بوابة صوت بلادى بأمريكا

مكنش بيكسر بخاطر حد.. حكاية "مجسم فؤاد" صاحب موائد الخير بكفر الدوار

"يرحل البشر وتتحلل الأجساد لكن تبقى السيرة الحسنة والذكر الطيب" في ديسمبر من عام 2018، خرج الشاب "فؤاد السريري" كما كان يناديه أصدقائه لشراء "وجبة سمك"، وعند عودته اصطدم بسيارة في منطقة الإسكندرية، فسُلمت روحه على الفور إلى خالقها.

صدمت العائلة وتألمت من الحزن لفراق ابنهم الشاب الذي غادر الحياة عن عمر السابعة والعشرين ، ولكن برغم غياب جسده الإ أن روحه ما زالت تشهد عليها أركان المنزل وجوانبه وحوائطه.

كان الشاب العشريني يعيش وسط أسرة مكونة من 5 أفراد، كان بالنسبة لهم الدعم والسند والحضن وصاحب الرأي والمشوره الذي يلجأون له في أزماتهم.

يجلس أخيه الصغير" يوسف" في غرفته حزيناً باكياً، يتذكر أخيه "فؤاد" الذي كان له بمثابة الصديق المقرب وما قدمه له ولأصدقائه "فؤاد كان قلبه طيب وصافي، الناس كلها تشهدله بالحب والخير، مكنش بيكسر بخاطر حد، وكان بيحب يلم الناس حواليه الصغير قبل الكبير، وكان بيتولى مشكلة أي حد ويساعده فيها".

الله وضع حب الخير فى قلوب بعض البشر الطيبين، وكان الشاب العشريني خير دليل على ذلك "فؤاد كان بيحب يعمل خير كتير للناس وميعرش حد"، فقد اعتاد على المساهمة في توفير وجبات الغذاء للفقراء وتجهيز العرائس" في يوم كنا رايحين نوزع مساعدات على ناس محتاجين، فسألنهم محتاجين إيه قالوا لينا إن فيه شاب كان اسمه" فؤاد السريري" جاب لينا التلاجات والأجهزة الناقصة وميعرفوش إنه مات".
ستة أشهر مرت على غيابه وكأنها بالأمس، ولكن شهر رمضان ما زال محتفظاَ بأعمال الشاب العطرة التي تركت بصمة قي كل بيت بمنطقة كفر الدوار في مجافظة البحيرة، فالشاب العشريني كان له طقوس بالشهر الكريم "كان متعود يجيب فروع النور الزينة الكبيرة ويعلقها حوالين البيوت، ويشغل أغاني رمضان ليل مع نهار ويلم الأطفال وأصحابه في الشارع حواليه علشان يغنوا سوا رمضان جانا .. ومرحب شهر الصوم".
"سيرته أطول من عمره" فقبل أيام قليلة من بدء شهر مضان، اجتمع أصدقاء فؤاد في منزل صديقه المقرب"عطية حسن"، كي يتفقوا على خطة ليخلدوا ذكرى صديقهم، ويسيروا على درب الخير الذي اتبعه "فؤاد" في عمره" كان بيحب دايماً يعمل موائد رحمن في الشارع للعيلة والمساكين والأصحاب، واللي مش هيلحق يفطر في بيتهم يقعد معانا، كان مجمع الحبايب كلهم في قعدته".

حرص محبو الفتى العشريني، على تخليد ذكراه من خلال الاستمرار في أفعال الخير التي قدمها للناس وفي مقدمتها مائدة"الخير" التي كان يعدها كل يوم.

في تمام الساعة الرابعة عصراً، شمر الجميع عن سواعدهم لتجهيز مائدة إفطار على شرف روح صديقهم المتوفي "عيلة فؤاد وبيوت الشارع كلها بدأت من الصبح تجهز الأكل والعصيرعلشان يفطروا الناس في الشارع".

ومع دقات الساعة الخامسة، وضع الشباب عدد من المقاعد المتراصة بجانب بعضها البعض، وحولها مائة كرسي، لتشكل مائدة إفطار بطول شارع الجمهورية، وبدأت التجهيزات من إحضار مشروب البلح وعلب المناديل الورقية، وزجاجات المياه.

ومع رفع آذان المغرب، اجتمع الجيران برفقة أقارب فؤاد مع أصدقائه وأطفال المنطقة وشبابها ليتناولوا الفطار سوياً، وبرغم أن تلك اللمة كان ينقصها الشاب العشريني، الإ أن أخوته وأحبابه وضعوا مجسم بصورته، ليمثل بروحه معهم خلف تلك الصورة على مائدة الإفطار فهو حاضر في أذهانهم وقلوبهم لا يغيب.

وعقب الانتهاء من الإفطار، حرص الأصدقاء على التقاط الصورمعاً  برفقة صورة صديقهم"فؤاد"، موجهين له رسالة"إحنا معاك حتى لو سبتنا.. لسه فاكرينك ولسه روحك معانا.. ذكرياتك ولمساتك الطيبة في قلوبنا".

هذا الخبر منقول من الفجر