أحمد جاد يكتب: جـــُوْرِيَّةٌ

أحمد جاد يكتب: جـــُوْرِيَّةٌ
أحمد جاد يكتب: جـــُوْرِيَّةٌ

           

جـــُوْرِيَّةٌ

 

يَا وَرْدَةً جُوْرِيَّةً تَتَأَلَّقُ

 وَتَفُوْحُ عِطْراً فِى الْفَضَاءِ وَتُغْدِقُ

 

لَا تَبْخَلِيْ فِيْ وَصْلِ صَبٍّ هَائِمٍ

 يَرْنُوْ إِلَيْكِ وَفِيْ فَضَاكِ يُحَلِّقُ

 

وَيَفِيْضُ شِعْراً فِيْ هَوَاكِ طَبِيْعَةً

 وَيُجِيْدُ فِيْكِ مِنَ الْبَيَانِ وَيُغْدِقُ

 

مِثْلُ الْغَرِيْقِ بِعَرْضِ بَحْرٍ هَائِجٍ

 وَبِنَظْرَةٍ يَحْيَا بِهَا يَتَعَلَّقُ

 

هَلْ يَنْقَضِـيْ عَمْريْ لِنَوْلِ كُلَيْمَةٍ

 أوْ نَظْرَةٍ تَشْفِيْ الْجِرَاحَ وَتُشْفِقُ؟

 

إِنِّيْ عَلَى الْعَهْدِ الَّذِيْ ضَيَّعْتِهِ

 لِأَصُوْنَ فِيْهِ مَا أَضَعْتِ وَأُوْثِقُ

 

لَا تَتْرُكِيْ قَلْبِيْ رَهِيْنَ صَبَابَةٍ

 فِيْ نَارِهَا يَهْوِيْ بِهَا يَتَحَرَّقُ

 

وَالْنَّاسُ تَعْجَبُ مِنْ صَنِيْعِ فِعَالِهِ

 وَلِعُجْبِهَا تَرْنُوْا إِلَيَّ تُحَدِّقُ

 

وَيُقَدِّمُوْنَ لِيَ الْنَّصَائِحَ وَالْرُّؤَىْ

 وَالْعُجْبُ مِنْكَ لِنَاصِحٍ لَا يُشْفِقُ

 

يَا جَنَّةً بَيْنَ الْعُيُوْنِ مُحَاطَةً

 لَكِنَّهَا بِقَصَائِدِيْ تَتَأَلَّقُ

 

مَا ضَرَّ وَرْدَكِ أَنْ يَجُوْدَ لِعَاْشِقٍ

 مَا دَامَ يُزْهِرُ فِى الْخُدُوْدِ وَيُوْرِقُ

 

أَتَظُنُّ أَنَّكَ عَنْ رُبَاكَ مَنَعْتَنِيْ

 

أَنْ رُحْتَ تَوْصِدَ بَابَهَا وَتُغَلِّقُ

  سَتَجِيْؤُكَ الْكَلِمَاتُ عَابِرَةَ الْـمَدَىْ

 

وَتُـمَزِّقُ الْـحُجُبَ الْعِظَامَ وَتَخْرِقُ

 

لِتَنَالَ مِنْ قَلْبٍ جَفَا فُتُلِيْنَهُ

 وَتُشِيْدَ صَرْحَ الْحُبِّ فِيْهِ وَتُوْثِقُ

 

هَذِيْ قَصَائِدِكِ الّتِيْ مِنْ وَحْيِهَا

 نَبْضُ الْقُلُوْبِ وَنُوْرُهَا لَا يَخْلَقُ

 

تَسْتَلّهُ مِنْ كَهْفِ حِصْنِكِ مُتْرَعاً

 بِالْـحُبِّ يُزْهِرُ فِيْ رُبَاهُ وَيَخْفِقُ

 

مِنْ شَوْقِهِ سُحْبُ الْدُّمُوْعِ سَجِيْنَةٌ

 بِعُيُوْنِهِ مِنْ شِدَّةٍ تَتَرَقْرَقُ

 

فِيْ نَأْيِهِ تَخْبُوْ الْنُّفُوْسُ حَزِيْنَةً

 وَتَعُوْدُ تُزْهِرُ فِيْ سَمَاهُ وَتُشْـرِقُ

 

وَالْطّيْرُ يَخْفِقُ إِنْ رَآهُ سَعَادَةً

 حَتَّىْ يَكَادُ مِنَ الْفُتُوْنَةِ يَنْطِقُ

 

يَا وَيْلَهُ أَنَّىْ يَفِيْقُ مِنَ الْـهَوَىْ

 مَنْ كَانَ يُصْبِحُ بِالْجِرَاحِ وَيَغْبِقُ

 

فَالْقَلْبُ يُرْسِلُ نَبْضَهُ مُتَعَجِّلاً

 فِيْ قَلْبِ مَنْ يَهْوَاهُ أَوْ يَتَعَشَّقُ

 

مَا بَالُـهَا الْأَيَّامُ تُغْلِقُ بَابَهَا

 وَيُزِيْدُ لَفْحُ لَهِيْبِهَا مَنْ يَعْشَقُ؟!

 

كَالْلَّيْلِ يَأْتِيْ حُكْمُهَا مُتَجَهِّماً

 وَيَسِيْرُ فِيْنَا حُكْمُهَا لَا يَفْرِقُ

 

فَقَضَتْ عَلَيْنَا أَنَّنَا لَا نَلْتَقِيْ

 وَتَحُوْلُ دُوْنَ لِقَائِنَا وَتُفَرِّقُ

 

تَبْغِيْ عَلَيْنَا فِىْ الْقَضَاءِ وَلَا تَفِيْ

 وَتُشِيْحُ حُدْقَ عُيُوْنِهَا أَوْتُغْلِقُ

 

كَالْلَّيْلِ يَسْتَدْعِيْ الْظَّلَامَ تَعَسُّفاً

 

مَهْمَا صَبَرْنَا فِى الْنَّوَىْ نَتَفَرَّقُ

  عَيْنَايَ لَا تَغْفُوْ وَلَسْتُ بِقَادِرٍ

تَرْنُوْ إِلَيْكَ وَفِيْ فَضَاكَ تُحَلِّقُ

 

  تَتَبَدَّلُ الْأَيَّامُ كُلَّ تَبَدُّلٍ

 لَكِنَّ قَلْبِيْ فِيْ هَوَاكَ مُعَلَّقُ