وعلى ضفاف البحر اليوسفى، تبدأ رحلة البحث عن مصدر الرزق، هنا جمع العمال مادتهم الخام من أعواد البردى ونبات الحلفا، استعدادا لبدء عملية تصنيع أشهر وأقدم أنواع الحصير، ألا وهو حصير البردى.
ابتسامة-سيدة-أثناء-عملها
"معجون" قرية صغيرة، تتبع الوحدة المحلية لقرية دشطوط، بمركز سمسطا جنوب غرب محافظة بنى سويف، توارث أهلها مهنة صناعة الحصير البردى، تعلمها الأبناء من الآباء والأجداد.
الجميع هنا يعمل فى صناعة الحصير، دورة متكاملة تبدأ بجمع وحصد أعواد البردى ونبات الحلفا، مروراً بقطع وتجهيز البردى، ومنه إلى مرحلة فتل نبات الحلفا، الذى يستخدم فى صناعة الحصيرة.
اسرة-تعمل-فى-صناعة-الحصير
أكثر من "مائة أسرة"، حسبما ذكرت "هالة الحسينى" إحدى سيدات القرية ومن القيادات الطبيعية، والتى روت لـ اليوم السابع، أن مهنة صناعة الحصير البردى هى من الحرف الأساسية مع الزراعة وصيد الأسماك.
جولة "اليوم السابع" داخل منازل القرية، رصدت خلالها الكاميرا مراحل صناعة الحصير البردى والبداية كانت من منزل "جابر أبو هشيمة"، حيث تجلس الأخت والزوجة جنباً إلى جنب لتصنيع أجود أنواع الحصير.
اطفال-يراقبون-عمل-والدهم-فى-صناعة-الحصير
تعلمت "أم شهاب" المهنة من والدتها التى تجلس دائماً بجوارها، وهى تصنع الحصير البردى، بصحبة زوجة شقيقها، لتراقب الأم ما تصنعه ابنتها وزوجة ابنها وتقدم لهم النصائح رغم كبر عمرها.
تستيقظ "أم شهاب" قبل صلاة الفجر، تعد فطار أولادها وتهرول إلى منزل شقيقها لتبدأ رحلة العمل مع "أم هانى" زوجة شقيقها قائلة: "تعلمت المهنة من والدتى ربنا يديها الصحة، تفضل قاعدة جنبنا واحنا شغالين ودائما بتنصحنا لإنتاج حصيرة بجودة عالية".
الام-تتابع-عمل-ابنتها-وزوجة-ابنها
"أم هانى" تلك الزوجة التى تعلمت المهنة من أسرة زوجها جابر أبو هشيمة، تعمل منذ السادسة صباحاً وحتى صلاة الظهر، لإنتاج نحو 3 حصائر يومياً، تبيعها لأحد التجار قائلة: "بنجمع البردى من جرف البحر اليوسفى والمصارف، بيتقطع ويتخمر فى المياه وبعدها بيدخل فى صناعة الحصيرة البردى".
منازل القرية وشوارعها تفوح منها رائحة البردى الجميل، الجميع يعمل فى إنتاج الحصير البردى، مثلما أكد "جابر أبو هشيمة" الذى يشارك زوجته وشقيقته فى إنتاج الحصير، كونها المهنة التى تعلمها وورثها عن والديه وأجداده.
ام-إيه-تعمل-فى-فتل-الحلفا
يسكنون على ضفاف البحر اليوسفى، يفترشون جرف بحر يوسف، يجلسون لإنتاج الحصير البردى، مثلما تفعل "أم آيه" تلك السيدة التى لديها سبعة من الأولاد، جلست كعادتها يوميا تفتل الحلفا، لتكون منها خيوط تستخدمها فى صناعة الحصير البردى.
تذكرت "أم آيه" ذكريات أكثر من 15 عاما، منذ بدء عملها فى صناعة الحصير البردى قائلة: "بشتغل فى المهنة دى من 15 سنة، بجمع الحلفا من جوانب المصارف والترع واستخدمها فى صناعة خيوط الحصير، والحمد لله بنصنع أنا وبناتى 3 حصر يومياً ".
ام-شهاب-ورثة-المهنة-عن-والدتها
بجوارها كانت تجلس "أم محمد "تلك السيدة الستينية التى تعمل فى جمع البردى من مياه البحر اليوسفى وتصنع منها الحصير، قائلة: "من ستين سنة وأنا بنزل اليوسفى أجمع البردى شغلانة متعبة لكن ده اللى نعرفه ومصدر رزقنا".
وبجانب "ركية الشاي" يجلس "محمد قرنى" وزوجته وشقيقتها يصنعون الحصير البردى فى مهنة عمل بها منذ نعومة أظفاره قائلا: "الحصير البردى ليه مراحل أولها جمع البردى من البحر اليوسفى والحلفا من جوانب الترع والمصارف وتبدأ رحلة العمل ".
ام-شهاب-وزوجة-أخيها-يعملان-فى-صناعة-الحصير
وتابع: نقوم بعملية فتل الحلفا، فى الوقت الذى نقوم فيه بقطع البردى ووضعه فى المياه ثم البدء فى عملية صناعة الحصيرة من خلال تداخل فروع البردى بين فتل الحلفا ليتم الانتهاء من صناعة الحصيرة ووضعها فى الشمس قبل بيعها لأحد التجار.
أما زوجته التى أعدت كوب الشاى على الركية تحدثت عن تلك المهنة داخل قرية معجون "المهنة دى بيشتغل فيها أكثر من 100 أسرة من القرية، المشروع يحتاج إلى تطوير وخامات كثيرة وأسواق دائمه للبيع".
سيدة-تجلس-وأطفالها-لصناعة-الحصير
"هالة الحسينى" إحدى سيدات القرية أكدت أن تلك المهنة يعمل بها الكثير من سيدات القرية، مشيره إلى أن القرية تتميز بالجودة العالية فى صناعة الحصير البردى الذى يتم بيع أنواع منه إلى خارج مصر.
وأضافت "هالة الحسينى" أنه يتم عقد تدريبات لتلك السيدات بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة وجمعية نساء أجل مصر، من أجل ثقل موهبة هؤلاء السيدات.
سيدة-تعمل-فى-صناعة-الحصير
من جانبها، قالت نرمين محمود مقرر فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة بنى سويف، إنه يتم تنفيذ ورش عمل وندوات عن ريادة الأعمال لسيدات القرية وخاصة العاملين فى تصنيع الحصير البردى.
وأضافت نرمين محمود مقرر فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة بنى سويف، أن المجلس يقوم بتنفيذ المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، من خلال فعاليات برنامج "التثقيف المالي" الذى يطلقه على مستوى محافظات المبادرة الرئاسية حياة كريمة، مشيرة إلى تنظيم العديد من تدريبات التثقيف المالى لتمكين السيدات اقتصادياً.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع