الكاتب والمفكر الإماراتي على محمد الشرفا يكتب: المسلمون.. والعرب

الكاتب والمفكر الإماراتي على محمد الشرفا يكتب: المسلمون.. والعرب
الكاتب والمفكر الإماراتي على محمد الشرفا يكتب: المسلمون.. والعرب

إن الأمة العربية تعيش محنة حقيقية من: الفرقة، والتنازع، والصراع الذي استمر على مدار أربعة عشر قرنًا من الزمن.

تقاتلوا مع بعضهم البعض، سفكوا دماء الأبرياء فيما بينهم، ودمروا مدنهم وهدروا ثرواتهم، فاستغلهم الغُزاة من الثعالب واللصوص فاستباحوا أموالهم وأراضيهم في أبشع صورة ممكنة، ثم بعد ذلك استعبدوهم وأذلوهم وساوموهم على كل ما يملكون ثم أذاقوهم كل أنواع القهر والتعذيب....!!

ورغم كل الخزي وهذا العار، لم يتعلم العرب من ماضيهم البغيض ليعيدوا النظر في مستقبل أمتهم العربية، ويبحثون عن كافة السُبل الكفيلة بحماية مصالحهم، ومنع كل من تسول له نفسه التفكير في احتلال أراضيهم مرة أخرى مهما كانت قوته ومن يقف خلفه، ودعونا نقولها صراحة، فما يجمع العرب اليوم أكثر بكثير ما يفرّقهم....!!

يجمع العرب اليوم: وحدة المصير، والوجود، والانتماء الواحد لأمة واحدة، ولغة واحدة هي لغة القرآن الكريم، ورسالة واحدة هي رسالة الإسلام التي تشرفت بها الأمة العربية بها، كل هذه العوامل مجتمعة ألم تكن كفيلة لتأسيس إمبراطورية يخشاها الصديق قبل العدو.....؟!

على صعيد موازٍ نجد الأخطر من ذلك؛ نجد توحُّد الأعداء في السيطرة على ثروات الأمة العربية…!!، وهذه المأساة وحدها تكفيهم وتحسهم على الإسراع في العودة إلى الجلوس مرة أخيرة لوضع إطار جديد للعلاقات العربية خارج الجامعة العربية التي تم إنشاؤها لتفريق العرب وتمزيقهم وليس غير ذلك مع الأسف الشديد، فالجامعة العربية أصبحت مقرًا للخلاف بين القيادات العربية.....!!

ومما يؤسف له أيضًا، أن ينشأ صراع غير محمود في وقت قاتل، هذا الصراع المريض والبغيض في ذات الوقت؛ يتملك البعض على الزعامة والقيادة ولجوء هذا البعض إلى الأعداء الغُزاة الطامعين في أراضيهم وثرواتهم ليستمدوا منهم العون على إخوانهم العرب كما يحدث الآن للأسف الشديد....!!

فما تقوم به أنظمة عربية بعينها من تحالُّف شرير مع أخطر أعداء الأمة العربية – الذي استعمر أوطانها أكثر من خمسة قرون – في كل من: ليبيا، وتونس، والمغرب، وغيرها من البلدان العربية، لهو عار في جبين هذه الأمة....!!

وهل نسى كل من يساعد "أردوغان" على ارتكاب جرائمه، ما سبق وارتكبته الدولة العثمانية – التركية من جرائم ضد الإنسانية، وضد الشريعة الإسلامية في الأقطار العربية.....؟!، وكيف نُسمي ما يفعله الإرهابي التركي (القردوغان) الذي يسعى – بكل الوقاحة – لإعادة السيطرة على ثروات الوطن العربي بالتحالف مع بعض الأشقاء العرب في تدمير الدولة السورية، وتهجير ملايين السوريين؛ في مشهد مؤلم وحزين تحت مرآي ومسمع من المجتمع الدولي الذي يرى تساقط أطفال العرب واستباحة نسائهم وتدمير ضرعهم وزرعهم.....؟!

وكيف سمح العرب إذًا لهذا التركي – الغازي أن يستولي على أرض عربية ليمارس فيها وعليها نفس الدور الذي تقوم به إسرائيل وبذات المهمة، وهو السيطرة على مقدرات الأمة العربية، في الوقت الذي نجد فيه العرب وهم مشغولون في تفاهات واختلافات لا مبرر لها على الإطلاق، ومن الأسف كذلك أن يرى العرب بأم أعينهم كيف تتساقط دولهم العربية ؟!

فبعد تدمير سوريا، نرى اليوم بداية لنفس المشروع التدميري العثماني في ليبيا…!!، فمتى يفيق العرب من غفوتهم.....؟!.. ومتى يستيقظون من نومهم.....؟! قبل أن يتوالى تساقطهم الواحد تلو الآخر والشواهد يرونها كل صباح وكل مساء.....؟!

أيها العرب: لمِ تعصون أمر الله في وحدتكم، وهو يدعوكم سبحانه وتعالى في قوله: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» (آل عمران : 103)، ثم يحذركم من التنازع فيما بينكم فيقول لكم سبحانه وتعالى: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (الأنفال : 46).

الآيتان السابقتان تؤكدان أننا لم نُطع الله في الأولى، ولم نُقدر نصيحته لنا بعدم التنازع في الثانية، ولهذا حق علينا غضبه، لأننا – بكل بساطة ودون مواربة أو محاباة لجهة هنا أو هناك – سمحنا للصوص والذئاب بالدخول في أراضينا والعبث بمقدراتنا وقت أن فتحنا لهم أبوابنا مشرعة ينهبون من خلالها ثروات أمتنا وشعوبها ما يشاءون…!!، خلاصة القول: حرام عليكم أيها العرب أن تقرروا الانتحار بأيديكم، والله سبحانه وتعالى، الواحد القهار معكم، فهبُّوا الآن وليس بعد، واجمعوا أنفسكم وأعيدوا النظر في مواقفكم، ووحدوا صفوفكم قبل فوات الأوان، وإن ظن أحدكم أو بعضكم أنكم في مأمن أو أن الغازي سيستثنيكم من احتلال دولكم، فأنتم إذًا واهمون ومخطئون، فعدوكم معروف، ومطامعه في ابتزازكم مكشوف ومفضوح، ليس الآن فقط، بل منذ عقود طويلة مضت…!!، أن هذا العدو اللعين، ومن يدور في فلكه يهددونكم ليلًا ونهارًا باستلاب أراضيكم وثرواتكم؛ فأين ذهبت شهامتكم.....؟!

وأين هو إيمانكم بحقوقكم بعدما شاهدتم كل هذه المآسي التي عاشها إخوتكم في: سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال و…؟!، فاعتبروا يا أولي الألباب، واتقوا الله في أوطانكم، وعودوا إلى رشدكم لتوحدوا الصفوف، وتؤلفوا القلوب بعقول مفتوحة؛ تدرك أهمية وحق شعوبكم في الأمن والاستقرار والسلام.