د.شاهيناز أبوضيف تكتب : صنع الله إبراهيم

 

 

الكاتب والروائي  صنع الله إبراهيم ولد في حي الدرب الأحمر في القاهرة، مصر. والدرب الأحمر هو حي تاريخي قديم في القاهرة، ويتميز بطرازه المعماري الفريد وتاريخه الإسلامي والفاطمي  الغني. واحدًا من أقدم الأحياء في القاهرة، و يحتوي على العديد من الآثار التاريخية والمساجد القديمة.و قد أثر على صنع الله إبراهيم في كتاباته ورواياته، حيث يمكن أن يكون قد تأثر بالطراز المعماري والثقافي والتي ساعدت في تشكيل  خلفيته الثقافية والأدبية. وُلد (صنع الله) في القاهرة عام ١٩٣٧م، وكان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته؛ فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية في التكوين منذ الصِّغَر. ودرس الحقوق، لكنه لك يُكمل  فيها واتجه إلي كلية الآداب ثم  إلى الصحافة والسياسة. وانتمى للمُنظَّمة الشيوعية المصرية والتي تسمي( حدتو) فاعتُقِل عام ١٩٥٩م ضمن الحملة التي شنَّها( جمال عبد الناصر) على اليساريِّين المصريِّين، وقبع في السجن خمسَ سنوات حتى عام ١٩٦٤م. 

الكاتب الكبير والروائي صنع الله إبراهيم اعتاد أن يُغرِّد خارج السِّرب، فسُجن في عصر الرئيس المصري جمال عبد الناصر؛ بسبب انتمائه للتيار الشيوعي ونشاطه السياسي. في ذلك الوقت،و كانت الحكومة المصرية تتبع سياسات اشتراكية وتقيد الحريات الفردية والسياسية.وكان  صنع الله إبراهيم كان عضوًا في الحزب الشيوعي المصري، وكان يشارك في النشاطات السياسية والاجتماعية التي كانت تهدف إلى تعزيز حقوق العمال والفلاحين.ف كان يشارك في النشاطات السياسية التي كانت تعارض سياسات الحكومة المصرية في ذلك الوقت. هذا النشاط السياسي أدى إلى اعتقاله وسجنه (حدتو) هي اختصار لـ "حركة الديمقراطية والتقدم" ولكنها كانت تعرف أيضًا بـ "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" وكانت منظمة شيوعية مصرية تأسست في عام 1947. كانت حدتو واحدة من أكبر وأهم الحركات الشيوعية في مصر في ذلك الوقت. تأسست حدتو في عام 1947 من قبل مجموعة من الناشطين الشيوعيين المصريين. وكانت المنظمة تهدف إلى تعزيز حقوق العمال والفلاحين وتحقيق التحرر الوطني و تعزيز حقوق العمال والفلاحين و تحقيق التحرر الوطني وبناء مجتمع اشتراكي حيث عارض نظام منظمة (حدتو) الشيوعية المصرية مع نظام جمال عبد الناصر في كًون الاشتراكية والشيوعية  كانت حدتو تدعو إلى الاشتراكية والشيوعية، بينما كان نظام عبد الناصر يتبنى سياسات اشتراكية ولكن مع توجهات قومية وعربية. كانت حدتو ترى أن نظام عبد الناصر لا يذهب بعيدًا كفاية في تطبيق الاشتراكية.و كانت حدتو تدعو إلى الحريات الفردية والسياسية، بينما كان نظام عبد الناصر يقيد الحريات الفردية والسياسية ويفرض رقابة شديدة على الصحافة والمعارضة،وكانت حدتو ترى أن نظام عبد الناصر لا يتبنى سياسات مستقلة حقيقية، وإنما يتبع سياسات تخدم مصالح القوى الإمبريالية. كانت منظمة حدتو تدعو إلى تمثيل الطبقة العاملة والفلاحين في الحكومة والاقتصاد، بينما كان نظام عبد الناصر يركز على بناء الدولة والطبقة الوسطي.- 

بعد خروجه من السجن اشتغل في الصحافة لدى وكالة الأنباء المصرية عام ١٩٦٧م، ثم عمل لدى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام ١٩٦٨م، حتى عام ١٩٧١م، وبعدها اتَّجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، والعمل على صناعة الأفلام. ثم عاد إلى القاهرة عام ١٩٧٤م في عهد الرئيس (السادات) وتَفرَّغ للكتابة الحُرة كليًّا عام ١٩٧٥م. ومسيرته الأدبية والتي بدأت في الستينيات، عندما نشر أولى أعماله الأدبية في المجلات والصحف المصرية. سرعان ما لفت انتباه النقاد والقراء بأسلوبه الأدبي الفريد والمتفرد.واتخذت  مواضيع أعماله منحني اجتماعي سياسي فكانت خليطا ممزوجا بين السياسة والأدب قلما أن انفك العمل عن هذين الهدفين الراسخين في روح الكاتب الأدبية وكانت السياسة والسلطة دورا حيويا في العديد من أعماله  والعلاقات بين الحاكم والمحكوم. وآثرت الهوية والذات مجمل  أعماله ،وأيضًا العلاقات الإنسانية.،و التاريخ والذاكرة والعلاقات بين الماضي والحاضر.حيث صيغ كله  بأسلوب أدبي فريد ومعروف ومتفرد، والذي يمتزج بين الواقعية والرمزية والفانتازيا. يستخدم اللغة بطريقة مبتكرة ومتقنة، مما يجعل أعماله الأدبية مميزة،ولها تأثير كبير على الأدب العربي، إذ تترجم عن حقبة زمنية مشتعلة بالاحداث بكافة اختلافها يعتبر واحدًا من أهم الكتاب العرب في العصر الحديث. أعماله الأدبية تُدرس في الجامعات والمدارس، وتُرجمت إلى العديد من اللغات ويعد نجيب محفوظ من أبرز الكتاب الذين أثّروا في تكوين شخصية   صنع الله إبراهيم حيث أسلوبه الخاص والمتميز. والكثير من الكتاب الذين تركوا بصمة وطابعا في طريقة السرد الخاصة بالروائي صنع الله إبراهيم في مجال الشعر والكتابة الأدبية.وجمال الغيطاني في مجال الرواية والتجريب الأدبي،والكاتب الروسي دوستويفسكي خاصة في مجال الرواية النفسية والفلسفية.،والكاتب الفرنسي ألبير كامو، في مجال الفلسفة الوجودية والعدمية.كما عُرفت  آرائه ومواقفه الجريئة والمتمرسة، والتي كانت- غالبًا -ما تثير الجدل والنقاش. كعادة أي  كاتب ملتزم بقضايا شعبه وهموم وطنه، فالروائي صنع الله إبراهيم  استطاع أن ويوظف أدبه ويسوقه كأداة للتعبير عن آرائه ومواقفه المنفردة، وجاءت آراؤه النقدية تتنوع بين السياسة والثقافة والمجتمع.  ينتقد صنع الله إبراهيم النظام السياسي في مصر والعالم العربي، معتبرًا أنه نظام غير ديمقراطي ويفتقر إلى الشفافية والمساءلة. الثقافة السائدة في المجتمع العربي  ثقافة متخلفة وتفتقر إلى الإبداع والابتكار. مما جعلها تنعكس علي الاعلام  الذي أضحي غير مقيدا وغير حر  معتبرًا أنه إعلام  غير مستقل، وكأن هدفه  ترويج الأفكار الخاطئة والمضللة،ونشر العبثية وترويج للعشوائية حيث يخضع لضغوط سياسية واقتصادية تؤثر على محتواه وتوجيهه وترويجه للأفكار الخاطئة والمضللة، والتي يمكن أن تؤثر على وعي الجمهور وتفكيره.

