محمود عابدين يكتب: من يقف خلف "أردوغان" ؟!

محمود عابدين يكتب: من يقف خلف "أردوغان" ؟!
محمود عابدين يكتب: من يقف خلف "أردوغان" ؟!

من يتابع صناعة الأحداث على المسرح السياسي العالمي، بعد ثورة 30 يونيو 2013، سيتأكد من حجم المؤامرة التي تتعرض لها مصر خاصة والمنطقة عامة بأموال "الخائن القطري" ومرتزقة "العاهر التركي" لصالح أعداء الإسلام والعروبة، مؤامرة لم نعهدها من قبل.....!!

وحتى تتضح الأمور أكثر فأكثر أمام القارئ العزيز تماشياً مع تنبيه  الرئيس عبد الفتاح السيسي من المليشيات المسلحة المتوقع مواجهتها بين الفينة والأخرى من الجبهة الغربية، فلابد أن نفهم جيداً خطة العدو اللعين الذي امتطى في ليل أسود ظهرا "العاهر والخائن"، وإلي جوارهما العميل الإثيوبي في هذا التوقيت تحديداً لفتح جبهات أخرى أمام مصر وجيشها العظيم لم تكن من قبل في الحسبان.....!!

لقد خطط العدو بأيادي عربية وإسلامية – للأسف الشديد - لاستنزاف قدرات جيشنا واقتصادنا على الجبهات الإقليمية الأربع في آن واحد لذات السبب المشار إليه، فعلى سبيل المثال لا الحصر، وجدنا "أردوغان" قد تخطى في إجرامه كل الخطوط الملونة، بتدخله العسكري السافر في ليبيا بعد اتفاقه "الباطل" مع حكومة فايز السراج المنتهية ولايته منذ شهور مضت وليس الآن تحت مرأي ومسمع من المجتمع الدولي.....!!

 والغريب – العجيب حقاً أن يبدأ هذا "العاهر" في بناء قاعدتين عسكريتين على الأراضي الليبية التي يسيطر عليها "السراج" ومرتزقته في: الوطية ومصراته تمهيداً للسيطرة على حقول النفط والغاز من ناحية، ومن الناحية الأخري ليجد له موطئ قدم في شقي المتوسط ضاربا بعرض الحائط  انتقادات عدد لا بأس به من أعضاء "الناتو" مثل: اليونان وفرنسا وإيطاليا.....!!

بدليل أنه  بعد ترسيم الحدود البحرية بين إيطاليا واليونان لردع أطماعه وبلطجة "العاهر التركي" في شرقي المتوسط، أعلن وزير الدفاع اليونانى، نيكوس باناجيوتوبولوس، إن "سلوك تركيا أصبح عدوانيا وأن بلاده مستعدة لأى سيناريو للدفاع عن حقوقها وحدودها بأى وسيلة لردعها ووقفها عن التنقيب في مياهها البحرية"، فهدده "أردوغان"، قائلاً إن "على اليونان أن تعلم أن سفن التنقيب التركية لا تسير بمفردها شرقى البحر المتوسط، بل ترافقها فرقاطات وسفن أسطول البلاد"......!!

وعندما انتقدته الخارجية الفرنسية - في بيان لها –  قائلة: "إن التدخل الخارجي في ليبيا، ولا سيما زيادة الدعم التركي، وخرق حظر السلاح يحبط جهود التوصل لوقف إطلاق النار، ويمثل موقفا عدوانيا غير مقبول، ومن المفترض أن تركيا شريك في حلف شمال الأطلسي، لذا لا يمكن استمرار ذلك"، فردت الخارجية التركية في - بيان لها، قائلة إن "الدعم الذي تقدّمه فرنسا للإنقلابي القرصان "حفتر" فاقم الأزمة في ليبيا، وزاد معاناة الشعب الليبي"......!!

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما السبب في تمادي هذا "العاهر" في إجرامه واعتداءاته على أراضي وثروات الدول الأخرى دون تدخل المجتمع الدولي.....؟!.. والسؤال الثاني: المعروف أن "العاهر" يمر بأزمة اقتصادية طاحنة تهدد مستقبل حزبه، بل وتركيا نتيجة انفاقه على تسليح ميلشياته في: سويا وليبيا والعراق، وأماكن أخرى ستظهر تباعاً مع مرور الوقت، رغم ضخامة الأموال التي يحصل عليها من الخائن القطري بأوامر أمريكية.....؟!

