أقوى تعبير عن ليلة العودة البهية إلى أرض الوطن، إلى حضن أم طرحة وجلابية، ما قاله أحد العائدين البسطاء «مصر مبتسيبش ولادها يضيعوا»، لو تعلمون ما دار في كواليس مشهد الفرجة الطاغية بعودة هؤلاء الغلابة، لأيقنتم أن مصر القوية تتجلى بصرامة، حزم وثبات على المبدأ، الأولاد يرجعوا بلا قيد ولا شرط، وهيرجعوا، والعاقبة للمجرمين، قطعت يد تمتد إلى مصرى بالإهانة، ومصر قادرة على قطع الأيادى، ولا ترهن حياة هؤلاء لعصبة من المجرمين ومَن وراءهم.. تسلم الأيادى، تسلم يا جيش بلادى.
فيديو الإذلال المصنوع في أقبية استخباراتية معلومة، نسخة فيديو العودة بكرامة، عودة مرفوعة الرأس، ليلة مصرية خالصة تُخرس كلاب رابعة الإخوانية العقورة، كان نِفسهم ومُنى عينهم يذبحوا كما ذبح من قبلهم بدم بارد، تمنوها محزنة تعقب مجزرة، ولكن عناية الله جندى.
ما جرى في الساعات القليلة الطويلة كدهر، حتى عبر هؤلاء البسطاء السلوم عائدين إلى أرض الوطن، ملحمة استخباراتية مصرية، ولولا أنها من أسرار الأمن القومى في أعلى مستوياته لعلم المصريون أن النسر المصرى (شعار المخابرات المصرية) مخالبه قوية، من قوة قيادة قالتها «حكمة» قالها السيسى يوما، وتحت حكم الاحتلال الإخوانى البغيض لمصر، قال الرئيس وهو لايزال وزيرا للدفاع «تُقطع يد تمتد إلى مصرى بسوء».. راجعوا العبارة على ما مضى من سنوات، والساعات الماضية، لتعرفوا أن هذا الرجل لم ينم حتى استعاد شباب مصر من فك عصابة آثمة لا تتورع عن سفك الدماء، ولو الأمر تتطلب لحدث، ضفر مصرى تضيع فيه رِقاب غليظة.. والرسالة بعلم الوصول، ووصلت.
يقول الشاب المصرى العائد من الموت بتعبير بليغ «مكانش في أمل نرجع ونشوف ولادنا تانى، كنا وسط عصابات وطلعنا من وسط الموت، وكنا على يقين إن مصر مبتسيبش ولادها يضيعوا».
ويكمل تلخيص المشهد وهو في غبطة العودة الميمونة «كنا على يقين إن الرئيس عمره ما هيسيبنا، والسرعة بهرتنا، والحمد لله، ونشكر الرئيس على إعادتنا لأرض الوطن».
كلام تسمعه يبهرك، ويجلى عظمة مصر المستقرة في الوجدان، يطمنك إن في مصر قيادة حكيمة، تعمل ما فيه مصلحة المواطن داخل وخارج الحدود، لا تعدو عيناها عنهم، تبتغى رضاء البسطاء، لا تبحث عن زعامة، فحسب تحفظ للمصريين حيواتهم وكرامتهم مصونة بعزة وكبرياء، وهذا عين الزعامة في تجليها، عودة هؤلاء مجبورين الخاطر فضل عظيم، حمدًا لله على سلامتهم.. وتحيا مصر ثلاثًا.