عندما كنت طفلاً، ربما كان لديك ألعاب مثل الدمى البلاستيكية أو الخزفية والحيوانات الفخمة ذات الفراء، التي ربما تحتوي على كائنات أسطورية مثل وحيدات القرن، كل لعبة وطريقة لعبك بها تنقل شيئًا عنك وعن عائلتك وعن المجتمع الذي نشأت فيه، وهذه ليست ظاهرة جديدة.
وقد كشفت التنقيبات الأثرية بالمكسيك عن بعض الألعاب التي كان يلعب بها الأطفال في النصف الثاني من حضارة المايا (250-950 م)، إذ قالت عالمة الآثار دانييلا تريادان من جامعة أريزونا الأمريكية: "إن تمثيل الأطفال ناقص جدًا في السجل الأثري على الرغم من أنهم يشكلون جزءًا كبيرًا جدًا من الأسرة للكنا اكتشفنا مؤخرا صفارات خزفية لعب بها الاطفال فى العصور القديمة"، وفقا لما نشره موقع " archaeology".
تم اكتشاف هذه الصفارات الخزفية الأربعة في ثلاث مدافن مختلفة للأطفال، وهي تصور (في اتجاه عقارب الساعة من الأعلى) رجلًا جالسًا يرتدي غطاء رأس متقنًا، ورجلًا جالسًا يُشار إليه غالبًا باسم الإله السمين أو الوجه السمين، وسيدة ترتدي ملابس متقنة، وخفاش مجسم، وفقًا لتريادان، هذه أمثلة لمجموعة من الشخصيات التي تمثلها قطع أثرية مماثلة تم العثور عليها في جميع أنحاء أراضى حضارة المايا والتي ظلت دون تغيير نسبيًا لعدة قرون.
وأضافت : " إنها تذكرني بعروض الدمى الألمانية التي تعود إلى العصور الوسطى وتضم شخصيات تقليدية مثل المهرج، والساحرة، والتمساح، والشرطي، والتي يتم تقديمها للأطفال."
وقالت عالمة الآثار في جامعة ويك فورست جيسيكا ماكليلان، إن مثل هذه الأشياء علمت وعكست الأعراف الاجتماعية للمايا ، لقد أثرت هذه الأشياء على العلاقات بين الأطفال والكبار وشكلت المُثُل التي يتطلع إليها الأطفال عندما يكبرون".
المايا حضارة سكنت في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حالياً بجواتيمالا، بليز، هندوراس، السلفادور وفي نطاق خمسة ولايات جنوبية في المكسيك مثل: كامبيتشي، تشياباس، كينتانا رو، تاباسكو ويوكاتان.
تأسست في البداية خلال فترة (حوالي 2000 ق.م إلى 250م)، وفقاً للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وصل عديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة (تقريباً من 250م حتى 900م)، واستمرّت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الإسبان.
وكانت لديهم حضارة يقدر تاريخها بحوالي 3000 سنة، خلال ذلك الوقت الطويل كانوا يتحدثون في تلك الأراضي مئات اللهجات التي تولد منها هذا اليوم حوالي 44 لغة ماياوية مختلفة.
وقد عرفت بالحضارة الوحيدة في تطور اللغة الكتابية في الأمريكتين زمن ما قبل كولومبوس، فضلا عن الفن، الهندسة المعمارية، وأنظمة الرياضيات والفلك.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع