هناك ثلاث نقاط مهمة سيطرة على لعبة كرة القدم ترافقت مع عصر العولمة مع انها قد لا تعد من تجلياتها :-
1- ظاهرة التشجيع العالمي حيث اثبت ( كلاسيكو الأرض ) بين البرشا والريال بانه يهيمن على مقدرات اغلب مشجعي الكرة على ظهر المعمورة وما يمثله ذلك من وسط ذهبي ينبغي ان يكون تحت السيطرة ويتحكم في توجهاته بشكل امثل .
2- مكاتب المراهنات بلغت مليارات الدولارات خلال مدد محدودة وبطولات معينة أصبحت ارقامها المهولة افضل من واردات تجارة المخدرات او بيع النفط والسلاح .
3- في ظل تطور تقنيات التواصل والسوشل ميديا تحديدا فان جمهور اللعبة امتد وشمل جميع بلدان العالم وارتفع تعداده بارقام مليارية تحول فيها الى اداة متيسرة للحرب الناعمة ومقتضياتها .
في آخر بطولات كاس العالم ظهرت تقنية ( الفار ) التي تمثل مجموعة كاميرات تحصر في استوديو مركزي تدار من قبل اشخاص تقنيين مهمتهم المعلنة مساعدة الحكم لتحقيق العدالة - كما يسموه – في اتخاذ القرارات المصيرية . مع ان الشعار براق وتمكن من تمريره خلال سنوات خلت .. الا انه اخفق في أداء مهامه المعلنة فضلا عن كونه خلق أجواء غير معتادة في عالم المستديرة ..
فمن جهة سحب بساط السيادة من الحكم الذي ما زال يجري ويطلق صفاراته ويرفع انذاراته امام الملأ بحدة وانفعال لا يجد نفعا بحجب حقيقة تحويله الى مجرد أداة تنفذ ما يملى عليه من قبل حكام الفار في اهم القرارات وأكثرها حساسية وتاثير على مجرى المباراة والتحكم بنتائجها النهائية بل وبجميع مخرجاتها في سياق البطولات . اذ لم يعد يسجل هدف شرعي الا بعد مصادقة لجنة خفية قابعة بزاوية تاخذ تعليماتها من جهة أخرى هي من تتحكم في شرعية القرارات واتخاذها وان بدى الحكم ينفذها .
كما ان منظومة العدالة هذه ( وفقا لفلسفة التشريع التي جاءت بها ) قتلت الكثير من متعة المباريات بل اثرت تاثيرا خطير على نفسية اللاعبين والمدربين والجماهير والاعلام ... وغيرت مجرى مباريات كاملة جراء قرار مركزي واحد او مجموعة قرارات ثانوية .
هذه الحقائق والمتغيرات الحاضرة على الأرض والماثلة بين اليدين بما لا يقبل الشك لا يمكن تجاهلها من العقل الرسمالي الذي يفكر بما يعزز سطوته ويؤمن مستقبله الاستراتيجي .. فاصبح من غير المعقول ان تترك الأموال والمصالح التي تمثلها كرة القدم فضلا عن الراي العام ودوره وخطورته المعهودة بيد ( الحكم ) فهو انسان مهما تحلى بالمهنية ودقة التركيز وقوة الشخصية فان صافرة واحدة منه قد تطيح بالمليارات وتفند المشاريع وتفشل الخطط وتهدد المستقبل ..
ذلك وغيره .. وتحت شعار الحاجة ام الاختراع تحركت عقليات البديل الصناعي لخلق تقنيات احدث بقوة جذب اكبر وبقدرة سيطرة احكم فضلا عما يعززه رفع شعار تحقيق العدالة ورد المظالم ( بمفارقة مضحكة ) هي آخر ما يفكر به العقل الرسمالي .
هنا تحديدا تم سحب سيادة الساحة من حكام كرة القدم ومنحها الى جهات أخرى تتحكم بقيادة الجهاز الذي يدير الفار ويظهر لقطات الفيديو كما يريد هو وليس كما يعتقد حكام الفار وحكما الساحة او كما يظن ويعتقد او يتغافل الراي العام .