"زفة، ومزمار بلدى، وصور سليفى"، هكذا كان المشهد أمام مركز شرطة ههيا بمحافظة الشرقية، بعدما نجح رجال المباحث فى إعادة طفل لذويه قبل مرور 48 ساعة على اختطافه.
طفل صغير يلهو مع رفاقه أمام منزل جده، لم يتخيل أن يتعرض لمكروه، حيث سارعت سيارة ملاكى بالإقتراب منه واختطافه وسط ذهول المارة والجيران.
ساعات صعبة وقاسية عاشتها أسرة الطفل المختطف، حيث مر اليوم الأول بصعوبة على والدى الطفل، فقد خاصم النوم جفون الأعين، خوفاً على الطفل البرىء الذى اختطفه أشخاص مجهولين.
إعادة الطفل لأسرته
وفي الوقت الذي كان القلق يسيطر فيه على قلوب الأسرة، كان رجال المباحث بالشرقية، يسابقون الزمن، للتوصل لهوية المتهمين، حيث كانت اللوحات المعدنية للسيارة الملاكي مرتكبة الحادث الخيط الأول، لكنها من الفحص تبين أنها مسروقة من سيارة متوقفة في الشارع منذ عدة أشهر وصاحبها صيدلي يعمل خارج البلاد.
زفة أمامة القسم ابتهاجا بعودة الطفل في وقت قياسي
لم ييأس رجال المباحث، حيث واصلوا الليل بالنهار، في محاولة جادة للتوصل لمكان اختفاء الطفل وتحريره من خاطفيه وإعادة البسمة على وجوه أسرته مجدداً.
"ما تخافيش ابنك هيرجع"، كلمات خرجت من رجال المباحث طمأنت قلب الأم بعض الشىء، وأوقفت دموعها قليلاً، حتى توصل ضباط المباحث للمتهم الرئيسي، وتبين أنه جار المجني عليه، حيث تم ضبطه معترفاً بجريمته.
اعترافات المتهمين أمام رجال المباحث
المتهمان الآخران شعرا بالقلق بعد سقوط المتهم الأول واقتراب الشرطة منهما، فتخلى عن الطفل، ليتم العثور عليه مكبل اليدين والقدمين بمنطقة المقابر، ويتم اصطحابه لديوان مركز الشرطة، وبعدها يتم ضبط المتهمين، ليعترف الجناة جميعاً بتفاصيل الجريمة، مؤكدين أنهم ارتكبوا الواقعة وخطفوا الطفل بقصد طلب مبلغ مالى من والده كفدية لإطلاق سراحه، وفى سبيل ذلك قاموا باستئجار السيارة المستخدمة فى ارتكاب الواقعة من معرض إيجار سيارات بناحية بهنباى فى الزقازيق ثم سرقوا اللوحات المعدنية الخاصة بسيارة صيدلى أثناء توقفها فى الزقازيق.
وعقب ذلك توجه المتهمون الثلاثة للقرية مكان ارتكاب الواقعة وخطفوا الطفل واصطحبوه إلى شقة ملك المتهم الأول بناحية بنايوس الزقازيق، وتم بإرشاد المتهمين ضبط السيارة المستخدمة فى ارتكاب الواقعة وسيارة ملاكى آخرى المستخدمة فى سرقة اللوحات المعدنية "ملك والد زوجة المتهم الأول".
الطفل في أحضان أسرته
تسربت الأنباء السارة سريعاً لأسرة الطفل بعودته سالماً على يد "العيون الساهرة"، وتحقق وعد رجال الشرطة لوالدته، لينطلق أهالي القرية لمحيط المركز وتطلق النساء الزغاريد يزاحمها المزمار البلدى والرقص على الخيل، والتقاط الصور "السيلفى" مع الطفل بعد إعادته لأحضان أسرته.
الطفل
وقالت الأم: "مش متخيلة ابنى رجع لي بعد ساعات من اختطافه"، رجال الشرطة بذلوا جهد خرافي وعدوني وأوفوا الوعد، فقد أعادوا الحياة لقلبي مرة أخرى.
وقال الأب، من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فالشكر لرجال الشرطة الذين واصلوا الليل بالنهار من أجل البحث عن ابني، وتعاملوا مع الطفل وكأنه ابنهم، وامتصوا غضبي وطمأنوا قلبي على ابني، حتى عادوا به لأحضاني.
المتهمون
وتلقى مركز شرطة ههيا بلاغًا من أهالى قرية المحمودية بقيام سيارة ملاكى بالتوقف أمام أحد منازل القرية وقيام مستقليها بخطف "طفل" يبلغ من العمر 6 سنوات من أمام منزل جده لوالدته بالقرية وهروبهم.
رقص بالخيول
تم تشكيل فريق بحث جنائى بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، وإدارة البحث الجنائى بالشرقية توصلت جهوده إلى أن اللوحات المعدنية المُثبتة على السيارة المستخدمة فى ارتكاب الواقعة تخص سيارة ملك صيدلى، مقيم بالزقازيق " متواجد خارج البلاد " تم سرقتها، وبسؤال والد الطفل المجنى عليه مالك محل أدوات صحية، أكد عدم وجود خلافات له مع آخرين وعدم اتهامه لأحد بارتكاب الواقعة، وبتكثيف الجهود تم تحديد مرتكبى الحادث "ثلاثة أشخاص أحدهم مُقيم بذات القرية وآخران مقيمان بدائرة مركز شرطة الزقازيق".
المتهمون
وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف المتهمين بعدة مأموريات قادها الرائد أحمد شاهين رئيس مباحث مركز شرطة ههيا بمحال إقامتهم وأماكن ترددهم أسفرت إحداها عن ضبط المتهم الأول بمحل إقامته المجاور لمحل إقامة جد الطفل لوالدته بقرية المحمودية دائرة المركز "مكان ارتكاب الواقعة"، ولدى استشعار المتهمان الثانى والثالث بملاحقتهما أمنيًا وعلمهما بضبط المتهم الأول قاما بالتخلى عن الطفل المُختطف، حيث تم العثور عليه بمقابر قرية بنايوس دائرة مركز الزقازيق مُكبل اليدين والقدمين وتم إصطحابه لديوان المركز، وإعادته لأسرته سالمًا وفى وقت لاحق تمكن فريق البحث من ضبط المتهمين الثانى والثالث.
سيارتين
عودة الطفل
هذا الخبر منقول من اليوم السابع