرة واحدة ولأنه لم يترجم إلى العربية ، قبل الآن وأستاذنا الكبير لطفي السيد رحمه الله هو الذي أوحى لي

بترجمته وقال ( لعل في نشر هذا الكتاب فائدة تعود على قراءة الجيل الجديد لما فيها منه أسوة صالحة من سلف صالح ) ولعل اختيار موعد نشر هذا الكتاب في شهر سبتمبر إشارة إلى دفاع قاسم أمين عن الزعيم المصري عرابي الذي كان في المنفى عندما نشر كتاب “المصريون” ونلمس نموذجاً دائماً لأدب الحوار في رده على الدوق

دار كور” .

“في هذه السطور القليلة رد مختصر على الأفكار التي سجلها الدوق دار كور عن المصريون “ ويقول “: ” واطلب المعذرة من إخواني الأوروبيين إذا كنت قد هاجمتهم في بعض الأحيان ، وأنى أؤكد أن هذا لم يقلل من تقديري … وأنى ارجوهم على كل حال إلا ينكروا على حسن النية المطلق وألا يظنوا إلا اننى ما قلت شيئا آلا وأنا مقتنع به وفى نهاية المقدمة يقول قاسم أمين :” وأخيرا فأنى أقدم اعتذاري عن عجز يجدونه في أسلوب الأجنبي الذي لا يطمع في شئ الا ان يعبر فى صراحة ووضوح عن افكاره”.

وعن دور قاسم امين فى محاولة تطوير مصر إنسانيا واجتماعياً وحضارياً يقول د. رءوف عباس في موضوعيه علمية وبوعي مستنير وفى تقدير عميق لهذا الدور:

“قاسم آمين” (1863) - (1908) مفكر اجتماعي ينتمى إلى جيل فريد من المثقفين المصرين. تلقى تعليمه فى أواخر عهد إسماعيل ومطلع عهد توفيق وتفتح وعيه السياسى والاجتماعي فى عهد الاحتلال البريطاني . تربى على الثقافة الإسلامية التقليدية بقدر ما تربى على فكر رفاعة الطهطاوي الذى صاغ نظام التعليم فى ذلك العهد ، وكان كتابه ” مناهج الألباب المصرين” كتاب قراءة فى المدارس التجهيزية الثانوية التى تعلم فيها قاسم أمين ” كما نهل من الثقافة الأوربية سواء فى المدارس المصرية أو فى جامعة “مونبليية” بفرنسا التي درس فيها الحقوق (1881 - 1885) ، فامتزج فى تكوينه الثقافى الموروث الإسلامي بالمكتسب الغربى ليخرج لنا قاسم أمين فكرا وطنياً يعبر عن رؤيته للنهضة التى يتمناها فى بلاده.

وعن كتاب المصريون يقول دكتور / رءوف عباس يستهل قاسم أمين هذا الكتاب بالحديث عن خصوصية التكوين الاجتماعي لمصر ، مؤكداً ان المسلمين والأقباط في مصر يكونون نسيجاً مصرياً واحداً ، لان المسلمين هم فى الأصل أقباط تحولوا الى الإسلام، ومن ثم لا يمكن التمييز بين المسلم والقبطي في مصر ، فكلاهما يستمد عادته وتقاليده ونمط حياته من تراث عمره ألاف السنين ثم يقول : ودفع قاسم أمين عن المصرين تهمة الذل الحقوق والاستسلام ، فأكد ان المصرين لا يقبلون الظلم ويهبون دفاعا عن الشرف والعرض ، وانهم يتسمون بالصلابة ورباطه الجأش عند الشدائد ودافع دفاعا مجيدا عن العسكرية المصرية….

وجاء تحليل قاسم أمين لأسباب هزيمة الجيش المصري بقيادة احمد عرابي أمام الإنجليز تحليلاً موضوعياً ينم عن معرفة عميقة بتاريخ مصر القومي الذي عاصره قاسم أمين ، وهو يعزو الهزيمة إلى انقسام الضباط بين مؤيد للخديوي ، يمده بكل الأسرار الحربية ، فينقلها بدوره إلى الانجليز ، مما اضعف الجبهة المصرية . وجاءت الخيانة والموقف المتخاذل للسلطان ، الذى أعلن عن خيانة عرابي ، ليساعد بذلك الإنجليز لإحراز نصر مهم … وهنا نجد قاسم أمين ابعد نظراً من مصطفى كامل وأتباعه الذين علقوا وزر الهزيمة فى عنق عرابى وأنصاره، واتهموهم بالتفريط في الدفاع عن وطنهم.

فجاء قاسم أمين من موقع القاضي العادل ليرد للعرابين اعتبارهم الوطني ثم يقول د/ رءوف عباس ” وفى رأينا ان هاتين الفكرتين : الجماعة الوطنية التى تضم المسلمين والأقباط فى نسيج واحد”، ورد الاعتبار للعسكرية المصرية وإنصاف العرابين ، هما أهم ما يلفت النظر فى هذا الكتاب ” ثم يقول أخيرا : ولعل هذا الكتاب كان الحافز لتقديم أفكاره الخاصة فى تحرير المرأة فى كتابه “تحرير المرأة”(1899) والمرأة الجديدة (1900) الذين عبروا عن فكره الاجتماعي اصدق تعبير واكسباه المكانة التى احتلها فى الفكر العربى الحديث”

المصريـــــــون “ألفه بالفرنسية قاسم أمين (1894)

وترجمه إلى العربية حفيد المؤلف قاسم أمين (1995)

 

وبعد هذه المقدمة الشاملة ، بموضوعية نستمع الى تحقيق يصور لنا الجو السياسي والاجتماعي الذى ظهر فيه هذا الكتاب وصاحب هذا التحقيق الجاد والهام هو الصديق الراحل احمد عباس صالح الذي يقرر:

” ربما كان كتاب تحرير المرأة ثم كتاب المرأة الجديدة أكبر الكتب التى ظهرت فى المائة وخمسين سنة الماضية حظاً، لقد استقبل الكتابان أبان صدورهما بعاصفة من الاحتجاج والاتهامات المبالغة الفظاظة ، ومع ذلك لم تكد تمضى سنوات حتى قامت حركة نسائية قوية فى مصر، فكان كتاب تحرير المرأة هو البيان الثوري الذي أعلنته ، وكان اول الإشارات لذلك هى رفع البرقع الذي قامت به هدى شعراوى وصاحبتها متحديات كل الكبار الذين هاجموا قاسم امين وعن كتاب المصريون يقول احمد عباس صالح:

“بعد قراءة كتاب المصريون يشعر القارئ انه كان يرد على هجوم دار كور على مصر والمصريين ، ورغم حماسته بمصريته الا انه توقف طويلا عند كثير من العيوب .. وحاول ان يوضح أسبابها .. ولقد حمل الاحتلال والاستبداد مسئولية كثيرة من أوجه التخلف … ثم يقول : ومن المؤكد أن دور قاسم أمين فى الحياة الفكرية والسياسية فى مصر كان اكبر مما قام به لو أن العمر امتد به .. ولكنه توفى قبل ان يتم الخامسة والأربعون .. وقد رشحه سعد زغلول فعلا ليكون وزيراً للحقانية ، ولكن تشكيل الوزارة لم يتم إلى الدرجة التي يمكن اعتبارها صداقة فريدة بين المعاصرين.

ولقد أهدى قاسم أمين كتابه المرأة الجديدة إلى سعد زغلول :

“إلى صديقي سعد زغلول فيك وجدت قلباً يحب وعقلاً يفكر وإرادة تعمل أنت الذي مثلت لي المودة في أكمل أشكالها فأدركت أن الحياة ليست كلها شتاء، وان فيها ساعات حلوة لمن يعرف قيمتها..”

يبدأ الكتاب بهذه الصورة الشخصية - البورتريه التي يرسمها قاسم أمين للفلاح المصري ” ان الفلاح المصري سواء كان مسلماً او قبطياً له ، بوجه عام ، قامة كبير وهو قوى وله نية طيبة ، ويتمتع بنشاط جسماني نادر ، وهو يرتدى الملابس البسيطة وغذاءه ردئ ومسكنه أردأ.

ويقوم الفلاح المصري بالإعمال الشاقة تحت شمس محرقة بدون تزمر ويكاد يكون راضياً حظه. وهو في اغلب الأحيان يكون مزاجه معتدلا ويتعمق مقهقها لأنه لا يهتم مطلقاً بغدة …

 ان الطموح لا ينقصه ولا يهتم فى التفكير بان بجانبه أغنياء يأكلون يوميا من أشهر الأطعمة ويلبسون ملابس فاخرة ، ويجد ان كل ما يفعله طيب وان كل شئ على ما يرام ” ولكنه يقول ” أؤكد ان الفلاح لا يتراجع أمام اى خطر وهمي او حقيقي…..

وللفلاح قوة احتمال تجعله يتحمل اى ألوان العذاب ويذهب الى الموت بأقدامه…..

