ايران واسرائيل وصراع التوازنات في الشرق الاوسط بقلم سفيان حكوم

ايران واسرائيل وصراع التوازنات في الشرق الاوسط بقلم سفيان حكوم
ايران واسرائيل وصراع التوازنات في الشرق الاوسط بقلم سفيان حكوم
 
 
 
آسرائيل وآيران ، تحليليا آسرائيل هي آمتداد للقوم الأمني للولايات المتحدة الأمريكية ، ومن المستحيل أن تترك آسرائيل عرضة الى الآنهزام أمام أي مواجهة عسكرية خارجية ، لان آنهزام آسرائيل يعني فقدان أمريكا للقيادة في العالم ، وفتح لحرب عالمية ثالثة ستدخل إليها بكل ثقلها الحربي والعسكري ، لان تغيير القيادات لاتكون إلا بحروب فاصلة ومصيرية ، ثم هناك معادلة أخرى تتوسط هذا التخمين ، أن آسرائيل وآيران ضرورتان في السياسة الأمريكية ، لذا لن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية من جانب اخر ، ( بالآنهيار الكلي لآيران ) لأنها ورقة لايجب آحراقها ، من أجل التوازنات حسب الأجندات السياسية الأمريكية التي تشتغل عليها في المنطقة ، والدليل أن آختراق آسرائيل للاجواء الايرانية لقصف قادة آيران ، لم تتوجه الى قصف رأس الهرم السلطوي للنظام الملالي وهو ( المرشد الأعلى ) ، مادامت آستطاعت اسرائيل الوصول الى القادة الذي تم تصفيتهم في منازلهم بطريقة دراماتيكية عالية الدقة ،  وهذا لا يدعونا للاستغراب إذا سمعنا بخط آتصال بين آيران وأمريكا في ضل القصف المتبادل بين آسرائيل وآيران ، تماشيا مع تصريحات ترامب الأخيرة الذي قال ( يجب على العمليات العسكرية أن تتوقف ) ، وفي نفس الوقت هناك طلبا آسرائيليا لأمريكا بالآنضمام الى الهجمات ، وهذا نوع من الضحك على آيران التي وضعوها في وسط الدائرة ، لأنها في وضع لايحسد عليه بسبب آختراق أراضيها وقتل قياداتها العسكريين في عقر دارها ، يحيلنا هذا الى  الاختراق الاسرائيلي لتصفية قادة حزب الله ، ورغم كل هذه الطوام فآيران وآسرائيل ضرورتان في الشرق الأوسط .
ومن الملاحظات الهامة ، التي يجب الانتباه إليها ، هو طرح السؤال : لماذا آسرائيل تجنبت ضرب المدنيين الايرانيين ؟ ، واكتفت بضرب المفاعل النووية ، ومصافي النفط ، وقواعد المنظومات الصاروخية ، لان آسرائيل ليس هدفها توسيع الحرب ، بل في حدود متوازنة حتى لاتكون الحرب شمولية ، مع ترك باب الاتصالات الايرانية مفتوحة مع الجانب الأمريكي ، لان آيران سياسيا آنهزمت أمام الهالة الاعلامية التي وضعت لنفسها ، كقوة آقليمية صعب آختراقها أو مواجهتها ، كمحور مقاوماتي له من الاساطير والصواريخ ، ما تضاهي به أي عدوان خارجي على سيادتها وآستقرارها ، وهنا تكمن الهزيمة السياسية أمام ما كانت تروج له سابقا .. كله ذهب أدراج الرياح في يوم واحد فقط : ( تصفية القادة وضرب مواقع المفاعل ومصافي النفط وقواعد الصوارخ الباليستية ) ، ( وكذلك الطائرات الآسرائيلية التي تسبح في الأجواء الآيرانية بكل آريحية بين الحين والأخر  ) ، مما يعني ( أن الأجواء الايرانية تحت السيطرة الآسرائيلية ) ، هنا نحن أمام سؤال أخر : أين هي المخابرات والحرس الثوري والجيش الايراني لحماية الدولة ؟ ، فهذا خلل جعل الولايات المتحدة الامريكية تقوم بعملية تأديبية لايران لتعود الى طاولة المفاوضات !!! ، وهذا ما أكده وزير الخارجية الآيراني في الساعات الماضية بقوله : ( سنذهب للمفاوضات بعد آيقاف العمليات العسكرية ) ، ومن هنا آيران ستعود الى طاولة المفاوضات بدون أسنان ، لأن الذي تم ضربه او قصفه ( هي المفاعل النووية ) التي كان عليها النقاش والمفاوضات سالفا بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية ، فعلى ماذا اذن ستتفاوض ؟ على ماتم ضربه ؟! . والذي يجب الانتباه إليه أيضا ، آسرائيل في ضرف عشرين دقيقة ، آستطاعت أن تصل الى عشرين قائدا عسكريا وعالما نوويا آيرانيا ، وتتم تصفيتهم دفعة واحدة ، مما يدفعنا مرة اخرى نتسائل : اليد العليا الاسرائيلية التي استطاعت قتل القادة والعلماء الايرانيين و لحزب الله ، يخولها لا تقدر لتصفية قادة حماس الذي معظمهم يستقر في لبنان او قطر ؟ ، هنا نستشف ان آسرائيل تحرق الاوراق تباعا حسب استراتيجيات معينة ، وحسابات رهينة ضروف مدروسة ، مادامت لها القدرة على آختراق الاجواء الايرانية بدقة عالية ، وفي نفس الوقت اختراق الاجواء اليمنية لضرب الحوثيين ، مايجعلني اعتبره ( استعراضا آسرائيليا للقوة ) ، ولكن هل من حقنا معرفة من اين يسطع الطيران الحربي الامريكي / الاسرائيلي لضرب خصومه ، وأين توجد القواعد التي منها تنفذ امريكا واسرائيل عملياتها العسكرية ؟ ، أليست ( قطر ) ، من قاعدة عديد التي انفقت عليها قطر 34 مليار دولارا مؤخرا بعد زيارة ترامب لها من اجل الترميم ؟ ، هذه الدولة التي تتحكم بقناة اخبارية تسمى ( قناة الجزيرة ) التي هي سلاح اعلامي لزعزعة استقرار الاوطان العربية ، واداة للتحريض ولبيع الوهم ، هذا الوهم الذي يمشي حسب أجندة الحلف الآسرائيلي  / الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط .