بوابة صوت بلادى بأمريكا

مذكرات "خليفة المسلمين المزعوم".. "وثائق باريشا" هل تكشف عن علاقة البغدادى بالجماعات الإرهابية؟.. الوثائق تتضمن خريطة الجماعات الجهادية المتطرفة.. ومعالم فى طريق "دولة داعش" من التأسيس حتى الاضمحلال

الواقع والحقيقة يؤكدان أن الوثائق والمذكرات التى يتم العثور عليها لحظة القبض على العناصر الإرهابية أو الجهادية المتطرفة أو لحظة مقتلهم تكون أحد أهم وأبرز الوسائل التى تساهم بشكل كبير فى الكشف عن أسرار وتفاصيل العمليات الإرهابية التى تم تنفيذها بمعنى أدق تكون بمثابة خريطة التحركات للعناصر الإرهابية التى ينتمى إليها الشخص. 

عملية مقتل أبو بكر البغدادي – الخليفة المزعوم – زعيم تنظيم داعش الإرهابى، والذى فجر نفسه خلال عملية مداهمة نفذتها قوات أمريكية خاصة شمال غربى سوريا، كشفت عن عثور الاستخبارات الأمريكية على عدد من الوثائق ومذكرات من شأنها الوصول على عقلية الرجل الذى كان يشكل الخطر الأكبر على العالم بأثره منذ قرابة 6 سنوات وهو عام 2013 وهو تاريخ إعلان "الخلافة الاسلامية المزعومة".

 

إدارة التوحش

تلك المذكرات والوثائق – تكشف عن استراتيجيات العمل الجهادى لتنظيم "داعش الإرهابي" خلال سنوات التأسيس وفهم الخطط والتحولات التي مر بها التنظيم وعلاقاته الخارجية، وطرق التمويل والتسليح والعلاقة بغيرها من التنظيمات الإرهابية، وتجعل تلك الوثائق من أبو بكر البغدادي الأب الروحي لنظرية "إدارة التوحش" المعروف عنها التنظيم والتي كانت سبب الخلاف مع أيمن الظواهري وتنظيم القاعدة، ما أدى إلى انشقاقه من تنظيم القاعدة.

وثائق باريشا نسبة إلى منطقة باريشا بمحافظة إدلب، ذلك المكان الذي فجر "البغدادى" نفسه خلال عملية مداهمة نفذتها قوات أمريكية خاصة شمال غربي سوريا هى عبارة عن مجموعة من الكتب وفلاشة وأوراق تتضمن مزيج من رسائل إضافية من تنظيم داعش قبل انشقاقه عن تنظيم القاعدة، وملفات صوتية، وأشرطة فيديو، واتصالات، بالإضافة إلى المراسلات العائلية التي ترسل ويتم استلامها بشكل دوري وطبيعى. 

وثائق باريشا

ومن المفترض أن توضح "وثائق باريشا" عن موقف تنظيم القاعدة من الثورات التى وقعت فى المنطقة العربية خلال السنوات السابقة، كما أن هذه الوثائق أو المذكرات سوف يكون لها الدور الأبرز خلال الأشهر القادمة في الكشف عن علاقة تنظيم داعش الإرهابي بعدد من الشخصيات والدول والجماعات المسلحة مثل قطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، وكيفية تقييم "أبو بكر البغدادى" العمل الجهادي لتنظيم داعش خلال الفترة السابقة، وذلك من خلال التركيز على محورى العمل الإعلامي والعسكرى.

ولن تختلف وثائق ومذكرات "أبو بكر البغدادى" كثيراَ عن مذكرات خليفته السابق "أسامة بن لادن"، زعيم تنظيم القاعدة الذى قتل هو الأخر فجر الإثنين الموافق 2 مايو 2011 بباكستان في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت،  وعُثر معه على كتاب - بيرل هاربور - الخاص بهجمات 11 سبتمبر 2001 في رف مكتبة أسامة بن لادن خلال الغارة. 

