مجموعة من الشباب المبدعين ورثوا النقش والرسم على الجدران من والدهم الفنان التشكيلى الراحل محمد السنوسى مدير الفنون التشكيلية بقصر ثقافة الأقصر، وهم الدكتور صالح وشاذلى ومحمود السنوسى، والذين تم إسناد العمل لهم من قبل محافظة الأقصر لعمل جداريات بروح صعيدية وفرعونية على كورنيش النيل عقب تطويره وتجديده مؤخرًا فى البر الشرقى، لتظهر لوحاتهم وتبهر جميع الضيوف من حول العالم وأهل الأقصر خلال السهرات الشتوية ليلًا.
وفى هذا الصدد، كشف شاذلى السنوسى المتخصص فى رسم الجداريات المميزة حول الأقصر وجنوب الصعيد، أنه شارك برفقة أشقاؤه الدكتور صالح السنوسى الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، ومحمود السنوسى الفنان التشكيلى صاحب الإبداعات فى المعارض المحلية والدولية، وذلك بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبرعاية شركة النوبى للمقاولات القائمة على تنفيذ المشروع، والتى وفرت كل اللازم بالتعاون مع الدولة لتجميل كورنيش الأقصر وخروجها بذلك المشهد الجميل أمام الضيوف والزوار.
وأضاف شاذلى السنوسى الفنان الأقصرى، لـ"اليوم السابع"، أنهم انطلقوا على مدار الشهور الماضية فى تلك المهمة وقاموا بعمل عدة جداريات ملهمة بصور صعيدية تراثية حقيقية من ملح الأرض وحولها كلمات وأشعار مبهجة لتجذب الجميع بالمشهد المبدع على جدران كورنيش النيل، مؤكدًا على أن الإبداع ليس له حدود ولا مكان، فالمبدع لا ينتظر الأجواء المهيئة والغرف الشاسعة لإخراج الفن الذى يعشقه، ورغم بعد مدينة الأقصر عن العاصمة مركز الإبداع والمبدعين وقلة الدعم المقدم لنجوم الفن بمختلف أشكاله، إلا أنه يوجد بصيص نور فى قلوب المحبين للفن، فلدينا عينة مميزة من نجوم مبدعون يقومون بتهيئة الظروف لصالحهم لإخراج مواهبهم الفنية المختلفة ما أن يجدوا الفرصة لذلك، وهو ما حدث وظهر جليًا أمام الجميع على جداريات كورنيش النيل مؤخرًا.
أما شقيقه الفنان التشكيلى محمود السنوسى، صاحب الإبداعات الفنية واللوحات التى شاركت فى شتى المعارض المحلية والدولية، فيقول إنهم حصلوا على شارة البدء فى المشروع القومى الجديد خلال الفترة الماضية، ونجحوا فى تحقيق الهدف الأهم بإظهار الحياة الصعيدية والفرعونية على جداريات من زمن آخر برعاية شركة النوبى التى حصلت على حقوق تجميل الكورنيش بأيدى نجوم الفن التشكيلى، موضحًا أن العمل تم بأيدى مصرية أقصرية خالصة على مدار اليوم بأكمله طوال الفترة الماضية فقد كانوا ينقشون تلك الجداريات فى الصباح والمساء لتخرج بذلك المشهد المبهج للجميع من أبناء الأقصر على الكورنيش متنفسهم الأبرز.
وأكد الفنان الأقصرى محمود السنوسى، لـ"البوم السابع"، أن اللوحات والجداريات على كورنيش النيل، نجحت فى إبهار السياح والمصريين والجميع يلتقط الصور التذكارية معها لنشرها على السوسيال وهو النجاح الحقيقى للمشروع القومى، موجهًا الشكر لجميع الداعمين لهم على مدار فترة العمل فى جداريات الكورنيش الجديدة، حيث أن الفنان التشكيلى يكون فى غاية سعادته وهو يرى النتيجة على وجوه الجميع ولوحاته تتصدر السوشيال ميديا، فهو يعمل فى ذلك المجال منذ أكثر من 10 سنوات مضت حيث إكتسب الموهبة بالفطرة وورثها من والده الراحل محمد السنوسى، وقرر تنميتها فى جولات بالمعارض وعمل أكثر من لوحة حتى وصل لمستوى مميز، ويشارك حاليًا فى عدد من المعارض المختلفة بالصعيد وحول مصر، ومن أبرز لوحاته لوحات المجاذيب الفنية التى يرصد فيها الشخصيات الصوفية فى حلقات الذكر والساحات الدينية بالأقصر.
وأوضح محمود السنوسى، أنه ورث عن والده الفن التشكيلى بالفطرة فهو غير دارس للفن الأكاديمى كباقى المبدعين بمصر، ولكن والده المرحوم محمد سنوسى مدير الفنون التشكيلية بقصر ثقافة الأقصر ومشرف مراسم الأقصر المركزية التابعة للهيئة العامة للقصور الثقافة الجماهيرية، كان قبل وفاته بعمل بكل قوة فى ملف هام وهو عودة المراسم من جديد للصعيد، حيث وقتها كانت المراسم تقام على غرار مراسم الشيخ عبد الرسول بالبر الغربى، باستضافة الفنانين باستراحة المراسم بقصر الثقافة المجاور لمعبد الأقصر وسط المدينة قبل نقله من مكانه الآن، موضحًا أن المراسم وقتها كانت بداية على الطريق الصحيح رغم قلة الإمكانيات المتاحة، وكانت خطوة لا يمكن تجاهلها فى سبيل الوصول إلى رفع مستوى التذوق الفنى والارتقاء بالبلاد، وأكبر خدمة لفنانى مصر العظام للدراسة والتذوق والتشبع من منبع حضارة مصر الخالدة، وكانت كل أمانيهم وقتها أن تدوم وتتطور وتدعم من كل الجهات حتى استمرت حتى وقت قريب من العقد الأول من الألفية الثالثة.
وشدد الفنان التشكيلى محمود السنوسى، أنه ظل يتعلم فى طفولته كل أساسيات العمل للوحات بالزيت فهو متخصص فى هذا الشأن وبعد تمكنه من رسم اللوحات بشكل قوى وأعجب بها كبار الفنانين، قرر الدخول فى مضمار جديد من الفن التشكيلى وهو رسم لوحات لكبار مشايخ الصوفية والساحات الدينية وتصوير المجاذيب فى حلقات الذكر بحكم تواجده الدائم فى الساحات الدينية، وعمل لوحات للمجاذيب تشع منها الطاقة والروح الداخلية للمجذوب خلال حلقات الذكر، والتى أعجبت الكثير من محبينه وداعميه، مؤكدًا على أنه وفريق المرسم يشاركون بصورة دائمة فى كافة الفعاليات الفنية بالأقصر والصعيد، وشاركوا فى تجميل واجهات المنازل بالبر الغربى وكذلك عمل لوحات على كورنيش النيل ولوحات فنية أمام محطة سكك حديد الأقصر لبث روح الفن الكامنة داخلهم فى مختلف أنحاء الأقصر لتستفيد منها بلدهم.
وكان قد كشف اللواء على الشرابى رئيس مجلس مدينة الأقصر، خلال الفترة الماضية عن الانتهاء من تنفيذ مشروع تطوير الكورنيش العلوى والسفلى بمدينة الأقصر، ومشروع تطوير الممشى السياحى بكورنيش النيل بمدينة الأقصر بطول 1 كم بداية من منطقة قاعة المؤتمرات الدولية وصولًا إلى منطقة بنك الإسكندرية، والذى تم خلاله عمل شبكة خاصة بالصرف للمراكب النيلية بطول الكورنيش تتكون من 7 بيارات فرعية، وعمل شبكة خاصة بالحريق بطول الكورنيش تتكون من عدد 12 عسكرى حريق وصناديق حريق مزدوجة، وتطوير واجهات المحلات التجارية الموجودة بالممشى حيث أنه تم استخدام الحجر الهاشمى الهيصم لعمل تحديد للواجهات بالحجر المفرغ، وعمل لافتات بتصميم خاص لها يحمل طابع الهوية البصرية CNC، وعمل جداريات من رسومات الفنون الجميلة تعتمد فكرتها على الدمج بين الخط العربى بمجموعة من أشكاله المختلفة.
الجداريات-الجديدة-لنجوم-السنوسي-شباب-الأقصر
الشاب-محمود-سنوسي-خلال-العمل-فى-جدارية-الكورنيش
العمل-فى-جدارية-لصعيدي-على-كورنيش-النيل-بالأقصر
الفنان-الأقصرى-شاذلى-السنوسي-خلال-العمل-فى-مرسمه
الفنان-شاذلى-السنوسي-خلال-العمل-فى-جداريات-الكورنيش
الملامح-الصعيدية-على-جداريات-كورنيش-الأقصر
بهجة-الجداريات-الصعيدية-على-الكورنيش
جدارية-بأيدي-الفنان-محمود-السنوسي-على-كورنيش-الأقصر
جدارية-تداعب-الهواية-الصعيدية-على-كورنيش-الأقصر
رسومات-آل-السنوسي-على-جداريات-الكورنيش
لوحات-تعود-للحياة-الفرعونية-على-الكورنيش
لوحة-مركب-المولد-على-كورنيش-الأقصر
ملامح-صعيدية-على-جداريات-كورنيش-الأقصر
هذا الخبر منقول من اليوم السابع