أخبار عاجلة
نفوق 3 رؤوس ماشية فى حريق مزرعة بالدقهلية -

حوار | د. منى أحمد حلمي : " العرب ليس لديهم وقت لحل قضية فلسطين أو غيرها هم مشغولون بالتدين المتعصب ومحاربة الحب والفن "

حوار | د. منى أحمد حلمي : " العرب ليس لديهم وقت لحل قضية فلسطين أو غيرها هم مشغولون بالتدين المتعصب ومحاربة الحب والفن "
حوار | د. منى أحمد حلمي  : " العرب ليس لديهم وقت لحل قضية فلسطين أو غيرها هم مشغولون بالتدين المتعصب ومحاربة الحب والفن "

ابنة الكاتبة المصرية الراحلة د. نوال السعداوي 

د. منى أحمد حلمي في حوار خاص لجريدة صوت بلادي بأمريكا : " العرب ليس لديهم وقت لحل قضية فلسطين أو غيرها هم مشغولون بالتدين المتعصب ومحاربة الحب والفن "

حاورها : حاتم عبد الحكيم 

 

* خلاصة من تصريحات ضيفتنا

_ التوأم الفاسد هو الدولة الذكورية والدولة الدينية .

_ الاستماع إلى الموسيقى والِغناء أسسنى مع الفلسفة وجعلنى أكثر قربا من الشِعر . 

_بفضل الراقصات الشرقيات انتعشت السينما المصرية فى بداياتها وعصرها الذهبى الرائد .

_ الدافع لكتابة "منى نوال حلمى" حبى للعدالة بين اسم أبى واسم أمى .

_أمى " نوال السعداوى " فصيلة دم نادرة تمنح نفسها بسخاء كل منْ يحتاج .

_منْ يعارض الموسيقى فهو أو هى خارج نطاق الحياة السوية الصحية .

_ أختم مقالاتى بالقصائد لأننى أقدم كل طاقتى وموهبتى .

 

الكاتبة الصحفية والشاعرة د. منى أحمد حلمي  من جمهورية مصر العربية حيث وُلدت بمحافظة القاهرة، فهي ابنة الكاتبة المصرية الراحلة د. نوال السعداوي من زوجها الأول الطبيب أحمد حلمي، كما أنها أخت المخرج عاطف حتاتة.

قلمها نابض بالمقالات في العديد من منابر النشر والمواقع ،ونُشرت لها العديد من الترجمات والمؤلفات التي تنوّعت ما بين الكتب، والروايات، والمجموعات القصصية .وحصلت على جوائز وتكريمات في القصة والشعر .

 

• | الحوار | 

 

* ماذا تقرأ وتسمع وتشاهد الدكتورة منى حلمي ؟

_ تستهوينى كتب الفلسفة وأقرأ الشِعر والقصص القصيرة والسير الذاتية للمشاهير الذين أحبهم نساء ورجال من مختلف العالم ... 

الاستماع إلى الموسيقى والِغناء جدول ثابت فى حياتى لا يقل عن ساعتين يوميا .. موسيقى وأغنيات عربية وأجنبية ... ذلك جزء من تكوينى الذى أسسنى مع الفلسفة ، وجعلنى أكثر قربا من الشِعر . 

أعشق الأفلام العربية القديمة أبيض وأسود ، التى تكون العلاقة الرومانسية جزء من كل يعرض تناقضات فكرية وأخلاقية ، وليس مجرد قصة حب ، وهذا شئ نادر ... والأفلام الأجنبية أيضا لا أحب الا أفلام الأبيض والأسود ، الا فيما ندر من الأفلام الحديثة التى تتوافق 

مع مزاجى الفكرى والعاطفى . وعندى شغف خاص بالأفلام البوليسية ، أفلام الجريمة المعقدة العميقة ، التى تشحذ العقل ، وتكشف أسرار النفس البشرية أكثر من غيرها . وكيف أن أدق التفاصيل التى لا يلتفت لها غالبية الناس ، هى مفتاح اللغز . أنا حقا مولعة بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة ، والتى تكسر الحاجز التعسفى بين ما نسميه الشئ " التافه " ، و " الشئ " الهام . 

   أحب استعراضات الرقص الشرقى ، وكم يحزننى كم الادانات الأخلاقية التى تحيط بالراقصة الشرقية ، وكيف أن الرجال يسيل لعابهم أمام الراقصة ، ويقفون بالطوابير لحجز مكان فى صالتها ، ثم يخرجون يشتمونها ، ويعتبرون أن ما تعرضه اثارة للغرائز الحيوانية ، وتعرية منحلة لجسد المرأة ، ودعوة صريحة للفسق والفجور والاستهتار الجنسى مع الرجال . واذا حدث وأحب رجلا عربيا راقصة ، فانه يشترط عليها أن تترك الرقص و " تتوب " الى الله ، وتتحجب ، حتى يستطيع الزواج منها . كأن الرقص خطيئة ، واثم ، وذنب عظيم ، وكبيرة من الكبائر ، وسُمعة سيئة للمرأة . وهذه واحدة كبرى من أزماتنا الأخلاقية ، وتناقضاتنا المعيبة المثيرة للاشمئزاز . وقد تكلمت كثيرا فى هذا الموضوع ، وقلت أن الرقص الشرقى على رأس الفنون ، وأول فن مارسه الانسان كان الرقص . وكل مهنة فيها المحترم والمستهتر ،  هذا مع ضرورة تعريف معنى المحترم والمستهتر ، وأن الشهوات فى عين المتفرج ، وليس فى جسد وحركات الراقصة ، وأن الثورة الأخلاقية والثقافية فى بلادنا ، هى عندما يفتخر الرجل العربى بأن أمه أو أخته أو ابنته أو زوجته ، راقصة . وتعجبت أن مهرجانات السينما فى بلادنا تمنح جوائز للتمثيل والاخراج والمونتاج والديكور والموسيقى التصويرية والتصوير والاضاءة ، وتتجاهل جوائز للرقص الشرقى . عندنا جائزة فاتن حمامة مثلا ، لماذا لا تخصص جائزة باسم تحية كاريوكا وسامية جمال ، ونعيمة عاكف ، على سبيل المثال ؟؟. الرقص الشرقى فن مثل التأليف والاخراج والشِعر والنحت . بفضل الراقصات الشرقيات ، انتعشت السينما المصرية فى بداياتها وعصرها الذهبى الرائد ،  فى المنطقة المحيطة كلها ، ولم يتكرر حتى الآن ، وكانت صناعة مربحة بسبب الرقص الممتزج بالغِناء  والغِناء ، الذى اكتشف المواهب الأصيلة فى هذا الفن الصعب ، والذى قدم أفلاما استعراضية فى منتهى الفخامة والاتقان ، صنعت نهضة مصر السينمائية ، نذكر مثلا أفلام فريد الأطرش ، ومحمد فوزى ، وعبد العزيز محمود . أيضا أنور وجدى ، قدم الفيلم الاستعراض بمهارة فائقة . 

 

* تطالبين بأن يتم كتابة اسم الأم كاسم ثان بين اسم الشخص واسم أبيه .. هل نستطيع القول بأنه استكمالا لجرأة الوالدة الراحلة ؟ 

وكيف تصفين ردود الأفعال وقتها ؟

 

_ " من اليوم سأحمل اسم أمى " ، هذا اسم مقال "غناء القلم "، فى مجلة روزاليوسف ، منذ 16 سنة ، يوم 18 مارس  2006،  وامضائى كان " منى نوال حلمى " ، وبجانبه " منى حلمى " ، سابقا . 

فى عيد الأم ، ماذا أهدى " أمى " ،  النادرة ، المفكرة ، المبدعة ، الشجاعة ،  ذات الأمومة الممتلئة بالرقة ، والكرم ،  والدلع ، لا تنحنى لمخلوق ، ولا تصفق لأصحاب الجبروت ، حبيبة عمرى ، وصانعتى  ، منذ ولادتى  ، وحتى الآن ، تشعرنى أننى أهم ، وأجمل ، ابنة على كوكب الأرض . 

هبطت الفكرة من السماء ، أن تكون هديتى هذا العام ، متفردة ،استثنائية ، أن أحمل اسمها ، بجانب اسم أبى . ولا أعتقد أن هذه الفكرة ، لم تكن لتنشرها ، الا مجلة روزاليوسف ، المعروفة بجرأة الموضوعات ، والحماس لتكملة مشوار الرائدة المؤسسة الأستاذة روزاليوسف ، فى تحريك الماء الراكد ، وتحفيز العقل للدخول فى أماكن شائكة .

بعد نشر المقال ، فوجئت بالاتهامات الأخلاقية ، والدينية ، والشتائم ، والبذاءات ، والتريقة بشكل وقح ، تنهال اعلاميا . 

والرجال الذين قالوا علنا أنهم يريدون تطبيق الفكرة ، قذفهم الاعلام هازئا: ".. عايز يتسمى باسم أمه ، دول مش رجالة دول ".

 وتقدم شخص متخصص فى مثل هذه القضايا  ، ببلاغ ضدى ، الى النيابة ، يتهمنى  بانكار المعلوم من الدين بالضرورة ، واحداث فتنة ، لأن النسب الاسلامى الى الأباء . 

     طلبتنى النيابة للتحقيق ، فى يناير 2007 . وتطوع للمجئ معى، المحامى الراحل ، حمدى الأسيوطى . 

وحضرت التحقيق ، نوال السعداوى ، " أمى " . 

أوضحت أن الدافع لكتابة منى نوال حلمى ، حبى لأمى ، وفخرى بها ، وحبى للعدالة بين اسم أبى ، واسم أمى . البلاغ اذن كاذب وكيدى ، لأننى لم أفكر فى ازاحة اسم الأب .

وكيف تكون الجنة تحت أقدام الأمهات ، وفى يوم القيامة ، يقولون لنا أنه سينادى علينا بأسماء أمهاتنا ، ومع ذلك ، نعتبر اسم الأم ، عارا ، و شيئا مهينا ، يبهدلنا فى المحاكم  ؟ . وأوضحت أن بلادا كثيرة فى العالم ، يأخذ فيها  الأطفال ، اسم الأم ، واسم الأب ،  وأن الأسماء ،  مثل الأزياء ، أو الاحتفال بالمناسبات ،لا تدخل فى القواعد الشرعية ، ولكن تتعلق بالعادات والتقاليد الاجتماعية ، المتغيرة ، كما قال الراحل جمال البنا ،ردا على مقالى . وأوضح أن هناك شخصيات اسلامية ، كثيرة معروفة بنسبها الأمومى ، أشهرها الملقب بشيخ الاسلام الحنبلى ، " ابن تيميه " ، حيث كانت " تيمية " جدته لأبيه ، واعظة مشهورة ، فسُميت العائلة باسمها . وتسائلت لماذا كل هذا " الهلع " ، و " التشنج " ، و " الارتباك " ، الذى أحدثته رغبة بسيطة عادلة ، خاصة بى ، ولا تضر أحدا ؟؟.

فى أكتوبر 2007 ، كسبت القضية ، وتم حفظ التحقيق ، لكننى اعتبرته كسبا لمصر ، فى معركتها ضد محاكمة وبهدلة وقهر ، حرية الرأى المسالم ، الذى لا يحمل الا سلاح  القلم المختلف .  حتى الآن ، تأتينى رسائل من نساء ورجال ،  فى بلاد مختلفة ، أخذوا اسم الأم، واسم الأب ، معا ، ولم يذهبوا الى السجن ، ولم يهدر دمهم . 

والاعلام متعدد المنابر  الذى شتمنى وكفرنى وسّخر منى ، على مدى شهور ،لم يقل كلمة واحدة ، عن برائتى وحفظ القضية .  " خرس اعلامى فردى وجماعى كامل الدسم " ، و" سكتة اعلامية ". مما يدل على الغش ، والتضليل ، وأن الهدف هو تشويهى ، واحالتى للمحكمة ، وتسخين الرأى العام ضدى ، و ضد أفكار مختلفة معينة ، وضد ناس معينين  ، اعلام غير نزيه ، غير أمين ، له أجندة خبيثة ، لا يهمه دين ، ولا نسب أبوى ، ولا أمومى ، ولا يحزنون . 

    أعتقد لو قررت ، أن أسمى نفسى مثلا  " منى نوال نتانياهو " ، أو " منى نوال هتلر " ، أو " منى نوال  داعش " ، أو " منى جولدا مائير " لم يكن ليصيبنى ، شيئا يُذكر ، من الشتائم ، والتكفير ،واللعنات ، والسخرية ، والبذاءات ، والخبث ، الذى أصاب " منى نوال حلمى". 

 

* بإحدى مقالاتك خط قلمك "شهدت أمى الملاحقات والمطاردات التى لم تنقطع، من الجميع " .. كيف هي نوال السعداوي في عيونك ؟وتظهرين بشعرك الأبيض، وراثة أم هناك إشارة  حول الوالدة الراحلة ؟

 

   -   أمى " نوال السعداوى " ، فصيلة دم نادرة ، تمنح نفسها بسخاء كل منْ يحتاج ، لكى يعيش ، ويرجع الى بيته والى أحبائه ، سالما ، معافيا  . 

منذ بدأت الكتابة ، منذ سنوات طويلة ، لم أكتب حرفا واحدا ، الا وكانت هى القارئة 

الأولى . رغم انشغالها ، وتعدد أنشطتها ، كانت تخصص وقتا لقراءة ما أكتبه . تقرأ بدقة ، بدهشة ، بزهو الأم الكاتبة الأديبة ، التى أنجبت طفلتها المحبة للكتابة والأدب  منذ صغرها . 

    وامتزج هذا الزهو بالاطمئنان على مستقبلى . فأمى تتسائل دائما فى حيرة : " كيف يعيش الناس الذين لا يكتبون ؟ ". وعندما تيقنت أن الكتابة والشِعر والكلمات ، أشجار وارفة مثمرة الأغصان ، زرعتها ، وسقيتها ، وأجيد تسلقها ، ارتاحت الى مصيرى . 

     أورثتنى الكتابة عن قصد ، وعمد ، وخطة مسبقة . فأمى " نوال " ليست بالمرأة التى تأتيها الأشياء دون ارادتها . ليست أمى بالمرأة التى تنتظر فى قلق ، احتمالات يمن القدر بها أو يبخل ، وفى الحالتين تسجد شكرا وامتنانا ، للغيب وحكمته الغامضة .  

         أرادت طفلة كاتبة ، وابنة شاعرة ، وكان لها ما أرادت .    

أصف أمى ، بأنها امرأة صعبة . ولابد أن يكون الكلام عنها صعب مثلها  . كيف لا تكون صعبة ،  

وهى تردد البديهيات التى يولد بها الأطفال ، قبل أن تُغسل عقولهم ، وتلوث قلوبهم ، من الكبار ، منذ الميلاد وحتى الموت ؟؟. 

     كبار ، يزرعون ، ويغزلون ، وينسجون ، ويصنعون ، ويصدرون " الكهنوت " فى كل شئ حولنا . كبار الواحدة أو الواحد منهم ، يفتخر بأنه " يطيع .. ترس فى ألة .. فرد فى قطيع ". 

   وأصف أمى أيضا ، بأنها خطرة .  ولابد أن يكون الكلام عنها ، خطر مثلها . 

وكيف لا تكون خطرة ، وهى بين ناس تخاف المشى ، تتسلق  دون تعب الجبال الشاهقة ، 

تدخل بمفردها ، بدون أسلحة  الى أرض  الثعابين السامة ، والى الأسد الجائع فى عرينه .....  

تتجول  حينما يفرض حظر التجول ... تهاجم خفافيش الليل فى أوكارها ، وتبنى بيتها بجانب عش الدبابير ،  تسبح ضد التيار بمايوه غير شرعى ، لا تبالى بالموروثات من الأفكار والسلوكيات والمعايير .

      امرأة لا يغرقها السحب والدوامات ، أسماك القرش المفترسة الفتاكة ، لا تقدر عليها .. 

امرأة تتكلم ما سكت عنه الكلام ، فى الوقت الذى يجب أن يُقال ، لا شئ ينال من روحها المرحة الساخرة ، 

كل اشراقة شمس كان يوما جديدا لها ، ممتلئا بالثراء ، والبهجة ، محفزا على الحركة ، والتمرد ، 

وان بلغت التسعين من العمر ؟؟. 

عن أمى ، " نوال " ... سأعجز حتما عن وصفها ، بالقدر اللائق والكاف والكامل . فكيف لقطرات ماء أن تحيط بالبحر ، وهل لجملة موسيقية واحدة مهما كان جمالها ، وتفردها ، أن تبوح بكل أسرار الموسيقى ، وأن تفك سِحر الغِناء ؟؟. 

- شّعرى الأبيض بدأ منذ وقت مبكر ، وهو وراثة من أمى ، التى عُرفت بشّعرها الأبيض منذ تخرجها فى كلية طب قصر العينى فى نهاية خمسينات القرن العشرين ، وحتى رحيلها . وأنا أحبه وأعتز به ، وأفخر أننى ورثته عن نوال أمى . 

 

* حول الموسيقى ..  متى تكون تناغم راقي لروحك وتساهم في غناء قلمك عندما يكتب ؟

ولماذا يقف البعض ضدها رغم أنه يسمع صوت العصفور والماء والرياح والنبات ؟

- الموسيقى دائما معى ... تشاركنى كل لحظاتى من فرح وحزن وترقب والهام جديد للكتابة والقصائد ، ورقص على ايقاعات تتناغم مع مزاجى ورغبة جسدى ، وشرود فى ابداعات الجمل الموسيقية التى تحرك عقلى وعواطفى ، وتعالج توترى وقلقى.   لكن عند الكتابة الفعلية ، لا أسمع أية موسيقى . 

لابد من الصمت الكامل ، والسكون المطلق ، لأنصت جيدا لصوتى الداخلى ، وأركز مع تدفق الكلمات . 

