* لا يمكن نسخ الإجراءات الوقائية المتبعة في الخارج لتطبيقها في مصر، فحلقة العدوى احد عناصرها الفيروس وليس كل العناصر، وتظل هناك متغيرات سلوكية وعناصر بيئية تحكم الموقف داخليا، وقد يبرأ العالم من الوباء، ويتبقى لصيقا بنا لتوافر قنوات الانتشار.
* فتح الاماكن التى تتيح الاختلاط الجماهيري مثل دور العبادة، والنوادي، والمسارح، ودور السينما وما شابه في هذا التوقيت الذي لم يتعافي فيه المناخ الصحي في مصر ينطوي على جريمة لا تحمد عقباها.
* لم ينتبه احد للخطر الأعظم وهو إمكانية انحسار المرض من العالم وانتهاء الشكل الوبائي Pandemic والتحول الى الشكل المستقر الذى سيعيش مع المصريين في صورة مرض متوطن Endemic، وعندئذ لن يسمح هذا الفيروس لمخلوق من الاجيال القادمة او الحالية على أرض مصر بالبقاء حيا الا لمن يتذوقه مرة في حياته.
عبر التاريخ الصحي لمصر، ابتلينا بنحو 27 مرضا متوطنا كانت في الأصل جزءا من اوبئة عالمية Pandemic او اقليمية او محلية Epidemic، وبعد انحسارها هبطت عزيمتها واستقرت في ابدان المصريين كأمراض متوطنة بعضها ميكروبي كالدرن والكوليرا وبعضها فيروسي كالاتهاب الكبدى بانواعه، وبعضها طفيلي كالبلهارسيا والفيلاريا، ولا تزال هذه الامراض لصيقة بالبيئة وتتوارثها الأجيال.
احذروا ان يتحول الكورونا بسلالاته المتحورة لاحقا الى مرض متوطن، فبينما يسهر العالم بحثا عن خلاص من الكورونا لانه - اي العالم - ضمن الضحايا، فإن انتهت ازمته، فو الله لن يلق لنا بالا ببقية الميراث.
ليت ظني يخيب.
دكتور بهى الدين مرسى