أخبار عاجلة

حنان شلبى تكتب: لماذا يلهثون و يتمسكون بالمناصب

حنان شلبى تكتب: لماذا يلهثون و يتمسكون بالمناصب
حنان شلبى تكتب: لماذا يلهثون و يتمسكون بالمناصب

 يظن البعض أن المسئول الذي يتمسك بالسلطة إلى حد استعداده لخرق القوانين للبقاء في منصبه أطول فترة ممكنة يكون بسبب الفساد إذ يمكنه كسب مزيدا من الوقت لجمع المزيد من الأموال بالإضافة إلى الجاه والسلطان و أسباب اخري !

من الأسباب الاخري التي تجعل المسئول يتمسك بمنصبه هو الخوف من المحاسبة بعد ترك المنصب و ربما المحاكمة و السجن و مصادرة ما جمعه المسئول من أموال عن طريق التربح و إستغلال المنصب و فرض الإتاوات على الناس أو قبول العطايا مما يجعل المسئول يخاف من كشف الحساب عن فترة وجوده في المنصب

بالإضافة إلى ما سبق نجد فى عالمنا العربي عدم وجود تكافؤ الفرص و المسئول غالبا ما يحصل علي المنصب بضربة حظ بدون إبداع أو إنجاز و هذا النوع دائما ما يحصل لنفسه و لأسرته علي الكثير من المميزات و قد تمتد المنح و المزايا إلي المعارف و الجيران و المحيطين به و المحبين الذين يدينون له بالفضل و يسبحون بحمده ليل نهار و العياذ بالله ! فيصبح له موالين كثر يدافعون عنه و يرقعون له أخطائه عندما يتسبب فى حدوث كوارث لأنهم يستفيدون من وجوده في المنصب و يصبح المنصب مغرٍ و الوجاهة كثيرا ما تعمي و يصبح المسئول اخر همه هو خدمة المواطن العادي و مصلحته الشخصية فى المقام الأول و لا أعز عليه من نفسه إلا نفسه حتى الوطن يصبح بالنسبة له مجرد إسم و تحية علم في المناسبات أمام الكاميرات !

من الأسباب التي تجعل المسئول يتمسك بالمنصب أيضا أن ساستنا لم يعتادوا علي ثقافة الاستقالة مهما أخفق المسئول أو أهمل لأنه في الغالب لا يتصرف من تلقاء نفسه فهو مطيع ينفذ أوامر مسئول أكبر منه أو رئيسه المباشر فهو عبد المأمور و في الغالب تم اختياره علي هذا الأساس ! السمع و الطاعة العمياء و يتم التضحية به عندما ينتهي دوره فقد أتي بغرض تحقيق توازنات و ذهب في إعادة بعض الحسابات السياسية و يتم التخلص منه بعناء شديد

 المسئول قد يتمسك بالسلطة أيضا لمجرد أنه قرر ان يدخل فى تحدي مع المواطنين عندما يتعرض لنقد شديد و توجه له انتقادات ! فقد يشتاط المسئول غيظا و غضبا لأنه مؤمن أن صلاحياته مطلقة في التصرف في أموال الناس و مصائرهم وحصانته نافذة أمام أي حساب و قراراته لا تناقش و أسهل طريقة للرد علي منتقديه دائما ما تكون هي التخوين والتشكيك في الذمم و النوايا لأنه منزه عن الخطأ و العياذ بالله

 و اذا اردنا تغيير هذا الواقع المرير لابد من ترسيخ معني المسئولية و دلالاتها في الضمير الجمعي لكافة أفراد المجتمع و لابد أن نعرف أن المسؤولية تكليف وليست تشريف تتطلب أن يكون المسئول علي دراية كاملة بمسئولياته و بحاجة ماسة للعلم و الخبرة و الإستفادة من التجارب المكتسبة و إستغلال القدرات المتوفرة و إعمال العقل و اغتنام الفرص فى الوقت المناسب

 إن المسئولية تزداد بازدياد الأعباء و التحديات الآنية والمستقبلية و طبيعة الحياة تجعل من القيادة أمر لا مفر منه لتنظيم حياة البشر و لكن من الأفضل أن تجعلها تأتي إليك و لا تلهث ورائها و أن تكون أهل لها ،،