انا ملقتش بلد أنا لقيت اي حاجة قالولي خد ديه ! كلمات جائت علي لسان رئيس مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي اثناء كلمته في حديثه بعد انتهائه من كلمته الرسمية التي ألقاها خلال الندوة التثقيفية الخاصة "بيوم الشهيد" كما وجه كلامه للمصريين بقوله لم أغامر ،، لا أنا ولا الحكومة بكم ولم أتخذ أي قرار يضيع مصر ! عن اي حكومة تتحدث يا سيدي ؟! انها حكومة المغامرات حرفيا ،، و مصر لا يجب أن يقال عليها ديه ،، ايضا استوقفني قول الرئيس : عمري ما وعدتكم أن الموضوع هيخلص في سنة ولا 2 ولا 10 ! و طبعا هو وعدنا لكن على ما يبدو انه قد نسي و على اية حال قد اعتادنا علي ان يخرج الرئيس عن النص المكتوب بكلمات و جمل مثيرة للجدل و لكن هذه المرة كانت الاعنف و تصدرت عبارة خد ديه منصات التواصل الاجتماعي خصوصا منصة اكس تويتر سابقا و قامت الدنيا و ما قعدت ،، و مع اعتراضي علي هذه العبارة و لم أتجاوزها لكنها ليست بأهمية بمكان في ظل ما يحدث في غزة و ما يعانيه اخواننا من قتل و تدمير و تجويع و صمت عربي بالغ القسوة تجاه الفلسطينيين علي المستوي الرسمي و الشعبي العربي !
و علي ما يبدو ان الأزمات الاقتصادية الطاحنة أدت إلى أزمات اخلاقية طاحنة و اصبح إدراكنا للأشياء غير مكتمل لانه و ببساطة شديدة ما يحدث في غزة غير منفصل عما يحاك من أزمات و إغراق فى الديون و بيع الأصول و انهيار العملة المحلية و غيرها ! كلها أدوات تعجيزية ليس الغرض منها تركيع مصر و إجبارها علي تنفيذ صفقة القرن و بيع القضية الفلسطينية فقط بل الغرض منها بيع كل القضايا و كل المقدرات كما خطط لها كيان يطمع فيما هو اكثر من غزة و ارض فلسطين و وطن بديل فى سيناء ! كيان لقيط يحلم بدولة إسرائيل العظمي من الفرات الي النيل و لا يخجل من قولها سرا و علانية ،، كيان غير شرعي له أعواناً من الخونة لا يخجلون ايضا من التنسيق و التطبيع و التفاهم معه ! و ما أريد تسليط الضوء عليه هنا اننا لا يجب ان نتفاعل مع قضية الاحتلال الاسرائيلي كما نتفاعل مع عبارات الرئيس و تمر علينا الايام و الأسابيع في جدل و تكرار و تفنيدات لوعود الرئيس السابقة و مقارنتها بكلامه اليوم و نظل في هذه الحالة التي علي ما اظن انها عز الطلب طالما لم تخرج عن كونها فضفضة علي مواقع التواصل الإجتماعي او كما قالها الرئيس ذات مرة بطلوا هري يا مصريين ! نعم لا استطيع تجاوز ما قاله الرئيس السيسي (قالولي خد ديه ) و لكن الأكثر منه لا استطيع تجاوز قفل المعابر و تجويع الشعب الفلسطيني و الاكتفاء بالدعاء لهم خصوصا و نحن في شهر رمضان و كلنا نعلم ان من مقاصد صيام شهر رمضان تفعيل التكافل و التضامن و اعانة المحتاجين و سد رمق الفقراء و المساكين و تقديم يد العون لذوي الاحتياجات و الأيتام و المرضى و العاجزين و التاريخ لن ينسى ان غزة كانت تتضور جوعا دون رحمة و كل ما فعلته الشعوب العربية كان وسم غزة في القلب علي منصات التواصل الإجتماعي ! منتهي العجز
اما العجز الاخر كان دولياً في صورة الإنزالات الجوية المحدودة التي نفذتها بعض الدول مؤخرًا في غزة لإيصال المساعدات الغذائية إلى المنكوبين و من بينها الولايات المتحدة الأميركية و بعض الدول الأوروبية و العربية بما فيها مصر و الأردن ! وجهٌ آخر لفشل المجتمع الدولي و نفاقه في إظهار استجابة إنسانية لهذه الكارثة الإنسانية و استعراض سخيف و مهين و هذا العجز الدولي غير المبرر يسير بالتوازي مع دعم غير مبرر للكيان المحتل بالأسلحة و العتاد العسكري و الأمني و الاقتصادي و الاستخباراتي و فشل في الضغط على إسرائيل لفتح المعابر البرية لتمرير المساعدات و فشل فى الضغط عليها لوقف حرب الإبادة ضد المدنيين في غزة و اصبح المواطنون الفلسطينيون يموتون اما بالقنابل أو بالمساعدات عندما تسقط فوق رؤوسهم و حينما يستطيعون الوصول إلى المساعدات يتم قصفهم من جيش الاحتلال و حدث و لا حرج عن الإخفاق فى بعض عمليات إنزال المساعدات التي تمت في البحر او في مناطق المستوطنات الاسرائيلية خارج غزة و لا غرابة كون عمليات الإنزال الجوي تجري بالتنسيق مع الاحتلال ! و لا غرابة ان اكتفت أمريكا بتصريحات من نوع انها لن تدعم عملية عسكرية في رفح دون تخطيط إسرائيل للتعامل مع النازحين و لم تقل لنا أمريكا او إسرائيل إلى أين يذهب مليون ونصف نازح لا يستطيعون العودة إلى الشمال و الجنوب مازال مشتعل ؟!