لم يعد الأمر سراً و لم يعد منبوذا بل أصبح لعبة تدار بأيادي مسؤلين كبار في الدولة ! الدولة التي تقوم بضم لاعبين جدد يوما بعد يوم دون أن تعي العواقب ،،
هى لعبة دعم الجمعيات و الأشخاص المشبوهين و اصحاب المصالح الخاصة من ابناء مصر في الخارج الذين يتظاهرون بما ليس فيهم ويقولون ما لا يفعلون ويعظمون أعمالهم و إنجازاتهم ولو كانت ضعيفة كاذبة بدعم جهات معينة لاستخدامهم في مهام محددة و إرسال رسائل للداخل المصري كلها عبارة عن أوهام في خيال المخرج الذي يحرك الارجوزات و أصبحت هذه اللعبة شيء مستحب لدي جمهور الأفاقين و المنافقين و الجهلة و دليل على تفوق و ذكاء المتنطعين و الوصوليين مع إنها جريمة و ضحك علي العقول ! و أصبح الضعيف عديم النفع الذي يتلقي الأوامر قدير على إقناع جماهير البلهاء بأنه يقوم بعمل وطني أو إجتماعي أو ثقافي و تتعدد الأشخاص و عمليات النصب واحدة ! يبذل الشخص منهم قصارى جهده لينسب لنفسه أعمال وهمية و مناصب وهمية و عندما تتوفر لديه الفرصة يقوم باستعراض جديد و يحاول اصطياد صاحب منصب جديد يساعده علي إبراز نشاطه الوهمي مقابل هدايا فاخرة و يبدأ المتسلق الآفاق فى جمع عدد من المشجعين بأي طريقة غالباً تتم هذه العملية بحضور الحفلات و المؤتمرات خلال الرحلات المتكررة الي مصر لاستعراض العضلات و يسيل لعاب البلهاء الذين يقومون بالتشجيع ليرفعوه سلمة في رحلة صعود زائف و ليس البلهاء هم وحدهم من يعطونه الشرعية بتواجدهم بجانبه بل أيضا من يعرف و يصمت عن حقيقة هؤلاء !
نحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا قبل الحديث عن هؤلاء الأفاقين من الخارج لأن مهمتهم هي ليست التقرب من بعض المسئولين داخل مصر فقط أو تنفيذ تعليمات بعض الشخصيات في أكثر المواقع حساسية انما مهمتهم أيضا تفرقة شمل المصريين في الخارج و احباطهم و أضعاف كل محاولة وطنية جادة للمساهمة في عملية الاصلاح و البناء و كل هذا يحدث علي مرأي و مسمع منا نحن المصريين في الخارج الذي يكتفي معظمنا بالهمز و اللمز و التساؤل سراً من أين تأتي كل هذه الأموال التي تنفق في رحلات ماكوكية لمصر ؟ فالأمر ليس مجرد حضور الفعاليات و أخذ الصور مع كبار المسئولين ! لانه لا يبقي لدي هؤلاء الأفاقين إلا التواجد في هيئة الموارد النووية و الطاقة الذرية و معرفة الأسرار العسكرية ! فقد فتحت لهم كل الأبواب علي مصراعيها من مسئولين يحبون أن يقال فيهم المدح وينتشون ويفرحون لعدسات التصوير ! يركضون خلف البرامج و يصدرون التصريحات المضحكة المبكية لا يخجلون من أنفسهم و لا يشعرون بالذنب لخداعهم الطيبين و أصحاب النوايا الحسنة لأن ضمائرهم ميتة !
و يا من تقللون من أهمية ظهور المندسين و الأفاقين ممن ليس لهم مهنة معروفة في المناسبات الوطنية و المؤتمرات و تقولون ( مَش ها ياخدوا حاجة خليهم يتصوروا ) للأسف أنتم لا تعون خطورة الاندساس و التمويل و عمل دائرة علاقات لتسهيل الحركة تمهيداً لخطوات و أشياء اخري خطيرة لأن الأموال الكثيرة التي تنفق صعب ان تكون للتسلية او المنظرة أو حتي لتنفيذ أوامر موظف يريد استغلال حب هؤلاء في الظهور و قد اختارهم بعناية علي أساس ان لكل منهم بطحة علي رأسه أو له مصلحة فيسهل تحريكهم جميعا كما يرغب هذا الموظف دون اعتراض منهم علي الأوامر
الموظف الذي يغمض عينه و يفتح الأبواب علي مصراعيها لكل من هب و دب و لكل من يقول تحيا مصر و مصر هى أمي و يرقص بالعلم المصري هو شريك في هذه المهزلة ،، الموظف الذي يتهاون مع مندس أو آفاق أو خائن هو أيضا يحمل ذنب خروج الأمور عن السيطرة في المستقبل القريب ،، لأن ضرر المتسلقين على المجتمع كبير لأنهم يعيقون النجاح ويسيؤون لسمعة المصريين في الخارج و يعطلون العمل والإبداع و المشاركة الجادة ،،
و بالرغم من ان غالبية المصريين في الخارج ترفض التسلق و تنبذه و لا تفسح للمتسلقين المجالس لكن صعب ان تحاصره و تكشف ادعاء و زيف هؤلاء المتسلقين الارجوزات لحساسية الجهات التي تحركهم ! لكن و لأن نواياهم سيئة و كاذبون و أرخص من الرخص ستكون النهاية قريبة جدا لان علي ما يبدو ان الموظف اياه الذي حضر العفاريت غير قادر علي صرفها و هو الآن يستعد لتحضير عفاريت اخري فأصبحت الحرب حتمية بين العفاريت القدامي و العفاريت الجدد و بإذن الله سيهلكون جميعا ،،
حنان شلبي