حنان شلبي تكتب: سادة البهائم

حنان شلبي تكتب: سادة البهائم
حنان شلبي تكتب: سادة البهائم

 سيد القوم خادمهم أو خادم القوم سيدهم حقيقة لا يدركها سادة العصر و سادة المصالح و سادة أنفسهم ،، لأنهم لا يملكون مقومات الزعامة أصلا !

سيد القوم خادمهم لأنه صاحب شخصية قوية واثق من نفسه يواجه الحقائق حتى لو كانت قاسية بشجاعة و نضج و براعة و صبر ،، هو قادر على التمييز بين الأشياء المهمة و الغير المهمة و يضحى من أجل الصالح العام ،، هو أيضا صاحب مهارات متعددة فصيح اللسان لديه مقومات القيادة و الإدارة و التخطيط و التأثير فيمن حوله ،، دائماً يبدأ بنفسه ليكون قدوة حتى يستطيع محاسبة من أخطأ و يستطيع أن يوجه من حوله لعمل أشياء عظيمة ،، هو قادر على إخراج و تنمية الطاقات الكامنة

 سيد القوم يجب أن يكون مقدام و شجاع لا يخاف فى الحق لومة لائم و ليس لديه نقاط ضعف و يجب أن يكون ميسور الحال يغدق على المحتاج من حر ماله عندما يستدعي الامر ذلك لأنه المسؤول عن القوم يراعي شؤونهم و يعمل على حل مشاكلهم و كلما كان كبيرا كلما كان عطوفا و محبا و رحيما بالآخرين ،، هذه كانت بعض مقومات من يصلح ان يكون سيد القوم ،، لكن لماذا معظم السادة فى عصرنا هذا مرتبطين فى ذهن القوم بعظمة المنصب أو بالمولاة دون أي تقدير أو تقييم لهذا السيد ؟ و لماذا على القوم ان يعترفوا له كل دقيقة بأنه سيدهم دون عمل أو عطاء ؟ و لماذا يبني القوم مجدا لمن لا يستحق و من يحقد و من لا يعطي إلا بمقابل و لا يحسن إلا بغرض أو يتاجر بمساوئ قومه و مشاكلهم ؟ هل هؤلاء يصلحون أن يكونوا سادة ؟ هل هؤلاء يستحقون أن تشاركوا فى تخليد أسمائهم أو أن تنسب لهم بطولات و إنجازات زائفة ؟ لماذا تهلل لهم وسائل الإعلام و يهلل لهم المنافقون ؟

الإعلام الذي أصبح في حالة من التردي و العشوائية وتحول الإعلاميون فيه إلى ناشطين إعلاميين يتحدثون في جميع الموضوعات و نسوا التخصص و الخبرة و المأساة تكتمل باستضافة من لا يملكون خبرة التخصص ليتحدثون عن الشأن العام ! و بدل أن يقوم الإعلام بالمشاركة مع وزارات الدولة في تحقيق الوعي الجماهيري نجد الإعلام يعمل كأداة خادمة لأشخاص و مسئولين فاشلين في كل شيء إلا في تلميع أنفسهم علي حساب مصلحة الوطن و المواطنين !

و هنا أحب أن أنبه إلي نقطتين :

 الأولي هي أنه ليس كل من يتحدث عن إيجابيات هو بالضرورة منحاز للحكومة أو يجامل الحكومة و يطبل لها و ليس كل من ينتقد هو خائن و عميل أو سوداوي يبحث عن السلبيات !

و النقطة الثانية أن هناك من يمتلك الجرأة و الشجاعة لمناقشة القضايا بموضوعية و حرية و لا يضيع وقته في التفاهات و هذا الصنف غير مرحب به في الإعلام أصلا !

إن صفاء القلب و نقاء السريرة لا مكان له مع الأفاقين و المدعين ! و إن كان التغافلِ عن الصغائر مطلوب أحيانا و يجب أن لا نعطي جميع الأمور حجما أكبر من حجمها فإن الغفلة طيلة الوقت ضياع فى الدنيا و الآخرة لأن العمر يمر أسرع من السحاب ! و إن عاش القوم يأكلون و يشربون و ينكحون فقط و لا يملكون غير الأماني فهم يعيشون عيشة الذل و عيشة البهائم و ساداتهم هم سادة البهائم !