هانى صبرى المحامي يكتب: 30 يونيو ثورة شعب صححت المسار وأبهرت العالم

هانى صبرى المحامي يكتب: 30 يونيو ثورة شعب صححت المسار وأبهرت العالم
هانى صبرى المحامي يكتب: 30 يونيو ثورة شعب صححت المسار وأبهرت العالم

خرجت الملايين للشوارع فى جميع المحافظات المصرية في 30 يونيو 2013 مطالبين بإسقاط حكم الإخوان وأسقطوهم لكون الشعب هو مصدر السلطات فهي ثورة شعب أبهرت العالم وشهد الجميع بسليميتها.

أن ثورة 30 يونيو في حد ذاتها حائط دفاع ليس عن وطننا فقط لكن عن منطقة الشرق الأوسط وقد أفشلت مخططات جماعة الإخوان المسلمين وشركاءهم.

حكم الإخوان مصر لمدة عام  إلا أنه كان من أسوء عام مر علي مصر ومازلنا نعاني من تبعاتها حتي وقتنا هذا، وقد تحمل المصريّين كثير من المعاناة حيث أخفقت الجماعة في كافة المجالات.

رسخ حكم مرسي وجماعته علي مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد لمشروع النهضة الذي يمثله هو وجماعته دون أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع الوهمي مجرد كلام مرسل لكسب أصوات المواطنين في صناديق الاقتراع دون تقديم رؤية حقيقية لكيفية إدارة الدولة.

 كما شهدت مصر خلال حكمهم أعمالاً فوضوية وهمجية غير مسبوقة بتحريض من الجماعة منها قاموا بحصار المحكمة الدستورية العلياء، وحصار مدينة الأنتاج الإعلامي ، وتهديد الإعلاميين والصحفيين ، وقتلوا الصحفي الحسيني أبو ضيف ، والأعتداء علي الكاتدائية المرقسية بالعباسية (المقر البابوي) في سابقة لم تحدث من قبل ، وحادث قتل بعض المواطنين الشيعة بالجيزة.

حيث قامت الجماعة بأفتعال الأزمات الرامية الي تشتيت جهود الأمن والحد من اكتمال البناء الأمني، وكانت أبرز المشاهد في إحياء ذكري أحداث محمد محمود، وستاد بور سعيد.

 كما أصدر مرسي العديد من القرارات والإعلانات الدستورية وعمل هو جماعته بسرعة كبيرة علي ترسيخ الأخونة، وأطاح بسيادة القضاء، وقام بعزل النائب العام، وتركيز كافة السلطات في يده لمحاولة الاستحواذ علي السلطة وإخماد كل أصوات المعارضين لهم ، مما دفع المصريين للخروج في مظاهرات عارمة إلي الاتحادية والتحرير لإسقاط الإعلان الدستوري الباطل ، التي تسببت في إثارة  غضب الرأي العام، الذي عبر عن ضيقه بإحراق مقار لحزب الحرية العدالة المنحل الذراع السياسي للجماعة وقتها.

كما وصل الأمر بالجماعة إلي الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف والخطورة الإجرامية استوطنوا سيناء وسعوا إلي تكوين إمارة إسلامية متطرفة بدعم من جماعة الإخوان المسلمين ، ونفذت هذه الجماعات فعلاً خسيساً بالإجهاز علي 16 شهيداً من الأمن وقت الإفطار في رمضان، فضلاً عما تكشف بعد إقصاء رئيسهم من كون هذه الجماعات الإرهابية السند لجماعة الإخوان في حربها الإرهابية ضد الدولة.

قامت قيادات الجماعة الإرهابية بالتآمر علي مصر، وكانت الضربة التي سددها القضاء للرئيس المقصي هي الإشارة إليه بالاسم وعدد كبير من قيادات جماعته بالتعاون مع حماس وحزب الله في واقعة اقتحام سجن وادي النطرون.

من أخطاءهم القاتلة المعالجة السلبية للغاية لمباشرة إثيوبيا بناء سد النهضة، كشفت عن الافتقاد لأسس التعاطي مع الأزمات الممتدة منها أو الناشئة. فضلاً عن سوء إدارة الحوار مع القوي السياسية وبثه علي الهواء بما ساهم في توتر العلاقات مع الجانب الإثيوبي وأجهض أسس الحوار السياسي معه ومازلنا نعاني تداعياته للآن.

ناهيك عن تدني المستوي الخدمي وارتفاع أسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي يسعي لوقف جشع التجار، تكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، والانقطاع المتكرر للكهرباء.

كان هناك اتجاه واضح من جماعة الإخوان المسلمين نحو تغيير هوية مصر الثقافية، والعمل علي ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءً من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، إلي إقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب، وإحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة الداعمة للحكم، هم لا يعرفوا قيمة الوطن وغير موجود في أدبياتهم.

 الشعب المصري العظيم عنده موروث حضاري يمتد إلي الآلاف السنين. ومعتدل بطبعه لذلك رفض الفاشية الدينية المتمثّلة في جماعة الإخوان المُسلمين، وأسقطهم وأجهد مخططاتهم التي كانت تحاك ضد  مصر ، وقضي علي أطماعهم في منطقة الشرق الأوسط وتحارب مصر عن العالم ضد الإرهاب، وتبنّي دولة قوية قادرة علي تحقيق تطلعات شعبها العظيم.

وتحل هذه الأيام ذكري السابعة لثورة 30 يونيو لتؤكد أن مصر تشهد تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة  وعصرية، وتتطلع لأفضل المعايير العالمية لتتمكن  من اللحاق بركب التطورات العالمية التي  يشهدها المجتمع الدولى ، فانتقلت مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، و تأكيد التلاحم بين الدولة والمواطنين باعتبارهما أساسًا لبقاء واستمرار الدول، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة ، والعمل على الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة بمقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأن استعادة مكانة الدولة يتطلب عملًا وجهدًا متواصلين.

نأمل أن تولي الحكومة المصرية أهتماماً أكثر للتعليم والصحة وتجديد الخطاب الديني.

وبعون الله وتوفيقه ووحدة كل المصريين وبتكاتف وتعاون كافة مؤسسات الدّولة تستطيع مصر أن تتبوء المكانة التي تليق بها فالقادم أفضل لشعبها العظيم.