اللواء أشرف فوزى :الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد بزرع الجواسيس فى إسرائيل.. تل بيب تمنحنا شهادة التفوق بفضل الشوان والهجان.. والعطفى وهبة سليم وعزام والفيلالى علامات للسقوط فى الهاوية

اللواء أشرف فوزى :الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد بزرع الجواسيس فى إسرائيل.. تل بيب تمنحنا شهادة التفوق بفضل الشوان والهجان.. والعطفى وهبة سليم وعزام والفيلالى علامات للسقوط فى الهاوية
اللواء أشرف فوزى :الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد بزرع الجواسيس فى إسرائيل.. تل بيب تمنحنا شهادة التفوق بفضل الشوان والهجان.. والعطفى وهبة سليم وعزام والفيلالى علامات للسقوط فى الهاوية
 
 
فصول مثيرة شهدتها الحرب الذكية بين القاهرة وتل أبيب للحصول على معلومات حيوية، فى الجانب العسكرى أو الصناعى أو المدنى، وبقدر ما نجحت إسرائيل فى زرع العديد من جواسيسها فى نسيج المجتمع المصرى من خلال استغلال نقاط الضعف تجاه المال أو الجنس أو المخدرات، استطاع جهاز المخابرات المصرية توجيه ضربات قوية إلى رجال الموساد، وزرع بدوره رجاله فى المراكز المهمة داخل الجيش أو فى مفاصل المجتمع أو بين تجمعات الصهاينة المؤيدين لإسرائيل فى العواصم المختلفة، بعضهم انتهت مهامهم وتم الكشف عن بطولاتهم مثل أحمد الهوان ورفعت الجمال وسامية فهمى ورفعت الأنصارى، إلا أن البعض الآخر ما زال سطورا فى ملفات «سرى للغاية» بأرشيف جهاز المخابرات، ينتظرون اللحظة المناسبة لإبراز خدماتهم التى أسندوها للوطن
 
 
 
 أحمد الهوان
صانع الألعاب
كانت أجهزة الأمن الإسرائيلية تراهن كثيرا على جمعة الشوان واسمه الحقيقى، أحمد محمد عبدالرحمن الهوان، خاصة بعد تدريبه من قبل المخابرات المصرية على طرق التعامل مع مسؤولى المخابرات الإسرائيلية حتى يصبح من أهم العملاء الذين تعتمد عليهم تل أبيب. وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجة الموساد إلى الدور الذى يلعبه «الهوان» وسرعة إرسال المعلومات، ولذلك قرر إعطاءه أحدث أجهزة الإرسال فى العالم، الذى كان إحداها بالفعل موجودا بمصر، ولم تستطع المخابرات القبض على حامله، وهنا قرر الهوان بعد التنسيق مع رجال المخابرات المصرية، الذهاب إلى تل أبيب للحصول على الجهاز، وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذى تدرب عليه جيدا قبل سفره على أيدى رجال المخابرات، مما جعله ينجح فى خداعهم ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه فى ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما فى مصر.
وبمجرد وصوله لمصر وفى الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال، وبعد هذه اللحظة انتهت مهمة أحمد الهوان.
 
 
 
 أشرف مروان
الرجل الغامض
أشرف مروان من أبرز العملاء المصريين وأكثر الجواسيس جدلا فى تاريخ الجاسوسية بين مصر وإسرائيل، لما عرف عنه بأنه كان عميلا مزدوجا حيث قدم لمصر وسوريا معلومات خطيرة جدا عن إسرائيل، وفى المقابل تقول إسرائيل إنه قدم إليها معلومات عن مصر.
اهتمت الصحف الإسرائيلية اهتماما كبيرا بوفاة أشرف مروان واتهامه بأنه عميل مزدوج، فقد ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» فى تقرير سابق لها «إن هناك غموضا يكتنف وفاة مروان»، ووصفته بأنه كان عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، وأنه كان يخشى على حياته منذ أن كشفت إسرائيل عام٢٠٠٣ أنه عميل كبير للموساد. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن أشرف مروان عميل مزدوج أفشل تل أبيب فى حرب أكتوبر، وأيا كانت الأسباب وراء موته فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية فى إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة.
وكان الجنرال إيلى زيرا، الذى تم إبعاده من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد فشل تل أبيب فى التنبؤ بالحرب عليها، قد كتب فى كتاب له صدر عام١٩٩٣، أن إسرائيل فوجئت بالحرب لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج، غير أنه لم يذكر اسمه فى ذلك الكتاب، لكن الصحافة الإسرائيلية قامت بالإشارة إلى اسم أشرف مروان بعد ذلك 
 
 
 
 رفعت الجمال
نجم الجاسوسية
يظل الجاسوس المصرى «جاك بيتون» أو «رأفت الهجان» أو «رفعت الجمال» والاسم الأخير هو اسمه الحقيقى هو نجم نجوم حرب الجاسوسية بين مصر وإسرائيل حتى الآن، حيث نجح فى خداع إسرائيل على مدى ١٩ عاماً كاملة، تمكن خلالها من اختراق المجتمع الإسرائيلى بكل فئاته وطوائفه وطبقاته، وتكوين شبكة كبيرة للتجسس داخل إسرائيل لحساب مصر.. وبعد انتهاء المهمة الصعبة المكلف بها، نقل نشاطه التجارى إلى دولة ألمانيا، وهناك توفاه الله. ولم يضع «رأفت الهجان» مصر فى موقف حرج لكى تسعى لمبادلته بجاسوس آخر.. فقد أفلت من قبضة الموساد.. ولم تعرف إسرائيل حقيقته إلا بعد سنوات من وفاته، وتحديداً عام ١٩٨٨.
وكان اسم «رأفت الهجان» هو الاسم الذى أطلقة عليه الروائى صالح مرسى فى روايته عنه وفى المسلسل الذى حمل اسمه وذلك بديلا لـ«رفعت على سليمان الجمال» ابن دمياط، الذى ارتحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام١٩٥٤ حاملا روحه على كفه، وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية أن تثبت عمليا كذب أسطورة التألق التى تدعيها إسرائيل لجهاز مخابراتها، وفور إعلان القاهرة لهذه العملية المذهلة طالبت الصحفية الإسرائيلية «سمادر بيرى»، فى موضوع نشرته بجريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية - آيسر هريتيل مدير المخابرات الإسرائيلية فى هذا الوقت، بنفى ما أعلنته المخابرات المصرية، وأكدت لمدير المخابرات الإسرائيلية أن هذه المعلومات التى أعلنتها القاهرة تثبت تفوق المخابرات العربية المصرية فى أشهر عملية تجسس داخل إسرائيل ولمدة تقرب من العشرين عاما. واستهدفت الصحفية من نشر هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة، حقيقة ذلك الرجل الذى عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو ١٩٦٧ وكان له دور فعال للغاية فى الإعداد لحرب أكتوبر ١٩٧٣ بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف، كما أنه كون إمبراطورية سياحية داخل إسرائيل، ولم يكشف أحد أمره. وجاء الرد الرسمى من جانب المخابرات الإسرائيلية: أن هذه المعلومات التى أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هى إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد.. وأن على المصريين أن يفخروا بنجاحهم!. وبينما يلهث الكل وراء أى معلومة للتأكد من الحقيقة عن هذا المجهول المقيد فى السجلات الإسرائيلية باسم «جاك بيتون» بصفته إسرائيليا ويهوديا، نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية موضوعا موسعا بعد أن وصلت إلى الدكتور «إيميرى فريد» شريك الجمال فى شركته السياحية «سى تورز» وبعد أن عرضوا عليه صورة الجمال التى نشرتها القاهرة شعر بالذهول، وأكد أنها لشريكة «جاك بيتون» الذى شاركه لمدة سبع سنوات وأنه كان بجواره مع جمع كبير من صفوة المجتمع الإسرائيلى عندما رشح لعضوية الكنيست الإسرائيلى ممثلا لحزب «مباى» الإسرائيلى «حزب عمال الأرض» ولكنه لم يرغب فى ذلك. وفور أن فجرت «جيروزاليم بوست» حقيقة الجاسوس المصرى وأنه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين، كما ادعى مدير الموساد، حصلت الصحيفة أيضا على بيانات رسمية من السجلات الإسرائيلية بأن «جاك بيتون» يهودى مصرى من مواليد المنصورة عام١٩١٩ وصل إلى إسرائيل عام١٩٥٥ وغادرها للمرة الأخيرة عام١٩٧٣، وأضافت الصحيفة بعد التحرى أن «جاك بيتون» أو رفعت الجمال رجل الأعمال الإسرائيلى استطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات فى إسرائيل منها: جولدا مائير رئيسة الوزراء، وموشى ديان وزير الدفاع، وخلصت الصحيفة إلى حقيقة ليس بها أدنى شك، وهى أن جاك بيتون ما هو إلا رجل مصرى مسلم دفعت به المخابرات المصرية إلى إسرائيل واسمه الحقيقى «رفعت على سليمان الجمال» من أبناء مدينة دمياط بمصر.
 
 
 سامية فهمى
المناضلة الوطنية
سامية فهمى سافر خطيبها ماريو لإيطاليا فاستقطبه الموساد الإسرائيلى ليعمل معهم كجاسوس عقب نكسة٦٧ فحاول دفع خطيبته سامية لذلك، فرفضت وفضلت التعاون مع المخابرات المصرية للإيقاع بماريو وشبكة التجسس التى يعمل معها، حتى استطاعت أن توقع بخطيبها وتكشف للمخابرات المصرية عن أكبر شبكة تجسس إسرائيلية فى إيطاليا تجند المصريين والعرب لصالح التجسس على مصر وسوريا.
 
 
 
 كيبورك يعقوبيان
الأرمنى الوطنى
«كيبورك يعقوبيان» أو يتسحاق كوتشـك ولد فى مصر عام١٩٣٨ لعائلة أرمنية، ودرس فى المدارس المصرية وعند بلوغه سن العشرين توفى والده وأصبح العائل الوحيد للأسرة، فتوقف عن الدراسة وعمل بالتصوير حتى يستطيع توفير المال لأسرته. وعلى الرغم من عدم إكمال تعليمه فإنه كان يتحدث أربع لغات بخلاف اللغة العربية وهى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والتركية، وتم تجنيده بواسطة المخابرات العامة المصرية لزرعه داخل إسرائيل وتم تدريبه وإعداده لمدة عام كامل اشتملت على إجراء عملية ختان له، حيث إن اليهود يختنون ولم يكن هو كذلك، وأعطى هوية جديدة باسم «يتسحاق كوتشك» يهودى من مواليد عام١٩٣٥ فى اليونان، وسافر إلى البرازيل بناء على الخطة الموضوعة من جانب المخابرات المصرية فى شهر إبريل عام١٩٦٠ بحرا وبعد وصوله إلى البرازيل بشهرين اندمج مع الجالية اليهودية فى سان باولو، وفى نهاية عام ١٩٦١تقدم إلى مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلى إسرائيل وتم قبول طلبه وأبحر من البرازيل إلى إسرائيل عن طريق إيطاليا ووصل ميناء حيفا فى منتصف عام١٩٦١.
بعد انتهاء دراسته للغة العبرية فى إحدى الكيبوتسات طلبت المخابرات المصرية منه أن يتجند فى الجيش الإسرائيلى، وبالفعل تم تجنيده فى سلاح النقل لجيش الدفاع الإسرائيلى، وتدرب على قيادة سيارات النقل الثقيلة فى قاعدة عسكرية فى منطقة بيت نبالا بالقرب من مدينة اللد، ثم عين سائقا لأحد الضباط الكبار فى قيادة الدفاع المدنى وهو العقيد «شمعيا بكنشتين»، ومن خلال وجوده فى جيش الدفاع الإسرائيلى أرسل كما هائلا من المعلومات المهمة إلى المخابرات المصرية، ونظرا لخبرته السابقة كمصور، قام بتصوير أهداف عسكرية مهمة كما ورد فى الكتاب الإسرائيلى وباعتراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التى اضطرت لإجازة طبع الكتاب.
قبض على «يتسحاق كوتشك» بعد عدة سنوات من العمل مع المخابرات المصرية وأثناء محاكمته وصفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنه حوت ضخم لا يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القبض على العديد مثله، وتم الحكم عليه بالسجن ثمانية عشرة عاما، قبل أن تتم مبادلته بثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية بدون إذن.
 