و يرى صنع الله إبراهيم؛ أن الإعلام يركز كثيرًا على الإثارة والتشويق، بدلاً من التركيز على القضايا الجوهرية والمهمة التي تخص الفرد والمجتمع . ويري الاعلام  وقنواته تفتقرالي  النقد و تحتاج الي مزيد التحليل العميق للقضايا، وبدلاً من ذلك يركز على الأخبار السطحية والمواد الإعلامية السخيفة والتي تهمش عقل المستمع وتقلل من قيمته .بما يكون له تأثير سلبي على المجتمع، حيث يمكن أن يساهم في نشر الأفكار السلبية والتشجيع على العنف والكراهية ،والتي  تنتج أيضا عن عملية تعليمية مهدرجة ، و نظام غير فعال ويفتقر إلى الجودة والابتكار واعمال الفكر  وبالابداع المستمر ،كما  يدافع صنع الله إبراهيم عن حرية التعبير والكتابة، معتبرًا أنها حقوق أساسية يجب أن تُحترم وتُحفظ.وتكون السلاح البتار للقضاء علي الفساد في مصر والعالم العربي،إذ أنه العائق الأخطر أمام التنمية والتقدم. ولا يزال لصنع الله إبراهيم  آراء نقدية حول الثقافة العربية، ومدي تأثرها بالعولمة و يري أن الثقافة العربية تعاني من صراع بين التراث والحداثة، حيث يجد الكثيرون صعوبة في التوفيق بين القيم التقليدية والمتطلبات الحديث وأن الكتابة الأدبية يجب أن تكون متمردة على الأساليب التقليدية والقديمة، وأن تبحث عن أشكال جديدة ومبتكرة للتعبير عن الأفكار والمشاعر. واستعداد الكّاتب لتجربة  نصوص جديدة ومبتكرة في كتاباتهم. محتفظين بأصالاتهم وسطوع شخصية الكاتب العربي بأنماطه وتفرده بالتجربة الشخصية التي يجب أن تكون مصدرًا رئيسا للإلهام في الكتابة الأدبية، وأن الكتاب يجب أن يكونوا صادقين في تعبيرهم عن تجاربهم الشخصية، اضافة إلي  دقة الشكل والأسلوب يجب أن يكونوا في خدمة المضمون والأفكار.

ويشدد صنع الله إبراهيم علي دور الدولة تجاه المثقفين ودورها الداعم للنهوض بالثقافة ونشر قيم الفن والابداع دور الدولة تجاه شخصيات مثل صنع الله إبراهيم وأمثاله من الكتاب والأدباء يمكن أن يكون متعدد الأوجه، فيمكن للدولة أن تدعم الإبداع الأدبي والفكري من خلال افساخ ساحة الفكر والتعبير عن آرائهم وتوفير المنح والجوائز للكتاب والأدباء، وتشجيع النشر وتيسير سبل التوزيع للأعمال الأدبية.كما يجب على الدولة أن تحمي الحريات الفكرية والإبداعية للكتاب والأدباء، وتضمن لهم الحق في التعبير عن آرائهم وأفكارهم دون خوف من الاضطهاد أو التهميش. معززة المشهد الثقافي من خلال دعم الفعاليات الثقافية والمهرجانات الأدبية، وتوفير المرافق الثقافية مثل المكتبات والمسارح وبيوت الثقافة. ومشاركة الدولة  الكتاب والأدباء في تطوير السياسات الثقافية والتعليمية، وتأخذ في عين  الاعتبار آراءهم ومقترحاتهم  في هذا الشأن. مع الاحترام الكافي لاستقلالية الكتاب والأدباء، ولا تتدخل في شؤونهم الإبداعية مع الاعتراف بإنجازتهم  الأدبية والفكرية، وتكريمهم على مساهماتهم في الثقافة العربية؛من خلال دعم  أعمالهم  بتوفير  المنح والجوائز، وتشجيع النشر والتوزيع لأعماله ،وتضمن لهم الحق في التعبير عن آرائه وأفكاره.و يمكن للدولة أن تدعم النشر والتوزيع للأعمال الأدبية والفكرية، من خلال توفير الدعم المالي والمعنوي للناشرين والمؤلفين.مع حماية حقوق الملكية الفكرية للكتاب والأدباء، من خلال تطبيق القوانين واللوائح التي تحمي حقوقهم.ودعم الترجمة والنشر الخارجي  للأعمال الأدبية والفكرية، من خلال توفير الدعم المالي والمعنوي للمترجمين والناشرين و يمكن للدولة أن تدعم الأبحاث والدراسات الثقافية التي تتناول قضايا الثقافة والهوية والتنوع الثقافي؛من خلال توفير الفرص للكتاب والأدباء للمشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية والتعاون مع الكتاب والأدباء من دول أخرى.  وتعد مؤلفات صنع الله إبراهيم سرداب ضخما مزدحما بالمشاعر والاحداث والصراعات وتحدق فيما كان واقعا جميلا كان أو مريرا ،ومن أبرز ما كتب الروائي العربي المصري صنع الله إبراهيم رواية(.  اللجنة)  (1981)  رواية يمتزج موضوعها   بالسياسة والسلطة والعلاقات بين الحاكم والمحكوم. تعتبر واحدة من أهم أعمال صنع الله إبراهيم الأدبية. (وذات)  (1992) رواية تناقش موضوعات الهوية والذات والعلاقات الإنسانية والاجتماعية ومدي قدرة انفصال الانسان عن ذاته وموطنه ،وقد حولت لعمل درامي تلفزيوني تعتبر هذه الرواية واحدة من أهم الأعمال الأدبية التي تتناول موضوعات الهوية والذات في الأدب العربي. ثم رواية( شرف) (1997) وتبحث في موضوع الشرف والكرامة والعلاقات الإنسانية. تعتبر هذه الرواية واحدة من أهم الأعمال الأدبية التي تتناول موضوعات الشرف والكرامة في الأدب العربي و.(برلين 68،) رواية تجسد موضوعات الثورة والحرية والعلاقات الإنسانية،  ثم  مجموعة قصصية بعنوان (تلك الرائحة) رواية شديدة الجرأة والشجاعة أذهلت الكثيرين وأغضبتهم(1966)  تتناول موضوعات السياسة والاجتماع والعلاقات الإنسانية ورواية نجمة أغسطس (1974)اكثر الاعمال الفنية وهي ثاني عمل لصنع الله إبراهيم .وقيل عنها " لو قدر لها أن تبلغ غايتها لاصبحت علامة من علامات التجديد في الرواية العربية" وتعد والرواية صورةً حية ونابضة لبناء السد العالي؛ الحدثِ الأهم في تاريخ مصر الحديث؛ ويحكي فيها عن . "مهندس يأتي إلى السد ويترك فَتاتَه الثَّرِية في القاهرة على مَضض، ويوشك أن يعود إليها بعد أن عجَز عن احتمال الحر والإرهاق والوَحْشة، لكن العمل ما يلبث أن يغيِّره، فيترك الفتاة ويستقر في أسوان السد" ومؤلفة كتاب  (يوميات الواحات) ،وكتاب  (أمريكا على مائدة الطعام) (2002)و  (العمامة والقبعة) . إضافة لروايته بالغة الحساسية (التلصص) التي قدم فيها أيضا تجربة لغوية مهمة جدا بالجمل الفعلية التي لا وجود فيها لزمن الأفعال سوى المضارع.ورواية  (وبيروت بيروت)، محاولا تقديم تفسير للغز اللبناني الطائفي وتعقيده،والعديد من المؤلفات فائقة الابداع. ونال العديدَ من الجوائز العربية المهمة، مثل «جائزة ابن رشد للفكر الحر» عام ٢٠٠٤م، ولكن فى عام 2003، رفض صنع الله إبراهيم استلام جائزة الرواية العربية، وقال: "فى الوقت االذي يخلو   فيه أمة لا حاضر لها ولا مستقبل، وفى الوقت الذي  فيه إسرائيل تجهز على ما تبقى من الأراضى الفلسطينية ،وسفيرها آمن فى مصر، وفى الوقت الذي يوجد   فيه السفير الأمريكى فى القاهرة، ويحتل حيًا بالكامل وينشر جنوده فى كل شبر من الوطن، وفى الوقت الذي تتفرج فيه الحكومات العربية على المجازر التى تحدث في العراق وفلسطين ولا تصنع حيالها شيئًا، أرفض قبول هذه الجائزة لأنها صادرة عن حكومة غير قادرة على منحها".

 صنع الله رفض مبلغاً كبيراً وهو قيمة جائزة الرواية العربية وبالتأكيد كان فى حاجة لهذا المبلغ ولكنه فضل أن يقول رأيه الحر بأعلى صوت حرصاً على الحرية ومستقبلها. منذ ذلك التاريخ الذى مر عليه الآن ٢٢ سنة والكثيرون يحملون كل التقدير لصنع الله على هذا الموقف الشجاع بجانب تقديرهم لعمله الأدبى.

وتسلم (جائزة كفافيس للأدب) عام ٢٠١٧م فصنع الله ابراهيم،  كاتب طليعى سباق، مِن ضمن مَن انشغلوا بالقضايا الإنسانية،وإنتاجه غزير متنوع بين التوثيق والجمال والجرأة، سعى إلى تطوير الرواية العربية من خلال التجريب، ويعد ظاهرة أدبية خاصة مستقل وبعيد عن الدوائر الرسمية.

ولعل العبارة التي ذكرها صنع الله إبراهيم "لو كان يوسف السباعي قد مدح إحدى رواياتي وقال عنها إنها رواية جيدة كنت سأنتحر" تعبر عن عدة نقاط وإن كان المعني في بطن الراوي -و يمكن تفسيرها كما يلي:

الاختلاف في الرؤية الأدبية يوسف السباعي كان كاتبًا وروائيًا مصريًا مشهورًا، وله أسلوب أدبي مختلف عن صنع الله إبراهيم. يمكن أن يكون صنع الله إبراهيم يرى أن مدح يوسف السباعي لروايته سيكون دليلًا على أن روايته لا تتوافق مع رؤيته الأدبية الخاصة. أو الرفض للمديح غير المبرر يمكن أن يكون صنع الله إبراهيم يرفض المدح غير المبرر أو غير الصادق، ويرى أن مدح يوسف السباعي لروايته دون أن يفهمها أو يقدرها حق قدرها سيكون أمرًا غير مقبول.أو التعبير عن الاستقلالية الأدبية يمكن أن يكون صنع الله إبراهيم يريد أن يؤكد على استقلاليته الأدبية وعدم تأثره بالآراء الخارجية، ويرى أن مدح يوسف السباعي لروايته سيكون تهديدًا لاستقلاليته الأدبية.

 أو الاسلوب التهكمي يمكن أن يكون صنع الله إبراهيم يستخدم أسلوبًا تهكميًا ليعبر عن عدم رضاه عن المدح غير المبرر أو غير الصادق، ويرى أن الانتحار في هذه الحالة سيكون رد فعل مبالغًا فيه ولكنه يعبر عن مدى رفضه للمدح غير المبرر هذه بعض التفسيرات المحتملة للعبارة التي ذكرها صنع الله إبراهيم، والتي تعكس رؤيته الأدبية والفكرية.

واصنع الله إبراهيم في  السياسية آراء مختلفة  أنه بعد  شهر واحد من قيام ثورة 30 يونيو، دعى صاحب رواية "أمريكانلى" إلى ترشح عبدالفتاح السيسى، وقال عن موقفه من 30 يونيو: "تدخله ممتاز، وهو ما تؤكده خطاباته التى تتميز بالدقة والنظرة العلمية والبعد عن الترهل فى الكلمات، فهو محدد وموضوعى، وأعتقد أنه مكسب للحياة السياسية المصرية، ولهذا فأرى أن فكرة ترشيح السيسى لانتخابات الرئاسة حق أصيل له".

صنع الله إبراهيم، مثل أي أديب عاصر حقب زمنية مختلفة  ، كان ولا بد أن تتأثر  حياته النفسية بعدد من العوامل والظروف التي ساهمت في تشكيل شخصيته وآرائه وأدبه ككاتب روائي له طابعه ومذهبه الخاص .ومن  أهم الأسباب  الاعتقال السياسي الذي  تعرض له  صنع الله إبراهيم  في مصر في الستينيات، مما أثر على حياته النفسية والاجتماعية، ومن  ثم الضغوط السياسية التي  عاشها صنع الله إبراهيم في فترة من الفترات السياسية الصعبة في مصر والعالم العربي، مما أثر على حريته في التعبير عن آرائه وأفكاره.والتحديات  الثقافية التي واجهته والتحديات     الاجتماعية في مجتمعه، مما أثر على رؤيته للعالم وآرائه حول الثقافة والهوية.ناهيك عن الصراعات الداخلية التي واجهته بين آرائه السياسية والفكرية وبين الواقع السياسي والاجتماعي في مصر والعالم العربي.وأخيراالتأثيرات الأدبية والفكرية  تأثر صنع الله إبراهيم بالعديد من الأعمال الأدبية والفكرية التي قرأها، مما أثر على رؤيته للعالم وآرائه حول الحياة والمجتمع.