 

معالم في طريق داعش

"أبو بكر البغدادى" لم يخف عليه خلال معظم اصدارته التى بثها التنظيم عبر المنتديات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى إعادة تأكيده على أتباعه بضرورة التمسك بالسياسة العامة للعمل الجهادى بالقاعدة والمتمثلة فى "التركيز على مهاجمة العدو القريب"، على خلاف السياسة العامة لتنظيم القاعدة المتمثلة فى "التركيز على مهاجمة العدو البعيد"، التى كانت نقطة الخلاف بين التنظيمين، وهو ما أدى إلى انشقاق تنظيم الدولة الإرهابى عن تنظيم القاعدة، ونتج عنه سياسة "إدارة التوحش" التى تبنتها "داعش".

"البغدادى" فى حقيقة الأمر كان على خلاف تام مع نظرية "بن لادن" الذى كان يرى عدم ضرورة التعجل فى محاربة العدو القريب المتمثل فى "الأنظمة الحاكمة" التى ستعمل على تبديد قوة المجاهدين وضياعها، كما أن تلك – المذكرات والوثائق – سيكون لها الدور الأكبر فى الكشف عن السياسة العامة لتنظيم الدولة – داعش – على ضورة إحياء نظرية "التترس" لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف حتى لو تسبب الأمر فى وقوع الكثير من الضحايا وحتى لو أدى ذلك زيادة كره المسلمين لعناصر وأعضاء التنظيم. 

 

 

نظرية التوحش واستهداف المساجد

مسألة استهداف "تنظيم داعش" للمساجد بحجة وجود – مرتدين فيها – ستكون من أهم النقاط التى ينتظر العالم العربى والإسلامى الكشف عنها من خلال تلك الوثائق حيث تركزت رسائل "البغدادى" خلال إصداراته على تنفيذ أكبر قدر ممكن من العمليات والتفجيرات داخل دول العالم الإسلامى وعلى رأسها مصر حتى لو وصل الأمر إلى التنفيذ داخل دور العبادة سواء كانت كنائس أو مساجد باعتبارها مساجد "ضرار" يتردد عليها المنافقون والمرتدون، ويدخل ضمن هذه الأمور الكشف عن استخدام عناصر جهادية متطرفة ومتطوعين عابرين للجنسيات لتنفيذ عمليات فى دول أخرى، وكذا محاولة استخدام متطوعين من العنصر النسائى والأطفال فى تنفيذ العمليات الإرهابية.

مذكرات البغدادى وعلاقته بجماعة الإخوان
 

 تلك الوثائق – من المقرر أن تكشف عن علاقة أبو بكر البغدادى بتنظيم جماعة الإخوان حيث نشأة "البغدادى" زمن الصبا، والذى حاول "البغدادى" من خلال تمدد شعبية التنظيم بالتنسيق مع الإخوان وما ظهر من خطابات وإصدارات عبر شبكات التواصل فى مصر فى أعقاب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين، الأمر الذى ساهم فى انضمام عناصر من الإخوان عقب الفض لعناصر ولاية سيناء، وارتكاب عمليات إرهابية ضد الأجهزة الأمنية مثل ما حدث فى مذبحة الواحات، واستهداف بعض المبانى الأمنية كمبنى المخابرات بالعريش

 

 

 

علاقة داعش بالجماعات والحركات الجهادية

المذكرات والوثائق من المقرر أن توضح مدى تجربة شبكات تنظيم داعش في مصر التى تشير إلى أن التنظيم عمل على استمالة بعض العناصر العسكرية والأمنية، وهو الأمر الذى نجحت فيه من حيث انضمام قيادة مثل "هشام عشماوي" لإحدى هذه الشبكات من خلال تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي ثم الانشقاق عنه، وكذا موقف التنظيم الإرهابي – داعش – من قضية تحرير فلسطين والمسجد الأقصى والتى لم تسع ولو مرة واحدة منذ تأسيس التنظيم على إطلاق طلقة واحدة على الكيان الإسرائيلي، وكذا علاقة التنظيم بجبهة النصرة فى سوريا والتحولات الفكرية داخل "جبهة فتح الشام " بقيادة محمد الجولاني.  

 

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع