آسرائيل وآيران ، تحليليا آسرائيل هي آمتداد للقوم الأمني للولايات المتحدة الأمريكية ، ومن المستحيل أن تترك آسرائيل عرضة الى الآنهزام أمام أي مواجهة عسكرية خارجية ، لان آنهزام آسرائيل يعني فقدان أمريكا للقيادة في العالم ، وفتح لحرب عالمية ثالثة ستدخل إليها بكل ثقلها الحربي والعسكري ، لان تغيير القيادات لاتكون إلا بحروب فاصلة ومصيرية ، ثم هناك معادلة أخرى تتوسط هذا التخمين ، أن آسرائيل وآيران ضرورتان في السياسة الأمريكية ، لذا لن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية من جانب اخر ، ( بالآنهيار الكلي لآيران ) لأنها ورقة لايجب آحراقها ، من أجل التوازنات حسب الأجندات السياسية الأمريكية التي تشتغل عليها في المنطقة ، والدليل أن آختراق آسرائيل للاجواء الايرانية لقصف قادة آيران ، لم تتوجه الى قصف رأس الهرم السلطوي للنظام الملالي وهو ( المرشد الأعلى ) ، مادامت آستطاعت اسرائيل الوصول الى القادة الذي تم تصفيتهم في منازلهم بطريقة دراماتيكية عالية الدقة ، وهذا لا يدعونا للاستغراب إذا سمعنا بخط آتصال بين آيران وأمريكا في ضل القصف المتبادل بين آسرائيل وآيران ، تماشيا مع تصريحات ترامب الأخيرة الذي قال ( يجب على العمليات العسكرية أن تتوقف ) ، وفي نفس الوقت هناك طلبا آسرائيليا لأمريكا بالآنضمام الى الهجمات ، وهذا نوع من الضحك على آيران التي وضعوها في وسط الدائرة ، لأنها في وضع لايحسد عليه بسبب آختراق أراضيها وقتل قياداتها العسكريين في عقر دارها ، يحيلنا هذا الى الاختراق الاسرائيلي لتصفية قادة حزب الله ، ورغم كل هذه الطوام فآيران وآسرائيل ضرورتان في الشرق الأوسط .
ومن الملاحظات الهامة ، التي يجب الانتباه إليها ، هو طرح السؤال : لماذا آسرائيل تجنبت ضرب المدنيين الايرانيين ؟ ، واكتفت بضرب المفاعل النووية ، ومصافي النفط ، وقواعد المنظومات الصاروخية ، لان آسرائيل ليس هدفها توسيع الحرب ، بل في حدود متوازنة حتى لاتكون الحرب شمولية ، مع ترك باب الاتصالات الايرانية مفتوحة مع الجانب الأمريكي ، لان آيران سياسيا آنهزمت أمام الهالة الاعلامية التي وضعت لنفسها ، كقوة آقليمية صعب آختراقها أو مواجهتها ، كمحور مقاوماتي له من الاساطير والصواريخ ، ما تضاهي به أي عدوان خارجي على سيادتها وآستقرارها ، وهنا تكمن الهزيمة السياسية أمام ما كانت تروج له سابقا .. كله ذهب أدراج الرياح في يوم واحد فقط : ( تصفية القادة وضرب مواقع المفاعل ومصافي النفط وقواعد الصوارخ الباليستية ) ، ( وكذلك الطائرات الآسرائيلية التي تسبح في الأجواء الآيرانية بكل آريحية بين الحين والأخر ) ، مما يعني ( أن الأجواء الايرانية تحت السيطرة الآسرائيلية ) ، هنا نحن أمام سؤال أخر : أين هي المخابرات والحرس الثوري والجيش الايراني لحماية الدولة ؟ ، فهذا خلل جعل الولايات المتحدة الامريكية تقوم بعملية تأديبية لايران لتعود الى طاولة المفاوضات !!! ، وهذا ما أكده وزير الخارجية الآيراني في الساعات الماضية بقوله : ( سنذهب للمفاوضات بعد آيقاف العمليات العسكرية ) ، ومن هنا آيران ستعود الى طاولة المفاوضات بدون أسنان ، لأن الذي تم ضربه او قصفه ( هي المفاعل النووية ) التي كان عليها النقاش والمفاوضات سالفا بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية ، فعلى ماذا اذن ستتفاوض ؟ على ماتم ضربه ؟! . والذي يجب الانتباه إليه أيضا ، آسرائيل في ضرف عشرين دقيقة ، آستطاعت أن تصل الى عشرين قائدا عسكريا وعالما نوويا آيرانيا ، وتتم تصفيتهم دفعة واحدة ، مما يدفعنا مرة اخرى نتسائل : اليد العليا الاسرائيلية التي استطاعت قتل القادة والعلماء الايرانيين و لحزب الله ، يخولها لا تقدر لتصفية قادة حماس الذي معظمهم يستقر في لبنان او قطر ؟ ، هنا نستشف ان آسرائيل تحرق الاوراق تباعا حسب استراتيجيات معينة ، وحسابات رهينة ضروف مدروسة ، مادامت لها القدرة على آختراق الاجواء الايرانية بدقة عالية ، وفي نفس الوقت اختراق الاجواء اليمنية لضرب الحوثيين ، مايجعلني اعتبره ( استعراضا آسرائيليا للقوة ) ، ولكن هل من حقنا معرفة من اين يسطع الطيران الحربي الامريكي / الاسرائيلي لضرب خصومه ، وأين توجد القواعد التي منها تنفذ امريكا واسرائيل عملياتها العسكرية ؟ ، أليست ( قطر ) ، من قاعدة عديد التي انفقت عليها قطر 34 مليار دولارا مؤخرا بعد زيارة ترامب لها من اجل الترميم ؟ ، هذه الدولة التي تتحكم بقناة اخبارية تسمى ( قناة الجزيرة ) التي هي سلاح اعلامي لزعزعة استقرار الاوطان العربية ، واداة للتحريض ولبيع الوهم ، هذا الوهم الذي يمشي حسب أجندة الحلف الآسرائيلي / الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط .

