لم يعد الاحتلال طبقا للمفاهيم المتعارف عليها قديما هو احتلال دولة معادية لأراضى دولة أخرى من أجل نهب ثرواتها بل ظهر هذا الاحتلال فى أشكال عديدة منها الإحتلال الفكرى والعقائدى والفوضى الخلاقة الى جانب احتلال أو إحتكار السلطة وعدم التبادل السلمى لها فى العديد من البلاد العربي ، وإن كانت سياسة الاحتلال تغيرت على المستوى العالمى والاقليمى ولم يتبقى منها الا احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان السورية وأجزاء من لبنان إلا أنها تلونت طبقا لمخططات صهيوأمريكية ولم نعد نراها فى شكل حروب بين دول بل أصبحت طبقا لسياسات شيطانية نراها فى حروب الجيل الرابع والخامس بين الشعوب والحكام المستبدين الذين يعدلون القوانين التي تبقيهم أطول فترة ممكنة على كراسي الحكم دون مراعاة مطالب هذه الشعوب نتيجة الفساد وغياب الشفافية وتقاعص العدالة الاجتماعية وشبكات الحماية الاجتماعية عن القيام بدورها وهذا يكون فى الغالب ذريعة لإشعال نار الثورات والاحتجاجات التى تقضى على ثروات البلاد وتنهك الجيوش العربية وهذا هدف تسعى كل الدول الاستعمارية الى تحقيقه فى الدول العربية من خلال سياسة التدمير الذاتى والبعد عن الديمقراطية الحقيقية لاستقرار هذه الدول .
ونظرا لأننا غير قادرين على إنتاج المعرفة وتحويلها إلى منتجات تغطي احتياجاتنا فى كافة المجالات بالاضافة الى استيراد نسبة كبيرة من الغذاء من دول أجنبية أصبحنا تابعين لتلك الدول ولهذا يتم التلاعب بنا وللأسف حكامنا يجهلون ما يحاك لهم فى الخفاء بل يرقصون عندما تبارك تلك الدول بقاء رئيس ما على كرسي الحكم وشعبه غير راضى عنه لعلمها ان مخططاتها في إحداث الفوضى آتية لا محالة ويتحمل فاتورة ما تحدثه من خراب ودمار وقتل واستغلال الثروات هذه الشعوب العربية المنهكة وخاصة البسطاء منهم .
ولهذا يتم تصنيف الوطن العربى على أنه متخلف ويتبع دول العالم الثالث ولو كان هناك تصنيف أدنى من هذا لحصلنا عليه بجدارة فحقا نحن أمام تحتاج إلى مئات السنين حتى تخرج من كبوتها ويجد المواطن العربي ما يحقق له حياة كريمة فى ظل أنظمة تؤمن بالديموقراطية والحرية والعيش بسلام.