سقراط هو أحد الفلاسفة اليونانيين القدامى وُلد عام 470 ق م في أثينا اليونان، وقد وضعت طريقته البحثيّة ونظرته الفلسفية الأساس للنّظام الغربيّ الخاص بالمنطق والفلسفة، وقد أورّخت حياته من مصادر قليلة منها على سبيل المثال حوارات أفلاطون وزنتيب ّ زوجته التى كانت تُعامل معاملة قاسية من قِبله، و كانت لديها الجرأة في تأنيبه وتعنيفه علنا أمام تلاميذه على فشله في أداء مسؤولياته العائلية وانشغاله بالنصح والإرشاد دون عمل يتكسب منه لينفق عليها وعلى أولاده ويرحمهم من الخبز والعدس كل يوم .
وعلى الرغم من هذا كان سقراط حليما لا يغضب وعندما تسأله زوجته عن سر حلمه يقول لها أنت كمن يشعل النار في خشب مبتل ويبتسم ولكنه ذاق الأمرين في حياته الزوجية ومع ذلك فقد قال في أواخر أيامه ناصحا تلامذته يتزوج الشاب على كل حال , فإذا رُزق زوجة حكيمة مخلصة غدا سعيداً وإذا منحته الأقدار زوجة شريرة مشاكسة أضحى فيلسوفاً .
من الأقوال المضحكة لسقراط عن زوجته ” أنا مدين لهذه المرأة لولاها ما تعلمت أن الحكمة في الصمت والسعادة في النوم ومن المواقف الطريفة التي يحكيها لنا التاريخ هو أن سُقراط كان جالسا مع طلابه في المنزل يقوم بتعليمهم وإذا بزوجته تدخل عليه و تقوم بإلقاء كلمات السباب كما هو معتاد ، وبعد ذلك قامت بسكب الماء فوقه فمسح الماء من على وجهه وقال ” كان يجب أن نتوقع أنها ستمطر بعد كل هذه الرعود.
يعتبرونها من أشهر النساء النكديات في التاريخ، كانت عصبية وسريعة الانفعال وحادة الطباع على الرغم من جمالها المشهود، وقد ساقها حظها العثر لأن تتزوج سقراط فزادها هذا الزواج اضطرابا وقلقا وعصبية، وقد استمرت هذه العلاقة الزوجية لسنوات طويلة ربما بسبب وجود ثلاث أبناء بينهما وعلى الرغم من نبوغ سقراط في الفلسفة وفي علم الأخلاق وفي مجالات أخرى كثيرة، وعلى الرغم من كونه أبو الفلاسفة والمعلم الأول إلا أنها كرهته وكرهت فلسفته وكرهت علمه وكرهت كتبه وكرهت تلاميذه ولم تكن ترى فيه إلا رجلا مجنونا يحيط به مجموعة من المجانين يتجولون في شوارع أثينا بلا هدف، وترى فيه زوجا فاشلا لأنه لم يكن ليستطيع – مع انشغاله بالفلسفة والعلم – أن يوفر لها احتياجاتها واحتياجات أبنائها بشكل كاف.
كان قبيح الشكل و هي مشهورة بجمالها، كان أشعث الشعر يسير في شوارع أثينا حافي القدمين عاري الصدر، ومن خلفه تلاميذه من الشباب، ومن وقت لآخر يتوقف ليوجه لهم سؤالا طرأ بباله. هذه الصورة كانت تراها الزوجة الواقعية عبثا، وما كان يراه الناس في حوارات سقراط فلسفة ذات قيمة عالية كانت هي تراه هراء ومضيعة للوقت. ربما كانت تتوق إلى زوجا عاديا يمنحها وأبناءها حياة كريمة ويساعدها في أعمال البيت وفي مذاكرة الدروس لأبنائه، وفي هدأة الليل يطارحها الغرام ويشعرها بأنوثتها. وما أن يُذكر العباقرة التعساء في بيوتهم حتى يقفز اسمها على الفور حتى أصبحت مضرباً للمثل في سلاطة اللسان، وكان صبر سقراط عليها وتحمله لثوراتها مضرباً للأمثال أيضاً.
ومن هنا يمكن القول أن من يمتلك الحلم ويبعد عن ثورات الغضب هو الشخص الحليم الذى أصبح فيلسوفا بحلمه وصبره وتحمله ثورات زوجته الغاضبة التي راحت ضحية هذا الغضب العنيف .