"ولئن شكرتم لأزيدنكم".. الآية الكريمة تلخص حياة الحاجة هنية، التى كانت طوال حياتها شاكرة لله تعالى، على الصحة والستر، وتترجم هذا الشكر بالعمل الشاق، بعدما استغلت تعلم مهنة النجارة من والدها، وحولت منزل زوجها لورشة صغيرة مارست فيها أعمال النجارة، حتى تتمكن من مساعدة زوجها الترزى على زيادة دخله وتربية أبناءهما الـ7.
أثناء-قص-الأخشاب-الكبيرة
وبعدما زوجت أبناءها ووفاة زوجها، قررت الاستمرار فى عملها حتى ترفع عن أبنائها عبء الإنفاق، خاصة أن دخلهم محدود، وعلى الرغم من تخطيها الخامسة والسبعون من عمرها، إلا أن الله يمدها بالصحة والعافية، والرضا الكامل وإبتسامة مشرقة فى وجهها قادرة أن تعطى الأمل للعالم بأكمله، إضافة إلى قلبها الذى يمتلئ بالرضا فلا تتمنى من الدنيا الا أن تأتى لحظة وفاتها وهى ساجدة تصلى وان تكون صحتها الوارث منها.
أثناء-نشر-الخشب-بالمنشار
تقول الحاجة هنية عبد الحميد عبد السيد، إنها فى السادسة من عمرها، انتقل والدها الذى كان يعمل نجار "باب وشباك" للعمل بالقاهرة، وانتقلت للعيش معه بصحبة والدتها وأشقاءها، وعاشت فى منطقة الدرب الأحمر، فكانت هذه هى المنطقة التى شربت منها مهنة النجارة، حيث قام والدها بفتح والدها ورشة بالمنطقة، وكان والدها يصنع الطبلية والطاولات والكراسى، ويبيعها للتجار، وكانت تجلس تحت أقدام أبيها، وتتعلم منه خلال عمله، وتركت مدرستها لرفض والدها استكمال تعليمها لظروفه المادية، فقررت أن تتعلم منه المهنة، فكانت تنظر لما يفعل وتفعل مثله، فكانت تمسك بالمنشار وتقطع الخشب مثله، ولكن كان منشار كبير.
الحاجة-هنية
لاحظ والدها اهتمامها بتعلم النجارة، فقام بعمل أدوات صغيرة لها تناسب سنها مثل منشار صغير، وفأرة صغيرة، وغيرها من الأدوات وبدأ يعلمها أصول المهنة، وظلت تعمل مع والدها 20 عاما، حتى أصبحت تستخدم أدوات أبيها، وأصبحت نجارة بارعة، وبعدها تزوجت وعادت للإقامة بمحافظة الفيوم، وعاشت مع زوجها بشقة سكنية بسيطة بمنطقة الشيخ حسن، وكان زوجها يعمل ترزى وأنجبت منه طفلين فزادت الأعباء على زوجها، فقررت أن تعينه بأن تمارس مهنتها فى النجارة التى تعلمتها من أبيها.
الحاجة-هنية-75-سنة-في-النجارة
ولفتت الحاجة هنية إلى أنها بعدما أقنعت زوجها بعملها بالنجارة، استعانت بوالد زوجها الذى كان يعمل نجارا، فقام بإحضار الأخشاب لها، وحولت شقتها الصغيرة إلى ورشة نجارة وكانت بداية عملها بصناعة طاولات المخابز، وبعدها بدأت فى عمل الكراسى والطاولات والطبلية والكنب وغيرها من المصنوعات الخشبية التى تستخدم فى المنازل والأعمال المختلفة، ومما كان يشجع الزبائن على التعامل معها دون غيرها، هو أنها كانت لا تشترط أجر معين فهى تطلب من الزبون قيمة شراء الخشب، بالإضافة إلى دفع أجرها الذى يراه الزبون مناسبا، وهى ترتضى بأى مبلغ مهما كان بسيطا، وتحمد الله عليه، وأكدت انها أنجبت من زوجها 7 أبناء وقامت بمساعدة زوجها حتى إنتهيا من تعليم أبناءهما وتزويجهم.
الحاجة-هنية-أثناء-صناعة-كرسي
وأكدت الحاجة هنية أنه بعد 50 عاما من العشرة الطيبة توفى زوجها، وقررت على الرغم من أنها تخطت الخامسة والسبعون من عمرها أن تستكمل العمل فى مهنتها حتى لا تكون عبء على أبناءها وتتمكن من الإنفاق على نفسها، ومنذ فترة قريبة قام حفيدها بتصويرها أثناء عملها ونشر صورتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى وحققت الصورة تفاعلا كبيرا، وأصبح لها زبائن من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.
الحاجة-هنية-تمسك-منشارها-الكبير
ولفتت الحاجة هنية إلى أنها تجيد تصفح مواقع التواصل الإجتماعى والتفاعل مع أصدقاءها، وتحب السهر إلى الفجر وتؤدى الصلاه ثم تقرأ وردها الثابت من القرآن الكريم وتظل تذكر الله وتدعو لأحبتها حتى شروق الشمس، وإختتمت حديثها لليوم السابع بأن أمنيتها الوحيدة أن تبقى بصحتها لآخر يوم فى عمرها وان تلفظ أنفاسها الأخيرة وهى ساجدة على سجادة الصلاة.
تقيس-مقاسات-الخشب
شاكوش-والدها-عمرها-أكثر-من-150-عام
مرحلة-إحكام-الكرسي-ودق-المسامير
هنية-تمسك-فأرة-النجارة
هذا الخبر منقول من اليوم السابع