الإجابة على السؤال الأول باختصار شديد جداً، أن "العاهر التركي" أصبح رأس حربة لأمريكا والغرب ضد العرب بـدلاً من إسرائيل، فأصبح هو الخطر الأكبر على العرب والمسلمين في الوقت الحالي، وذلك من خلال تواجده عسكريّا في: ليبيا عبر وجود جوي وبحري ومرتزقة وميليشيات، وفي شمال سوريا بوجود عسكري على الأرض، وفي شمال العراق عبر غارات جوية مستمرة، وهذا التحول الخطير، والجرأة غير المتوقعة، والصمت الدولي المشين، بكل تأكيد - كما أشرنا – خلفها أمريكا وروسيا والعديد من دول أوروبا......!!

وإجابة السؤال الثاني تكمن في التقرير الاقتصادي لجريدة "زمان التركية" بعد كشفها عن تجاوزت قيمة العجز الإجمالي في الفترة بين يناير ومايو من العام الجاري 90 مليار ليرة تركية، أي أن نسبة العجز التي تحققت في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بلغت 65% من إجمالي العجز المتوقع لهذا العام بقيمة 139 لميار ليرة تركية، كما كشف تقرير أصدرته "كابيتال إيكونوميكس" أن الحكومة التركية لجأت إلى اقتراض 60.9 مليارات ليرة تركية خلال شهر أبريل الماضي، بدلًا من القيمة السابقة التي كانت متوقعة بقيمة 20.6 مليارات ليرة تركية......!!

ما سبق يجعل لعاب "العاهر التركي" يسيل أمام ثروات القطر الشقيق مناصفة مع القوى العظمي صاحبة المصلحة في خراب ليبيا، وبكل أمانة، لم يكن هذا "العاهر" ليجرؤ في يوم ما – كما ذكرنا - على القيام بهذا الإجرام لولا أنه مدعوماً بشكل أو بآخر من: أمريكا وروسيا وبعض دول أوروبا، وإن بدا الخطاب السياسي العالمي الباهت نحو إجرامه "العاهر التركي والخائن القطري" غير ذلك......!!

وحتى نعي هذا الوضع جيداً، فليس من الضروري اتساق أو اتفاق هذه القوة مع بعضها البعض، فالمهم في عرف المطامع الاستعمارية وسياسة المصالح الاقتصادية الكبرى أن يكون بينهم عامل مشترك لتقسيم الكيكة (ليبيا) على المدي البعيد، أما على المدي القريب، فيبقى الوضع الراهن على ما هو عليه حتى تعرف كل "قوة" من هذى القوى حجم مغانمها في ثروة وأرض ليبيا، بمعني أكثر دقة، أمريكا وروسيا وعدد وبعض دول أوروبا يتلاعبون بكل من: "السراج الخائن، والمشير حفتر" على حساب الشعب الليبي إلى أن ينتهي "العاهر" من خراب ليبيا كما سبق وفعل في سوريا.....!!

وزيادة في كشف فصول المؤامرة "الأمرو تركية" – فلابد من معرفة أن تركيا هي الحليف الثاني لأمريكا في المنطقة بعد

إسرائيل مباشرة، لأن العلاقة التي تجمع البلدين، علاقة استراتيجية قديمة منذ العام 1951، بعدما وافقت تركيا على بناء قاعدة أمريكية جوية (إنجرليك) بجانب مدينة أصفا، يعتمد عليها سلاح الجو الأمريكي بشكل أساسي في تهديد حليف اليوم وعدو الغد نظراً لقدرة هذا المكان على تخزين طائرات حربية تستطيع حمل عشرات القنابل النووية من طراز (ب - 61)......!!.. خلص الكلام، ويبقى الحديث الآن عما تنوي الشعوب العربية القيام به لوقف ووأد هذا المخطط اللعين حفاظاً على وجودها من الزوال.