الموقف الإثيوبي الحالي حول قضية ملف المياه، بالتأكيد خلفه دوافع خبيثة وخفية شجعته على اتخاذ موقفه المتعنت ضد مصر، ومن المؤسف حقا، تجاهل النظام أن هذا الماء هو عطاء من الله سبحانه وتعالي، وليس بجهد البشر ليتحقق مراد الله، كما يجب أيضا على هذا النظام معرفة أن يكون الماء قسمة بين البشر، وليس احتكارا لقوم دون غيرهم، وهذا هو الأمر الطبيعي والسوي في قضية خطيرة كتلك التي تهدد حياة 100 مليون مواطن....!!
أما وقد ظهرت النوايا الخبيثة على حقيقتها، فنكرر بأن خلف موقف النظام الإثيوبي أمر – جد - خطير، فقد تمت مكافأة رئيس وزرائها فى البداية بجائزة نوبل للسلام، وذلك عربون للسير قدماً فى تنفيذ خطط شريرة ضد الشعب المصري، علما بأن هدف تعطيش مصر ليس وليد الساعة، ولكنه هدف يسعى إليه الأشرار الذين وصفهم الله تعالى فى كتابه: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".. (سورة البقرة.. الآية - 93).
ولو تدبرنا فى أحد كتبهم، على سبيل المثال لا الحصر، سفر أشعيا، واطلع الإخوة المصريون على تمنيات بني إسرائيل فى الإصحاح رقم (١٩) لتبين لهم حقدهم البغيض على مصر، وعلى الأخص جفاف نهر النيل، تلك أمانيهم منذ أكثر من ألفي عام، كما سبق وكشف الكاتب الكبير المرحوم محمد حسنين هيكل في مقابلة له مع الإعلامية لميس الحديدي على فضائية "C.B.C" منذ 5 أعوام تقريباً، تفاصيل تلك الخطة الشريرة لتحويل مجرى مياه النيل الأزرق حتى لا يصل إلى مصر، وذلك الهدف الشيطاني تقرر منذ ثمانية قرون مضت...!!
أي منذ القرن الخامس عشر بعد هزيمة الصليبيين، وتم تكليف المكتشف البرتغالي "فاسكوداجاما" من قبل البابا ألكسندر السادس لمقابلة ملك إثيوبيا لإعداد ما يشبه الدراسة عن كيفية سريان مياه النيل إلى مصر وبحث إمكانية حرمان مصر من هذه المياه للقضاء على شعبها.
وبكل صراحة ووضوح، يمكننا القول بأن ما يقوم به رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد الآن من تنفيذ هذه الأجندة الشريرة؛ لم تكن وليدة هذا العصر، ولذلك رأيناه مستمراً في المماطلة والتهرب من أي التزامات حول هذه القضية منذ خمس سنوات وحتى الآن....!!
وبمعنى أدق، فإنه يتلاعب بحسن نوايا مصر طوال هذه الفترة إلى أن وصل – بكل تبجح وصلف – إلى الإعلان عن نهاية مرحلة تنفيذ المخطط الصهيوني لقطع جريان النيل إلى مصر.
ولا يعتقد الإخوة المصريون أن ما يسمى "المجتمع الدولي" سيقف مع الحق، فهذا المجتمع الدولي الظالم شاهد على كل عمليات التدمير فى الوطن العربي دون أن يُحرك ساكناً...!!
المجتمع الدولي الظالم يرى ويسمع ويتابع لحظة بلحظة كل جرائم القتل وسفك الدماء في: العراق وسوريا واليمن والصومال، واليوم يتحدى أعطي ذات المجتمع على ما يبدو الكارت الأخضر للإرهابي التركي "أردوغان" ليقوم بغزو وقح للأراضي الليبية، بمدرعاته وجنوده ومرتزقة، والسؤال هنا: هل تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم؟؟!!... الإجاية: لا والله لم يحرك هذا المجتمع، بل على العكس أظن أن قادته يستمتعون بمشاهدة الدماء العربية وهي تنهمر فى صحاري العالم العربي.....!!
لذلك، لا يجب أن تثق الحكومة المصرية؛ أو تعتمد على أى دولة في هذا النظام الظالم، لا أمريكا ولا حتى الدول العربية، فالعرب أصبحوا يحملون لبعضهم الكراهية والانتقام الذى تختلج به صدورهم، على الرغم من أن الخالق عز وجل قد منحهم نعمة الذهب الأسود والطاقة التى هي وقود حضارتهم، وهنا نكرر السؤال: ماذا فعل العرب بتلك الثروات؟!، ولا شئ...!!
إنه حقا لأمر محزن ومؤسف أن يقف العرب مكتوفي الأيدي أمام نهب ثرواتهم البترولية وغازهم من مستعمر خسيس ولعين يريد السيطرة على مقدرات العالم العربي بتعليمات وأوامر من قيادات الصهيونية العالمية الذين يتحكمون فى الاقتصاد العالمي، لتحقيق أهدافهم الخبيثة، أما العرب، فهم مشغولون بالتآمر على بعضهم البعض بأوامر وتعليمات صهيونية، ومن ثم يظنوا – كذباً - أنهم في أمن وسلام....!!، لكن في نفس الوقت لم ظل عدوهم يُخطط لهم ويتآمر عليهم ويضرب بعضهم في بعض حتى نجح نجاحاً باهراً في تنفيذ مخططاته التدميرية، لتهيئة ما يظنه صوابا باقتراب مشهد عودة المسيح الذى يعتبرونه المنقذ لهم ومخلصهم، ليتحقق لهم الانتقام من العرب، لأن فى قلوبهم مرض كما قال سبحانه: "فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ".. (سورة البقرة.. الآية - 10).
لكل ذك وغيره، يجب أن ينظر العرب كيف يتجلى موقف مجلس الأمن والمجتمع الدولي تجاه تحد "القردوغان" لقرارات مجلس الأمن، واعتراض الدول الغربية فى غزوه إلى ليبيا لاحتلال منابع النفط، في تحد صارخ لكل المواثيق الدولية، مما يكشف للعرب حجم المؤامرة التى أسقطت بغداد، وأسقطت دمشق، وإن لم يستيقظوا قبل فوات الأوان تليها ليبيا....!!.. وهنا يجب علينا طرح السؤال التالي: ثم ماذا بعد.....؟؟!!
ثم، ماذا ينتظر العرب....؟!.. أين اتفاقية الدفاع المشترك...؟؟!!.. وأين وحدة المصير....؟؟!!..وأين ما تشكله مختلف التطورات من خطورة على كل دولة عربية....؟؟!!.. فهل يقف العرب مستسلِمين ومسلمِين كل مقدراتهم لعدو لا عهد لديه، ولا رحمة ولا أخلاق ولا قيم....؟؟!!
لذلك لا يجب على الإخوة فى مصر أن يعتقدوا بأن المجتمع الدولي يسعى للعدالة لإنصافهم، فكل مؤسسات المجتمع الدولي – كما سبق وأشرنا - مسيرة، تديرها قوى الشر والانتقام، ولذلك حذرنا الله سبحانه في قوله: "وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ".. (سورة هود.. الآية - ١٣).