بوابة صوت بلادى بأمريكا

مصر .. حادث مقتل القمص ارسانيوس ليس الأول من نوعه ولكن متى يتم إجهاض الفتن والإرهاب ؟

في مساء يوم الخميس الموافق  ٧ ابريل بالإسكندرية بجمهورية مصر العربية ، في حادثة ليست الأولى من نوعها ، مقتل القمص ارسانيوس وديد كاهن كنيسة العذراء في محرم بك بالإسكندرية الذي توفى  أثناء سيره بمنطقة الكورنيش ، حيث طعنه مسن باستخدام آلة حادة في رقبته ولفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة وتم القبض على المتهم وتتولى النيابة التحقيق .

حيث ارسل البابا تواضروس الثاني، رسالة تعزية لنيافة الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرقي الإسكندرية، في انتقال الأب القمص أرسانيوس وديد ، وقال : "

على رجاء القيامة نودع كاهنًا فاضلًا وخادمًا نشيطًا، محبوبًا في سيرته أمينًا في كنيسته، صاحب علاقات طيبة مع الجميع، ومشهودًا له من كل الذين تعاملوا معه في منطقة خدمته من كل الشعب مسلمين وأقباط، صغار وكبار، و كذلك ذا سيرة ناجحة مع كل الآباء إخوته في الخدمة الكنسية.

 

ونعت الكنيسة الأرثوذكسية  القمص أرسانيوس وديد ، وقالت ضمن بيانها حول التحقيق مع القاتل : ألقت الأجهزة الأمنية على القاتل، وجار التحقيق معه لمعرفة هويته ودوافعه لارتكاب هذا الحادث الغادر .

وعن القمص ارسانيوس وديد:  هذا الأب المبارك الذي كرس حياته لله، واليوم قدم حياته كلها شهادةً أمينة له. عالمين وواثقين أنه "إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ." (رو ١٤ : ٨)" . 

 

ومن جانب شيخ الأزهر الشريف، تقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ولعموم الإخوة المسيحيين، في حادث مقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالأسكندرية. 

 

ويؤكد شيخ الأزهر أن قتل النفس كبيرة من الكبائر التي تستوجب غضب الله وعذابه فى الآخرة، وقد جعل الله قتلَ نفسٍ واحدة كقتل الناس جميعًا؛ فقال تعالى {من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا}.

 

كما يتمنى شيخ الأزهر أن يتنبَّه الجميع إلى أن هذا الحادث وأمثاله هو طريق مُعبَّد لإشعال الحروب الدينية بين أبناء الوطن الواحد، وبخاصة بعد أن نجَّا الله مصر من هذه الحروب بفضله تعالى وبيقظة شعبها وقادتها، ويُطالب الجميع بأن يتيقَّظوا لمثل هذا المخطط، وأن يعملوا على إجهاضه أولًا بأول.

 

وفي رصد بعض الآراء بصدد حادثة الغدر والإرهاب 

 

يقول الكاتب الصحفي محب غبور

 الشكوى لغير الله مذلة، خرج شهود عيان بادعاءات كاذبة ومضللة أن المتهم مهتز عقليا ونفسيا أسطوانه مشروخة مكررة فى أحداث مشابهة .

وهذا الحادث ليس الأول والأخير فى مسلسل قتل القساوسة فقد تمت جريمة مماثلة فى أكتوبر عام ٢٠١٧ بالمرج بمقتل القس سمعان شحاتة  50 سنة بالساطور  رغم محاولة هروبه إلا أن المجرم أصر على متابعته حتى دخل أحد المخازن واجهض عليه بضربات قاتلة بواسطة ساطور حاد ووجه له طعنات حادة قاتلة فى الرأس والرقبة والبطن استشهد على إثرها القس وصعدت روحه لخالقها .

 

وتقول الكاتبة الصحفية د. مها نور 

استشهاد القمص أرسانيوس كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم بعد قيام رجل مسن بطعنه في رقبته اثناء سيره ، تعد ضربة قوية للتفرقة بين نسيج الوطن الواحد في شهر الخير والسلام  و لكن لن يحدث أبدا المراد من قوى الشر أعداء الدين والوطن .

 أحلام وأوهام لازالت عالقة في أذهانهم كالخفافيش داخل كهوف الرعب يريدون تحقيقها ، لكن ستظل مصرنا الحبيبة  أبداً مهما حدث يد واحدة ونسيج مكتمل لن تطوله أيدي الشر أبد الدهر .

 

وتخصص الإعلامية والكاتبة الصحفية بشرى الوردانى

مجموعة تساؤلات تحت عنوان (ثم ماذا  بعد؟؟؟ )

وتتوالى الأحداث والتحقيقات فى مقتل القمص ارسانيوس وديد رزق  ولن يكون الأخير سلسلة متتالية من هذه الحوادث!

القاتل عمره يناهز ال٦٠عاما جاء إلى الإسكندرية منذ خمس أيام للبحث عن عمل ؟

وتعمدت بوضع الاستفهام هنا  لانى لا أعطى  معلومة للقارئ  بقدر ما  أتساءل

هل هناك عوامل تعرية على يد الأنظمة السابقة ؟

لماذا عندما يتم قتل قبطى يقال إن الجانى مختل عقليا أو مهتز نفسياً؟

هل من المعقول بأنه لم يوجد فى المكان غير القمص أو القبطى ؟

أقوال الجانى متضاربة وليست مقنعة

على حسب ما ورد فى التحقيقات أنه وجد سكينا فى القمامة واحتفظ بها ، السكينة يا سيدى الفاضل لو ملقاه فى القمامة لن تكون حادة ولن تقوم حتى بقتل فرخة تم إلقاء عليها الشهادة لذبحها لأنها ستكون سكينا باردة وليست مجهزة للذبح أو( للقتل العمد) ، القاتل يعى كل ما يقوم به بدليل أنه ضرب القمص فى مقتل وليست طعنة والسلام من مهتز نفسيا

لو كان القاتل على وعى كامل هل الإعدام هو الحل ؟؟

إعدام الجانى فقط ليس حلا بل اعدام لكل  الموروثات التى ساعدت فى هذا الجرم والإرهاب الغادر وإحداث  فتن طائفية ومجتمعية .. ثم ماذا بعد؟

 

ويقول سفير السلام الدولي  د. إياد ازار الحمداني 

إنها محاولة بخلط الأوراق في مصر العزيزة، وفي هذا الوقت إشعال فتنه طائفية وإكمال ما لم يستطيعوا فعله في الماضي القريب ، لكن شعب مصر الكريم واعي وسائر خلف قيادة حكيمة ، وكما حفظ الله مصر في السابق يحفظها في الحاضر ولن تنزلق .

 

وتقول الإعلامية والكاتبة رانا علي 

الإرهاب والتطرف تحدى يومي يستهدف استقرار مصرنا الحبيبة لكن مهما فعلوا نظل وحدة واحدة في كل وقت وحين، المسلم والمسيحي دائما يد واحدة الإرهاب  والتطرف ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود والثقافات والأديان ..الشهيد أبونا ارسانيوس وديد الله يرحمك وينتقم من عديم الضمير صاحب الباطل صاحب الخسة القاتل الإرهابي المتطرف ، والعزاء ليس لأخوتي الأقباط فقط بل العزاء لكل المصريين .

 

وتأكد الإعلامية والأديبة السورية إلهام عيسى 

حادثة مقتل الأب ارسانيوس  ليست حادثة عابرة بل ممنهجة ومتعمدة فهناك من يحاول في مصر استغلال العامل الديني ذريعة لبث الفتنة والتفرقة في الجسد الواحد والنسيج الواحد بين المسلمين والمسيحيين فتارة نشاهد مقتل قس او راهب وتارة اخرى نشاهد مقتل أمام  أو شيخ أو خطيب جامع يد خفية عابثة تحاول إغراق مصر الحبيبة في حروب طائفية لاتبقى ولا تنذر وخصوصا نحن الآن نمر في مرحلة حرجة وامام تحديات خطيرةتتطلب منا أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء الفتن التي تهدد امن وسلامة المجتمع وماهي حادثة الاغتيالات إلا دليل وشاهد على ان هناك يد خفية تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرارعلينا ان نتحلى بالوعي والتنبه لما يحاك على النسيج الاجتماعي المصري حرصا علىالسلم الإجتماعي وتماسك البيت الداخلي ونشر روح التسامح وتقبل للاخر على اختلاف الدين والمذهب واللون والعرق فاختلاف الأديان يعود لله وحده سبحانه وتعالى ولااكراه في الدين نتسال لماذا هذا الانفجار في بث  الحقد الطائفي ومن المستفيد في هذا الوقت بالذات 

 

هناك من يحاول عرقلة النهوض وضرب استقرار مصر بعد ان ارسى دعائمها الرئيس عبد الفتاح السيسي فحكمة ووعي وإدراك اهلنا في مصر الحبيبة ستحول دون الانجرار وراء الفتن الطائفية 

مصر ام الدنيا ام الحضارات والثقافات وحرية الأديان والنسيج الإجتماعي المتكامل والمتكاتف ستحبط تلك المؤامرات 

لفقيد مصر الحبيبة الأب ارسانيوس كل الرحمة

وتعازينا الحارة لمصر بفقيدها والصبر والسلوان للعائلة الكريمة .

 

وأكد الكاتب والناقد أسامة الألفي 

تحقيقات قضية مقتل قس الإسكندرية يجب أن تكون  مفتوحة وتعلن نتائجها  أولا بأول احتراما لروح أزهقت وللقضاء على أية شائعات تبث الفتنة.

 

أما الكاتب المصري المقيم بالنمسا بهجت العبيدي 

 خصص مقالا بذات الشأن 

(لو مختل فالمصيبة أعظم)

في مساء أول أمس الخميس تم نحر الشهيد القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة العذراء في محرم بيك بمدينة الإسكندرية على يد عجوز ستيني، وذلك أثناء سير القمص على رصيف شاطئ الإسكندرية.

نزل الخبر كالصاعقة على أبناء الشعب المصري، خاصة وأن مصر، في الآونة الأخيرة، قد تمتعت بالأمن والأمان واستطاع جيشها وشرطتها من القضاء على الإرهاب، بفضل بطولة أبناء المؤسسة الأمنية المصرية.

ولقد تم القبض على الإرهابي المجرم الذي نحر القمص الشهيد، وخرج عن وزارة الداخلية المصرية بيان ذكرت فيه: "ضبط مسن قام بالاعتداء على رجل دين مسيحي أثناء سيره بكورنيش الإسكندرية".
وأضافت: «تمكنت الخدمات الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية من ضبط مسن عمره 60 عامًا، قام بالاعتداء على رجل دين مسيحى أثناء سيره بالكورنيش بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية باستخدام (سكين) كان بحوزته وتم نقل المصاب لأحد المستشفيات لتلقى العلاج، إلا أنه توفى حال إسعافه؛ تم اتخاذ الإجراءات القانونية».
كما خرج بيان عن النيابة العامة  ذكرت فيه أن القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس في كرموز لقي مصرعه في حادث إجرامي، بعدما اعتدى شخص مسن بسلاح أبيض على كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك أثناء سيره بطريق الكورنيش. 
وقد توفي المجني عليه بالمستشفى متأثرًا بإصابته من جراء ذلك الاعتداء، وبعرض الأمر على المستشار النائب العام أمرَ بالتحقيق العاجل في الواقعة. 

إذاً لم يذكر بيانا المؤسستين الرسميتين في  مصر شيئا عن الحالة الذهنية لهذا المسن الإرهابي المجرم، ولكننا وجدنا العديد من وسائل الإعلام المصرية تتحدث عن أن الجاني مصاب بلوثة عقلية وأنه كان نزيلا بمستشفى الأمراض العقلية.

والسؤال هنا هل مثل هذه الأخبار تهدف إلى استباق التحقيقات لتقلل من شأن هذه الجريمة البشعة باعتبارها صادرة عن مختل عقلي؟! تلك الجريمة التي أودت بحياة إنسان مصري مسالم، بل رجل خير يقوم بتقديم المساعدات للصائمين في شهر رمضان، كما أكدت الصور التي تم نشرها للقمص، وأكثر من هذا فإنه رجل دين مسيحي له مكانة كبيرة عن الإخوة الأقباط.