ولكن شيئا واحداً يخشاه المصري أكثر من المرض ومن الطلقات النارية وأكثر حتى من الموت هذا الشئ هو ( السلطة) ثم يصنف:ان الشعب المصري هادئ وفى طبيعته الطيبة ، وهو ذكى ناصح يعرف كيف يستسيغ كل ما يتعلمه واذا كان تحت قيادة حكيمة (واضع خطأ تحت كلمة إذا) فلن يحيد عن الطريق الصحيح ) قاسم أمين هنا يلخص الشعب المصري فى شخصيه الفلاح المصري فى عصره الذى عاشه وكأنه يرسم هذا البورتريه من بعيد .. وجاءني هذا الإحساس من الملامح الأولى التي سطرها في السطور الأولى .. ولا ادرى لماذا تذكرت عبد الوهاب وهو يغنى “محلاها عيشة الفلاح”

ويرد على هجوم الدوق داركور على مصر والمصرين ردا عنيفا يعبر عن غضبه واحتجاجه على اتهامات المؤلف فى كتابه عن مصر والمصرين ويقول ان المؤلف استند الى أقاصيص سمعها من السواح غير مضبوطة:

واننى اعلم من خبرتي حيث يؤلفون الأوربيون كتبهم .. ان التراجمة هم الذين يقدمون لهم المادة …” ويقول مصححاً وموضحاً ملامح جديدة فى شخصية الفلاح فى عصره”.

ان التقدم الذى حققه الفلاح كان عظيماً… والشئ الأهم والأكثر انطباعاً انه بدأ يهتم بالشؤون العامة ويبدى أراء فى أعمال الترجمة ” وهذه من علامات الصحوة والنهضة التى سجلها الفنان المصري مختار فى عمله الباقى “نهضة مصر” ثم يحدثنا قاسم امين عن المجتمع المصري يقول (ما هى العناصر التى يتكون منها المجتمع المصري حالياُ؟ يوجد أولا المصريون الحقيقيين : المسلمون والأقباط ومنهما تتكون الغالبية العظمى من السكان ، وأنا اسميهم المصريون الحقيقيين لأنهم ينتمون لأصل واحد، كما أؤكد ان المسلمين ليسو سوى أقباطا اعتنقوا الدين الاسلامى، هؤلاء يشتغلون بالزراعة والصناعات الصغرى ، ومن هؤلاء العساكر والموظفين الحكوميين .. وتلك هي الطبقة العاملة التى تغذى مصر بإنتاجها، وهى التى تهتم اليوم فعلا بشئون البلاد وتأخذ نصيبها من أفراحه وآلامه ، وهى أيضا التي تقدم لمصر الرجال الذين يمثلون جميع فروع العلم “ثم يضيف هذه الحقيقة الاجتماعية الهامة:

وبرغم فارق الدين الذى يفرقهم فان المسلمين والأقباط يكونون كلا منسجماً ، ويتكلمون لغة واحدة ويلبسون نفس الملابس ويعتنقون نفس العادات ولم يحصل منذ ان عاشوا مجتمعين جنبا إلى جنب ان وقع بينهم اى اختلاف جدى ” ثم يقول : والمصائب الجماعية خلقت بينهم شعورا واضحاً بالوطنية فتغلبت وحدة الاصل على اختلاف الدين ويؤكد هذه الحقيقة قائلا ، ” ويكفى للرد على من أرادوا لنا انشقاقاً انه اثناء ثورة عرابى وضع الأقباط يدهم فى يد المسلمين ولم يوجد مسلم واحد فكر فى أن يعكر صفو احد من الأقباط .. بينما اظهر مسلموا الأتراك والشراكسة عدائهم لمصر” .

وكأن قاسم أمين عام 1895 يعيش معنا الآن فى القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين : ويحدثنا قاسم أمين عن قيمة مصر الحربية:

” لا .. كما ظن الدوق دراكور بان الجنود رفضوا ان يحاربوا ، ولكن قادة الجيش انقسموا إلى قسمين : حزب عرابى وحزب الخديوي … وضباط الحزب الأخير كانوا يبكون إلى الخديوي يومياً مع تأكيدات الولاء ، وقدموا له جميع الخطط والحلول بالتفاصيل الدقيقة قبل القيام بها ولقد ازداد هذا الانقسام عندما دعا السلطان الى مقاومة عرابى ( وعن النساء) يحدثنا قاسم أمين وكأنه يمهد لما سوف يسجله ويقرره بعد خمس سنوات فى كتابه “تحرير المرأة” و ” المرأة الجديدة” سوف نلمس تقدماً واضحاً فى آراءه وأفكاره عن المرأة يقول هنا:

” إنني لا أرى منفعة تجنيها النساء فى مزاولتهن اعمال الرجال ، بل ارى كل الخسارة فى ذلك ، فضلا عن ان هذه الأعمال تبعدهن عن واجبتهن الأساسية التى خلقن لها ، ولو تخلوا عن هذه المشاغل لعاد ذلك على المجتمع بفائدة اكثر ولزادت مما يتمتعن به من جاذبية ولعلنا يدهشنا ونحن نرى قاسم أمين 1895 يحمل كما يحمل الان المتطرفون على النساء وهن تمارسن الكتابة فيشاركن فى الشئون السياسية.

ويقول ” النساء الكاتبات او المشتغلات بالسياسة وأنا لا أتكلم الا عن محترفات التجارة فى الأدب ، هل هن نساء حقاً ؟ وهل لا يوجد فارق بين تلك المخلوقات اللاتي قرئن وسمعن وفعلن شيئا دون خجل ، وبين الملائكة اللاتى تكفينا منهم نظرة أو كلمة أو هزة يد خفيفة لتبتهل أعيننا بالدموع و تخفق قلوبنا من النشوة وليس لنا ان نندهش من هذه الرومانسية فى مجتمع يقوم فيه بين عالم الرجال وعالم النساء حجاب سميك ! ولكن قاسم امين الحمد لله ليس ضد تعليم المرأة ولكنه يقول متحفظاً:

يجب على المرأة دائماً ان تكون ملمة بما يكفى لتعليم أطفالها مبادئ الأخلاق والصدق والتقييم العلمى بالأشياء التى تحيط بهم ، كما يجب ان تحسن الإجابة بدون خطأ على أسئلة الأطفال التى لا تنتهى ، أنى لأتمنى ان تعم هذه التربية عندنا ، وبدونها فإننا لا نأمل مطلقاً فى إيجاد مواطنين صالحين.

وأعود إلى ما ذكره د / رؤوف عباس وهو يقرر ان قاسم امين تربى على فكر رفاعة الطهطاوى الذى صاغ نظام التعليم فى هذا العهد ، وكان كتابة مناهج الألباب المصرية كتاب قراءة فى المدارس التجهيزية (الثانوية) التى تعلم فيها قاسم امين وأقول ان من المستبعد ان تكون هذه تعاليم وتوجيهات رائد التنظيم رفاعة الطهطاوى ، ولكن قاسم امين مثقف مصرى شديد الحماس بمصريته كما انه مؤمن كل الايمان بمدى قدرة العقل المصرى على منافسة العقل الاوربى فى كافة مجالات النشاط الانسانى : يقول قاسم أمين فى حديثه عن العلوم والآداب وهو يسجل هذه الحقائق عام 1895 اى منذ 114 سنة.

” إن المصري منذ خمسين عاما (1845) يقبل على الثقافة . ولقد انتهى الأمر إلى ظهور عدد كبير من الرجال الذين بدراستهم التى قاموا بها فى المعاهد ، والتى استكملوها بأنفسهم فيما بعد ، أصبحوا لا ينقصهم القيمة الثقافية ولا المعرفة الصحيحة .

واني أؤكد أنهم أصبحوا يتساوون فى المقدرة مع زملائهم الأوربيون ، الذين يوجد من بينهم بعض المتفوقين ، ولكن هذا لا يعنى شيئاً ، فإننى أظن ان من بين الاخصائين المصريين يوجد أيضا من يفوق اقرأنه من الأوروبيين . لا أريد ان احدد أسماء ، ولكنى أؤكد ان من بين أطبائنا ومهندسينا ومن أهل الفقه يوجد عدد كبير يتمتع بقدرة علمية عظيمة وهم موضع تقدير من الأوروبيين الذين لا يجدون فى ذلك اية غضاضة ،وأنى مقتنع بصدق تقديرهم.

……

هذا الكتاب يعتبر إضافة جادة وهامة للمكتبة التاريخية وانى اخص بالشكر والتقدير هذا الجهد الذى بذله المترجم قاسم أمين علامة وفاء لجده العظيم قاسم أمين أيضا لمصطفى نبيل الذى رحب بنشر هذا الكتاب فى شهر سبتمبر (عيد الفلاح ) فى ذكرى الثورة العرابية وينشر بعضها فى سلسلة كتاب الهلال