 
شموئيل سامى باروخ المعلومات مقابل المال
رجل أعمال إسرائيلى ولد فى عام١٩٢٣ بمدينة القدس بالحى القديم والده صيدلى والعائلة ثرية تعيش فى الحى اليهودى بالقدس منذ مدة طويلة، درس فى البلدة القديمة بالقدس، ثم درس فى المدرسة الزراعية بمنطقة برديس حنا ثم انتقل للدراسة فى كلية سانت جورج التابعة للكنيسة الإنجليكانية، ثم أنهى دراسته فى معهد النسيج بمدينة مانشستر فى بريطانيا، وفى عام١٩٥٨عاد إلى إسرائيل مع زوجته وعمل كناشط سياسى، حيث انضم إلى حركة سياسية جديدة فى ذلك الوقت تدعى «إسرائيل الشابة»، وتم تعيينه رئيسا للجنة المالية للحركة، وكانت هذه الحركة تعد نفسها للاشتراك فى الانتخابات السادسة للكنيست الإسرائيلى، وكان «باروخ» يرغب بشدة فى دخول الكنيست كعضو منتخب، وبعد إفلاسه فى عام ١٩٦٣ قرر السفر وعائلته إلى سويسرا فى محاولة لتوفير سيولة مالية بشكل أو بآخر، حتى يعود لبدء نشاطه مرة أخرى فى إسرائيل، ووصل بالفعل إلى جنيف وأقام وأسرته لدى أحد أقاربه هناك، وعلمت المخابرات العامة المصرية بوجوده فى جنيف وبتفاصيل حياته بالكامل، ومنها حالته المالية المتدهورة، وتم تجنيده للعمل لصالح مصر من داخل إسرائيل، ورجع إلى إسرائيل هو وأسرته وقدم معلومات اقتصادية وسياسية مهمة من خلال اتصالاته ومعارفه لعدة سنوات، إلا أن رعونته وثقته الزائدة فى نفسه أدت إلى القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر عاما، أمضى منها ١٠سنوات ثم أفرج عنه خلال عفو لبعض السجناء وترك إسرائيل وسافر لإحدى الدول الأوروبية التى يعيش بها حتى اليوم.
 
 
 عبدالرحيم قرمان
العين الثاقبة
ولد عام ١٩٣٨ لإحدى العائلات العربية الثرية والمحترمة فى مدينة حيفا وكانت عائلته معروفة خلال الانتداب البريطانى بأنها عائلة محترمة ومعتدلة، وجاء ثراء هذه العائلة نتيجة امتلاكهم أراضٍ كثيرة فى مناطق الجليل الغربى ومدينة الكرمل، تلقى تعليمه فى المدرسة الثانوية فى حيفا وغادر قريته فى نهاية الخمسينيات وسافر إلى أوروبا، وتعرف على شابة فرنسية تدعى «مونيك» وتزوجها بعد أن أسلمت وعادا معا إلى إسرائيل، وفى عام ١٩٦٧ غادر ومعه زوجته إلى فرنسا مرة أخرى من أجل تبنى ولد من أحد مخيمات اللاجئين فى الدول العربية، وتعرف على أحد المصريين الذى قدمه إلى أحد ضباط المخابرات العامة فاستطاع بعد فترة أن يجنده ويدربه للعمل لصالح مصر، وكلف بمهام مهمة للغاية، حسبما جاء بكتاب الجواسيس الإسرائيلى، منها تصوير سفن سلاح البحرية الإسرائيلى فى حيفا، وتصوير الصواريخ من طراز «جبرائيل» التى تطلق من البحر على أهداف بحرية، وكانت هذه الصواريخ من الأسرار العسكرية المهمة فى جيش الدفاع الإسرائيلى، كما كلف باختبار ملاءمة طريق حيفا عكا لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية وقت الطوارئ، ومحاولة التقرب من اليهود، خاصة الذين يسافرون كثيرا للخارج، مع التركيز على العاملين فى القوات الجوية الإسرائيلية، وفى ربيع عام١٩٦٩ نجح قرمان فى تجنيد عميل جديد للمخابرات المصرية بناء على التعليمات الصادرة له، وجند توفيق فياض بطاح البالغ من العمر ثلاثين عاما، ويعمل موظفا فى جمارك ميناء حيفا، حيث رؤى ضرورة وجود أحد العملاء بصفة دائمة داخل الميناء لمراقبة القطع البحرية الإسرائيلية والإبلاغ عن كل المعلومات والتفاصيل عنها، وهو الأمر الذى تم بنجاح حتى نهاية عام ١٩٧٠وقبض عليهما لعدم اتباعهما تعليمات الأمن المستديمة، وحكم على قرمان بالسجن لمدة اثنى عشر عاما واستأنف الحكم أمام محكمة العدل العليا التى حكمت عليه بستة عشر عاما بزيادة أربعة أعوام عن الحكم الأول، أما توفيق بطاح فحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وظلا بالسجن لمدة أربعة أعوام، وقامت المخابرات العامة المصرية بتبادلهما، ومعهما آخران عام١٩٧٤مقابل مبادلة الجاسوس الإسرائيلى «باروخ زكى مزراحى» ثم قررا السفر إلى إحدى الدول الأوروبية للإقامة بها.
 
 
 هبه سليم
الصعود للهاوية
هبة عبدالرحمن سليم عامر، وخطيبها المقدم فاروق عبدالحميد الفقى، الجاسوسة التى بكت من أجلها جولدا مائير حزناً على مصيرها، بعدما وصفتها بأنها «قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل»، وعندما جاء «هنرى كيسنجر» وزير الخارجية الأمريكى ليرجو الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتخفيف الحكم عليها، كانت هبة تقبع فى زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الأمريكى، و تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة فى طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التى باعت مصر ليس من أجل المال أو الجنس أو العقيدة، ولكن بعد أن تعرضت لعملية غسيل مخ، أوصلتها إلى إمداد تل أبيب بمواقع بطاريات الصواريخ الروسية الجديدة المضادة للطائرات، عبر خطيبها المقدم فاروق.
 
 
 على العطفى
جاسوس فى قصر الرئاسة فى عام ١٩٧٢
تقول بيانات الجاسوس إن اسمه «على خليل العطفى» من مواليد حى السيدة زينب فى القاهرة عام١٩٢٢، الذى ارتبط من خلال عمله بشبكة علاقات قوية بكبار المسؤولين فى مصر، وكان فى مقدمة أصدقائه السيد كمال حسن على أحد من تولوا رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئاسة الوزراء فى مصر، وكان طريقه لتلك الصداقات صديق عمره الكابتن عبده صالح الوحش نجم النادى الأهلى فى ذلك الحين، والمدير الفنى للمنتخب الكروى المصرى وقتها، الذى جعله المشرف على الفريق الطبى للنادى الأهلى، فتعددت علاقاته، حتى أصبح المدلك الخاص لرئيس الجمهورية بدءاً من عام ١٩٧٢.
أحيل العطفى إلى محكمة أمن الدولة العليا فى القضية رقم  لسنة١٩٧٩، حيث أصدرت حكمها عليه بالإعدام شنقًا، لكن الرئيس السادات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة١٥سنة فحسب، ورفض الإفراج عنه أو مبادلته رغم الضغوط السياسية التى تعرض لها وقتها من رئيس الوزراء الإسرائيلى «مناحم بيجن» الذى تعددت لقاءاته بالسادات خلال تلك الفترة، وهما يعدّان لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل.
 
 
الجاسوس شريف الفيلالى
قضية الجاسوس «شريف الفلالى» من أشهر قضايا التجسس لصالح إسرائيل، حيث سافر عام١٩٩٠ لاستكمال دراسته العليا بألمانيا، وخلال إقامته بها تعرف على سيدة ألمانية يهودية تدعى إيرينا قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية، الذى ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيداً لإرساله للعمل فى إسرائيل.
وعندما فشل الفيلالى فى تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوج من امرأة يهودية مسنة، ثم تعرف على «جريجوى شيفيتش» الضابط بجهاز المخابرات السوفيتى السابق والمتهم الثانى فى القضية، وعلم منه أنه يعمل فى تجارة الأسلحة، وكشف له عن ثرائه الكبير، ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وبمعلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحى وزراعى بمساعدة ابن عمه «سامى الفيلالى» وكيل وزارة الزراعة، ووافق «الفيلالى» وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد، إلى أن نجح رجال المخابرات المصريون فى القبض عليه، وكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام ٢٠٠٠ وحكم عليه بالسجن ١٥ عاما.
 
 
 سمير عثمان
الجاسوس العائم
اعتقلت السلطات المصرية الجاسوس سمير عثمان فى أغسطس١٩٩٧، حيث سقط فى يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة غوص، وكانت مهمة عثمان التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد، واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام١٩٨٨ على يد ضباط المخابرات الإسرائيلية بعد أن ترك عمله فى جهاز مصرى إستراتيجى.
وكشف عثمان خلال التحقيق معه عن أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ثم إلى إسرائيل، وأن الموساد جهز له٤جوازات سفر كان يستخدمها فى تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات مهمة وأدوات خاصة تستخدم فى عمليات التجسس.
 
 
عودة الترابين وأزمة التبادل
تعود أصول الجاسوس «عودة سليمان الترابين» لقبيلة بدوية من أكبر القبائل الفلسطينية التى تمتد فى سيناء وحتى صحراء النقب الغربى، وكان والده جاسوسًا أيضا يعمل لصالح تل أبيب، ولكنه كان خاملا ولم ينشط إلا فى أوقات محددة، حيث كان يراقب تحركات الفدائيين والمقاومة، وعندما شعر بأن الأجهزة المصرية تتابعه هرب من مصر عام١٩٩٠ لإسرائيل ومعه ابنه «عودة الترابين» الذى كان يتسلل إلى سيناء عبر الحدود لجمع المعلومات ثم يعود مرة أخرى، حتى تم ضبطه عند تسلله لمنزل أخته المتزوجة بالعريش وحكم عليه عام ٢٠٠٠بالسجن لمدة١٥ عاما، ومنذ ذلك الحين تسعى إسرائيل للإفراج عنه، ومن حين لآخر تجدد طلبها للقاهرة بسرعة الإفراج عنه، كما تطالب بوضعه على قائمة أى صفقة محتملة لتبادل الجواسيس مع مصر.
واعتاد «الترابين» على التجسس ونقل معلومات عسكرية مصرية لصالح تل أبيب، كما كان يتابع المواقع العسكرية المصرية والجنود المصريين فى سيناء وعددهم وعتادهم، ونقل كل تلك المعلومات لإسرائيل عبر جهاز اتصال كان بحوزته، ووفقا لتحقيقات النيابة المصرية فإن «الترابين» عبر الحدود عدة مرات وسقط، عندما كان متسللا لمنزل أخته المتزوجة فى العريش وبعدها بيومين توصلت إليه الأجهزة المصرية بعد أن أبلغ عنه زوج أخته سليمان الترابين، وهو نفسه ابن عمته الذى اعترف عليه فى المحكمة بأنه كان يتسلل من وقت لآخر لجمع معلومات عن الجيش المصرى، وكان عودة قد حاول تجنيده بل منحه بعضا من الأموال المزيفة. 
 
 
 
عصام العطار
اعتقل الجاسوس الإسرائيلى «عصام العطار» الشاذ جنسيا والمرتد عن الإسلام فى عام٢٠٠٧ بعد أن تمكنت السلطات المصرية من القبض عليه بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، بعد أن قام أحد العاملين فى السفارة المصرية فى تركيا بالكشف عن شكوك تجاه العطار وممارساته الغريبة، كما حصلت السلطات المصرية على معلومات رئيسية جاءت من طرف عراقى اتصل بالسفارة المصرية فى العاصمة التركية أنقرة واعترف للمسؤولين فيها عن تخابر العطار لصالح الإسرائيليين.
وكان العطار قد ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية وبدأ تجنيده بالمخابرات الإسرائيلية عن طريق كتابة تقارير عن المصريين فى أنقرة وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية ومدى حبهم للمال والنساء ولبلدهم من أجل تجنيد آخرين، وكان دوره يقتصر على كتابة التقارير وتسليمها لضابط المخابرات الإسرائيلى «دانيال إيفنى» الذى كان على علاقة جنسية معه حسب اعترافاته
 
 
عزام عزام
جاسوس المنطقة الصناعية
أخطر جاسوس إسرائيلى عمل داخل مصر، ومنذ أن حكم عليه بالسجن لمدة١٥سنة عام١٩٩٧، لم تهدأ إسرائيل وقادتها فى المطالبة بالإفراج عنه حتى تم الإفراج عنه فى إطار صفقة مع مصر أفرجت إسرائيل بموجبها عن ستة طلاب مصريين، كانت قد اعتقلتهم عام 2004 من الحدود المصرية - الإسرائيلية المشتركة للاشتباه فى تآمرهم لاختطاف جنود إسرائيليين.
وكشفت قصة القبض على «عزام عزام متعب عزام» عام ١٩٩٦ على شبكة تجسس كاملة كان يتزعمها، حيث جند شابا مصريا أثناء وجوده للتدريب فى إسرائيل عن طريق عميلتى الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة، وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هى جمع معلومات عن المصانع الموجودة فى المدن الجديدة، خاصة مدينة ٦أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية، وكانت وسيلة «عزام عزام» جديدة للغاية وهى إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السرى قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذى جنده عزام، وعند الحكم على «عزام» عام١٩٩٧ غضب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو فى ذلك الوقت واعترض على حكم القضاء المصرى.
 
 
 محمد سيد صابر
الجاسوس النووى
يوم الثلاثاء ١٧ - ٣ - ٢٠٠٧ أعلنت السلطات المصرية القبض على شبكة تجسس تعمل لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» ويتزعمها مهندس مصرى يعمل فى هيئة الطاقة الذرية يدعى محمد سيد صابر بالاشتراك مع اثنين من الأجانب هما الإيرلندى «براين بيتر» واليابانى «شيرو أيزو» وكانت تستهدف جمع معلومات عن مشاريع الطاقة الذرية ومنشآتها، وقال صابر فى اعترافاته أمام النيابة إنه فى عام ١٩٩٩ تقدم بطلب هجرة إلى إسرائيل بسبب خلاف فى مجال عمله، ثم سافر للعمل بأحد المعاهد التعليمية بالمملكة العربية السعودية، ثم عاد لعمله فى هيئة الطاقة الذرية وحصل على إجازة بعدها وعاد إلى السعودية
 
 
 مجدى أنور توفيق
قصة تجسس لم تبدأ
أحبطت المخابرات المصرية عمليات الجاسوس «مجدى أنور توفيق» قبل أن يبدأ عام٢٠٠٢، حيث حكم عليه بالسجن١٠ سنوات أشغالاً شاقة، وذلك لسعيه للتخابر مع الموساد الإسرائيلى ووجهت له تهمة السعى إلى التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير فى أوراق رسمية.
وقام «توفيق» بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا التابع لوزراء الخارجية، تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس بأنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس، مبرراً ذلك بأنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية.
 
 
عصام الصاوى الدبلوماسى الجاسوس
تورط الدكتور «عصام الصاوى» الدبلوماسى المصرى بسفارة مصر فى تل أبيب مع شبكة تجسس فى مصر تزعمتها مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تدعى «نجلاء إبراهيم»، كانت لاعبة كرة يد سابقة والتى تعرفت عن طريق هذه اللعبة على «خالد مسعد» لاعب كرة اليد السابق بنادى الزمالك، وتمكنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها فى هذه العمليات المشبوهة وكوَّن الثلاثة معاً شبكة قوية للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح.
كانت الصدفة وحدها هى السبب وراء كشف شبكة التجسس، حيث بدأت القصة بتقديم بلاغ باختفاء ١٦ سائحا يحملون الجنسية الصينية فى الجبال والدروب بمدينة رفح أثناء عمل رحلة سفارى سياحية، وأكدت التحريات أن هؤلاء السائحين اختفوا عند الحدود المصرية الإسرائيلية التى عبروها إلى داخل إسرائيل.
وقادت التحقيقات مع الشركة المسؤولة عن نقل هذه المجموعة من السياح إلى أن مسؤولية برنامج الرحلة يقع ضمن مسؤولية مديرة العلاقات العامة، وبمجرد استدعائها واتهامها بتهريب السائحين الصينيين إلى حدود إسرائيل، اعترفت مديرة العلاقات العامة نجلاء إبراهيم على زميلها فى الشركة «خالد مسعد» الذى وقع هو الآخر فى يد الشرطة، واعترفا تفصيلياً بكيفية عمليات الهروب وكيفية عمليات الاتصال بالجانب الإسرائيلى لتسهيل هذه العملية عبر الدروب والجبال من رفح إلى الأراضى الإسرائيلية، وذلك مقابل ١٨٠٠دولار على الشخص الواحد.
وكانت المفاجأة التى فجرتها «نجلاء إبراهيم» المتهمة أن من يقوم بترتيب الاتصال والاتفاق مع الجانب الإسرائيلى لتسهيل عملية هروب الأجانب هو دبلوماسى مصرى بسفارة تل أبيب مقابل حصوله على عمولة عن كل شخص يتم تهريبه إلى إسرائيل.
وبدخول هذا الدبلوماسى فى دائرة الاتهام حولت القضية من قضية تهريب السياح الأجانب لإسرائيل إلى قضية تخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلى، وهو ما كشفت عنه التحقيقات التى جرت فى سرية تامة، حيث اتسعت دائرة الاتهام فى القضية لتشمل ٨ متهمين، ثلاثة منهم بارزين، والباقون عبارة عن موظفين بالشركة السياحية وعدد من البدو من مدينة رفح ممن لديهم خبرة بدروب المنافذ الجبلية المؤدية إلى دخول إسرائيل بخلاف عدد من الإسرائيليين الذين يسهلون عملية التنقل للسياح الأجانب داخل إسرائيل.
 
 
إيلان تشايم جرابيل جاسوس ميدان التحرير
الجاسوس الإسرائيلى «إيلان تشايم جرابيل» من أحدث الجواسيس الذين تم القبض عليهم فى مصر، وسقط فى قبضة أجهزة الأمن المصرية بعد اندلاع ثورة٢٥ يناير فى أحد الفنادق بوسط القاهرة.
وأوضحت السلطات المصرية أن النيابة العامة كانت قد تلقت معلومات من المخابرات العامة، أشارت فيها إلى أن الجاسوس المذكور تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض المهام من قبل الجانب الإسرائيلى، وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها من خلال نشاطه فى التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير.
وحرص «جرابيل» الذى كان يحمل أيضا الجنسية الأمريكية بالجيش الإسرائيلى، وشارك فى حرب لبنان عام٣٠٠٦ وأصيب خلالها لتواجده فى أماكن المظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، بهدف الوقيعة بين الجيش والشعب ونشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمنى، ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات، بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة.
وبعد ضغوط أمريكية على المجلس العسكرى، وافقت القاهرة على صفقة تبادل يتم بموجبها الإفراج عن «جرابيل» مقابل إطلاق سراح٢٥ سجينا مصريا كانوا معتقلين بالسجون الإسرائيلية.