بوابة صوت بلادى بأمريكا

من صدفة تاريخية لعادة مصرية.. ما لا تعرفه عن مدفع رمضان؟

يعد صوت مدفع الإفطار من أهم الطقوس الرمضانية، في مصر باعتباره الوسيلة المفضلة لإعلان موعد الإفطار لحظة مغيب الشمس معلنا فك الصوم، إذا حرص الجميع على سماعه من خلال التليفزيون المصري أو بالإذاعة طيلة الشهر الكريم.

 

وكان أيام الرسول "صلى الله عليه وسلم" يؤذن بلال في المسلمين ويقومون بالإفطار عقب الأذان، عقب ذلك جاء استخدام المدفع عن طريق الصدفة، فكان أول أيام رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي خشقدم، أن يجرب مدفعًا جديدًا،  وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار.

 

أول مدينة تستخدم المدافع في رمضان

وفي هذا الإطار تتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدامه في هذا الشأن وإن كانت كافة القصص تتفق على أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان.

 

المدفع في العصر الحديث

وهناك أشهر الروايات المتداولة عن أصل مدفع رمضان، والتي تدور أحداثها في عهد "محمد علي باشا" وإلى مصر ومؤسس حكم الأسرة العلوية، كان مهتماً بتحديث الجيش المصري وبنائه بشكل قوي يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد، حيث قام قائد الجيش بتجربة أحد المدافع القادمة من ألمانيا وإذ فجأة انطلقت قذيفة المدفع وصادف ذلك وقت أذان المغرب في الشهر الكريم، وسعد الناس كثيراً بصوته معتبرينه أحد المظاهر المهمة للاحتفال واستخدم المدفع بعد ذلك في التنبيه لوقتي الإفطار والسحور.

 

أما في عهد الخديوي إسماعيل تم التفكير في وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة واستقر في جبل المقطم، حيث كان يحتفل قبيل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولاً على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود يوم العيد إلى مخازن القلعة مرة أخرى، ويذكر أنه كانت في القاهرة خمسة مدافع للإفطار اثنان في القلعة، وواحد في كل من العباسية، وحلوان، ومصر الجديدة، وقد شارك المدفع في ثلاثة حروب هي تركيا ضد روسيا في شبه جزيرة القرم، وحرب المقاومة الفرنسية لثورة المكسيك، وكذلك محاولات غزو بلاد الحبشة.

 

إطلاق المدفع من قلعة صلاح الدين الأيوبي

 وفي مطلع الثمانينيات قررت السلطات إطلاق المدفع من "قلعة صلاح الدين الأيوبي" طوال رمضان في السحور والإفطار، إلا أن هيئة الآثار المصرية طلبت في بداية التسعينيات من وزارة الداخلية وقف إطلاقه من القلعة خوفا على المنطقة التي تعد متحفا مفتوحا للآثار الإسلامية وحتى الآن يسمع المصريون صوت المدفع عبر الراديو أو عبر شاشات التلفزيون التي تعتبر من تراث وتقليد رمضان في مصر.

 

وارتبط بوجدان المصريين على مدى حوالي قرن ونصف القرن، وأول مدفع تم توظيفه يحظى بمكانة كبيرة خاصة لدى سكان الخليفة والحسين والقلعة وإلى الآن فإن هذه الأحياء وما حولها تسمع انطلاق المدفع حتى بعد أن تحول مركز انطلاقه إلى الدراسة أما المدفع القديم فما زال جزءا رئيسيا من متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين على ارتفاع 170 مترا وهو موضوع على قاعدة حديدية تتوسطها عجلة لتحريك ماسورة من الصلب وكان صوته عندما ينطلق يتردد في الأفق لمسافة 10 كيلومترات.

 

في الدول العربية

ومن مصر إلى الدول العربية بدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولاً، القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت، حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب إفريقيا، مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا، حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونسيا سنة 1944.

 

هذا الخبر منقول من الفجر