ماذا لو نحونا هذا النحو الذي يعمل على نشره العديد من وسائل الإعلام والكثير من صفحات التواصل الاجتماعي، من كون هذا المجرم مختل ذهني ومضطرب نفسي!.

إن التحليل الدقيق لهذه المقولة التي غالبا ما يتم تصدريها في مثل تلك الجرائم تحمل بين طياتها إدانة خطيرة وكبيرة، ليس فقط للمؤسسات التي تسمح لمختل عقلي يمثل خطورة على المجتمع بأن يكون حرا طليقا، هذا الذي لم يذكره البيانان الصادران على كل من وزارة الداخلية والنيابة العامة.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى،  فإننا لو سلمنا بأن الجاني المجرم الإرهابي مختل عقلي، فإن علينا أن نسأل: لماذا اختار هذا المختل رجل دين مسيحي لا يخطئه النظر؟ لقد ترك هذا المختل كل المارة على كورنيش الإسكندرية وهم بالمئات إن لم يكونوا بالآلاف ووجه طعنات سكينه الحاد إلى عنق القمص الذي يرتدي ملابس الكهنوت، هذا الذي يسقط معه أن المختل لا يُسأل عما يُفْعَل، فلو كان الهدف لدى هذا المختل هو القتل لمجرد القتل وذبح العنق لمجرد الذبح، لكان من الأولى أن يكون اختياره لواحد من عامة الناس والذين لا يتميزون بلباس ديني معين. 
إن الجاني "المختل" ترك الجميع واتجه صوب القمص أرسانيوس وديد ليجز رقبته، وإن "المختل" قد اختار صاحب الزي الكهنوتي، فما ذلك إلا لأنه أثناء ما كان يتمتع بعقل سوي، لو افترضنا مع المفترضين اختلال ذهنه، قد تم حشو هذا العقل بالفكر الإرهابي، والذي يرى في قتل غير المسلم تقرّبا إلى الله، ولهذا سيطرت عليه هذه الفكرة الإرهابية، ليتقرب بها زلفى إلى الله، وكان أثناء تعقله يمنعه العقل من ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة، وما أن اختل ذهنه إلا وتمكنت  منه الرغبة في تحقيق هذه الفكرة التي داعبت خياله حينما تم حشو رأسه بالأفكار الإرهابية.
إن اعتبار الجاني المجرم مختلا عقليا لا يمنع من أن الأفكار الإرهابية هي المحرك الأساسي لإقدامه على هذه الجريمة البشعة، هذا الذي لابد وأن يضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا، هذه المسؤولية التي تدفعنا دفعا إلى الدعوة لإصلاح الخطاب الديني، وتنقية كتب التراث من الأفكار الدموية، وغلق كل الأبواب التي تنشر في المجتمع البغض والكره لكل من يخالف العقيدة الإسلامية.

 

كما خصصت الكاتبة والإعلامية دينا شرف الدين مقالا 

 

 حيث كتبت ضمن الجزء الثاني من "لسنا نحن وليسوا هم

 

شال على أكتافه كراتين الخير لتوزيعها علي الأشقاء بالوطن، احتفالاً بالشهر الكريم ومساندة ومحبة حقيقية قديمة قدم التاريخ، أصيلة أصالة الماضي السعيد الذي شهد علي هذه الأمة الواحدة التي اختلطت بها الهويات الدينية وتصدرتها فقط خانة الجنسية المصرية

لينضم القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالإسكندرية، لقائمة شهداء الوطن الذين استهدفتهم مخططات الأغبياء الذين لا يتعلمون من الأخطاء وليست بقاموس مفرداتهم كلمة الدرس المستفاد ..

أما عن "هؤلاء ومخططاتهم":

"فهي محاولات متتالية لبث الفرقة وزرع الشقاق واستدعاء الفتنة بين أبناء مصر لعباً على وتر الدين الذي يعد أكثر الأوتار حساسية وأشدها تأثيرا، أملاً بائساً في إحداث فتنة طائفية لعلها تخلق لهم متنفساً جديداً بعدما انقطعت أنفاسهم بإرادة الشعب المصري كافة.

وأما عن "الدرس المستفاد":

فعلي ما أعتقد أن هذا الدرس المستفاد عادة لا يستقبله ويستوعبه إلا الأذكياء وذوي الفطرة السليمة المتزنة، وهذا الدرس الذي لم ولن يتعلمه هؤلاء الذين يكترون ذكريات الماضي بما تحمله من فشل، أن تلك المحاولات البائسة لشق صف المصريين وتشتيتهم من جديد بقتل رجل دين مسيحي مرة ورجل دين مسلم مرة أخرى، فإن كانت لم تفلح يوماً، فهل تفلح الآن؟

كما لم ولن تكون يوماً بمفرداتنا كلمات مثل نعزي الإخوة الأقباط في مصابهم، بل نعزي أنفسنا

 "فلسنا نحن، وليسوا هم، ولن نكون يوماً"

نهاية:

نحن أقباط مصر بغض النظر عن ديانتنا التى نعبد من خلال تعاليمها الله الذى ألف بين قلوبنا وجعلنا أمة واحدة لم ولن يقو يوماً عدو على شق صفها، وإن جمع لها جيوش الأرض كلها بشهادة التاريخ الذى يضرب بجذوره فى الأعماق.

فمن صوب رصاصاته يوماً ليس ببعيد على العائدين من الدير هو نفسه من صوبها على المصلين بالمسجد، لا يفرق بين أحدٍ منا، ولن يفلح فى ذلك يوما ما دامت الحياة الدنيا.

فبعد له ولقبيله أينما كانوا، وعاشت مصر بشعبها رغم مخططاتهم وفوق رؤوسهم قوية أبية أبد الدهر.

وكل عام ومصر وشعبها بخير وسلام وأمان.

 

وخصص أيضا الكاتب الصحفي والروائي ناصر عراق مقالا 

حيث كتب :

مقتل الكاهن أرسانيوس وصبر الطبيبة مرثا

 

بمقتل القمص أرسانيوس وديد رزق كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك بالأسكندرية يوم الجمعة الثامن من أبريل الجاري... أقول بمقتله البغيض على يد أحد المتطرفين لا تنفطر قلوب أشقائنا المسيحيين حزنا وغمًا وهلعًا فحسب، بل تنخلع لهذه الجريمة الخسيسة صدور المصريين كلهم الذين يرفضون تمامًا ويستنكرون قتل أي إنسان بسبب دينه أو لونه أو أفكاره. 

هذا الرفض الشعبي والرسمي ليس وليد القرن الحادي والعشرين فقط، وإنما هو متغلغل في الجينات الرئيسة للشعب المصري طوال مئات السنين، والتاريخ خير شاهد على ما أقول، فقد عاش المصريون بمعتقداتهم المختلفة جنبًا إلى جنب، يتعاملون ويتبادلون ويتفاعلون مع الأحداث اليومية والوطنية بحلوها ومرها. وها هي السينما المصرية توثق ذلك بقوة، فهناك أفلام تحمل عناوين تدل على هذا التفاعل الإيجابي، وعناوينها تحمل أسماء تعبر عن أصحاب الديانات السماوية الثلاثة مثل (فاطمة وماريكا وراشيل) الذي أنجزه المخرج حلمي رفلة سنة 1949، وهناك (حسن ومرقص وكوهين) الذي أخرجه فؤاد الجزايرلي عام 1954، كما أن ثمة الكثير من الأفلام التي نرى فيها المصريين، مسلمين ومسيحيين، متجاورين في السكن وأصدقاء في العمل، دعنا الآن من الأجانب المسيحيين الذين استوطنوا مصر وعاشوا في رحاب أحيائها الشعبية يصادقون المصريين الذين يتعاملون معهم بمحبة تليق بسماحة منغرزة في الصدور. أرجو أن تتذكر معي، على سبيل المثال، فيلم (سلامة في خير) الذي حققه نيازي مصطفى عام 1937، وكيف كانت جارة نجيب الريحاني في البيت (الست أم يني) اليونانية تبحث عنه مع زوجته الملتاعة.

بكل أسف، لقد زلزلت تلك الجريمة البشعة أرجاء المحروسة كلها وليس سكان الشاطئ فحسب، فنكأت جراحًا قديمة كنا نظن أننا تجاوزناها، ولكن يبدو أننا سنظل نكابد كثيرًا من وجود أولئك الذين يتخيلون أنفسهم وكلاء الله في الأرض، وأنهم امتلكوا القول الفصل في الحياة وفي الآخرة، فيقدمون على قتل من يخالفهم بدم بارد وروح شرس قاس غليظ.

أكتب هذا المقال، ولا أدري ما يجري في تحقيقات النيابة التي سارعت على الفور في مباشرة عملها بعد القبض على القاتل، ولكن ما ينبغي الحديث فيه مرة ومرات، هو ضرورة استرداد منظومة التعامل مع الآخر المختلف دينيًا وفكريًا بروح متسامح ودود. هذه المنظومة التي انشرخت جدرانها في نصف القرن الأخير، فصال وجال أصحاب الأفكار الدينية المتشددة في أحشاء مصر يخربون عقول الصبية والشباب، فحشدوا الأنصار والمتعاطفين، وشحنوا عقولهم بأفكار تخاصم العصر وتحرّم الفنون وتكره الناس، بل تعمل، بشكل مباشر أو غير مباشر، على اغتيال المختلف والرافض لأفكارهم البائسة. ولنتذكر حتى لا ننسى جرائمهم: قتلوا المفكر فرج فودة عام 1992، حاولوا قتل نجيب محفوظ عام 1994، اغتالوا الذاهبين إلى الكنائس ليعبدوا  الرب، ومازالت جرائمهم تلطخ تاريخنا الطيب.

لا يمكن أن نعفي حكومات السادات ومبارك من انتشار هؤلاء المغيبين بتنظيماتهم الدموية ومقولاتهم التعسة، بل تتحمل تلك الحكومات على مدار نصف قرن تضخم تلك الجماعات المشبوهة بأفكارها الملعونة، فحين تغيب العدالة الاجتماعية وتشحب الحريات السياسية ويتغول الفساد في الأرض، تزدهر تلك الأفكار الكريهة التي تدعو إلى القتل وتخطط له وتباركه!

لم يكن القمص أرسانيوس سوى أحدث ضحية في مجتمعنا المأزوم، وأرجو أن يكون الأخير، ويبدو أن صورة السيدة زوجته الدكتورة مرثا وهي ساهمة في عزاء زوجها تكشف مدى الألم الذي يعتري السيدة التي رأت زوجها يذبح أمامها.

أجل... الأمر جلل، ولابد من العمل بهمة وجدية لمواجهة التطرف الديني واقتلاعه من جذوره، ولن يتحقق ذلك إلا بإعمال الفكر وتطوير التعليم وتشجيع الفنون الجميلة وتعزيز الآداب الرفيعة.

 

وأشار الكاتب والإعلامي عمرو نوار 

الشهيد ابونا ارسانيوس ، شهيد كورنيش الاسكندريه اذ يتمشى مع عائلته على البحر ،«ومن موعظة الجبل» ففتح فاه وعلمهم قائلا3 طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات4 طوبى للحزانى، لأنهم يتعزون5 طوبى للودعاء، لأنهم يرثون الأرض6 طوبى للجياع والعطاش إلى البر، لأنهم يشبعون7 طوبى للرحماء، لأنهم يرحمون8 طوبى للأنقياء القلب ، لأنهم يعاينون الله9 طوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون10 طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات11 طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة .

 

وهناك آراء نقتبسها من صفحات أصحابها على التواصل الاجتماعي

تقول الكاتبة الصحفية سحر الجعارة ، الدماء الزكية تفسد حرمة الشهر الكريم : قتل علي الهوية وصك البراءة الفوري ( مهتز نفسيا) !! 

"الدواعش" يردون علينا باغتيال  القمص ارسانيوس وديد ، كاهن كنيسة العذراء بمحرم بك . 

نحن خلف قيادتنا ودولتنا وشرطتنا نطالب  بالقصاص لدم الشهيد .. العدالة هي السلاح الوحيد لقتل الفتنة في مهدها . 

ليس مختلا ولا مهزوز نفسيا وجهاز الشرطة ليس مؤهلا للحكم علي الحالة العقلية للإرهابي  القاتل .

 

يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف ، تعزية في وفاة قمص الاسكندرية،وادانة للاعتداء الأثيم عليه واستحقاق الجاني-المتسبب والمباشر القصاص العادل والعاجل من القضاء الشامخ .