- منْ يعارض الموسيقى ، فهو أو هى ، خارج نطاق الحياة السوية الصحية . 

 

* فلسطين بين حصار المغتصب و لامبالاة الأشقاء .. برأيك كيف ومتى يتوقف ابتلاع خريطة القدس ؟

 

- العرب أشقاء بالاسم فقط . والا كانت قد أصبحت لهم قوة اقتصادية وسياسية وثقافية محليا ودوليا ، وأصبحت مصالح شعوبهم ومنطقتهم تؤخذ مأخذ الجد ، ويتم تنفيذ التوصيات الورقية التى تزدحم بها أدراج مكاتبهم . 

وعن قدرتهم لحل حقيقى جذرى للقضية الفلسطينية ، فهم لا يستطيعون فعل ذلك . هل يمكن لمجتمعات يؤمن الملايين فيها ، بأن غشاء البكارة هو شرف الرجال ، الذى يبيح انتهاكه قتل الفتيات وذبح النساء ، أن يحلوا أية قضية من أى نوع ؟؟. الأشقاء العرب ليس لديهم وقت لحل قضية فلسطين أو غيرها . هم مشغولون بالمنشطات الجنسية ، والنكاح داخل الزواج ، وخارجه ، والطقوس الدينية الشكلية التى تستعرض التدين الوهابى المتعصب المتطرف ، ومحاربة الحب بين الجنسين ، وتقديم بلاغات ضد الفن والمسلسلات والأفلام،

وزواج القاصرات ، وتحجيب وتختين وحبس النساء . 

 

* التوأم الفاسد .. ذلك الوصف تحكمين به على الدولة الدينية والدولة الذكورية ، ما الطريقة التي يجب أن تكون عليها الدولة المصرية ؟

 

- التوأم الفاسد هو الدولة الذكورية والدولة الدينية ، فهما من رحم واحد ، ولهما المنطق الخبيث ذاته ، وغايتهما واحدة ، ومصالحهما متناغمة . أى دعم للدولة الذكورية يرسخ الدولة الدينية ، والعكس صحيح . 

وهذا واضح ومؤكد فى التاريخ القديم والحديث والمعاصر . وحدث فى كل مكان . 

- الدولة المصرية يجب أن تصبح دولة مدنية كاملة شاملة ... والمادة الثانية من الدستور أن مصر دولة دينها الرسمى الاسلام لابد أن تحذف من الورق ومن العقول والقلوب أيضا ، عن طريق المواطنة غير المنقوصة بين الجميع ، والغاء أية تفرقة بين الناس على أى أساس كان . يجب ابطال قانون الحسبة وازدراءات الأديان والاساءة الى الرسل والذات العليا . الغاء الوصايا الدينية من المؤسسات الدينية الرسمية على اختلافها . لغة القانونى وغير القانونى ، لغة الصواب والخطأ ، لغة ازدراء المواطنة ، هى التى تسود بدلا من اللغة الدينية ، لغة الحلال والحرام والشرعى وغير الشرعى ، وأن يوجد قانون مدنى واحد ، وتلغى خانة الديانة .  

 

* نطالع في كتاباتك.. ترفقين بنهاية المقال والموضوع جزء من واحة أشعارك .. هل يتصدر الشعر فنون الأدب ؟ ومن يكتب الشعر بطريقة الحداثة مجدد جاد أم مهمل عابث ؟

 

- كل فن له مكانته ، وجمهوره ، ونقاط قوته وتأثيره على الفكر والوجدان . وليس الشِعر فقط . 

- أختم مقالاتى بالقصائد لأننى كاتبة وشاعرة ، وأحب أن أقدم للقارئات والقراء ، كل طاقتى وموهبتى .

- لا أعرف معنى  " كتابة الشِعر بالحداثة " . ألاحظ أننا مهتمون بالتسميات والتصنيفات والشكليات  . أما أنا فى الحقيقة  ، لا أستخدمها ولا أفهمها ولا تهمنى . كل ما يهمنى ويعنينى ، هو جوهر الشِعر نفسه ، هل موجود فى الكتابة ، أو غير موجود . ولكنها ظاهرة فى بلادنا ، أننا نهتم بوضع الأطر ، عن المحتوى داخل الاطار . على سبيل المثال ، عندما نرى رجلا ، نهتم بأن نعرف ديانته ، وعندما نقابل امرأة نسأل أولا هل هى عزباء أو متزوجة . وهذا جزء كبير من تخلف ثقافتنا ، وأننا فى جميع المجالات ، بكل أسف ، وأسى ، فى ذيل الأمم .