بوابة صوت بلادى بأمريكا

الجانب الغامض فى حياة سفاح الجيزة.. كوابيس الضحايا تطارد " قذافى" كل ليله.. قصة حب أظهرت ضعفه.. نشأته فى أسرة بسيطة جعلته يحلم بالثراء السريع.. ووالدته ربته على العنف مع جيرانه بدافع" خد حقك".. صور

داخل منزل بسيط بحي بولاق الدكرور، بالقرب من ترعة عبد العال، دبت الفرحة في منزل العامل البسيط فراج عبد المعطي، وتعالت صوت الزغاريد وعم الفرح الجميع، ففي الساعات الأولى من يوم 20 أكتوبر عام 1971 رزق بابنه الثالث "قذافي"، العديد من الآباء دائما ما يفرحون بقدوم الأولاد  فهم يرددون المثل القائل: "العيال عزوة".

 

نشأ "السفاح"، في ظروف مادية صعبة، فوالده بائع قماش على فرش بسيط بميدان الجيزة، سافر من محل إقامته بمركز البداري في محافظة أسيوط بداية ستينات القرن الماضي، بحثا عن مصدر جديد للرزق ليستقر الحال به في منطقة بولاق الدكرور.

أشقاء قذافي 5 من بينهم 2 "صبيان" و3 بنات، فمنذ صغرة كان يتمتع بالهدوء وعندما يتشاجر مع أحد من جيرانه كانت والدته تغذي فيه دافع أخذ حقه، ودائما ما تذكره أنه يجب الحصول على حقه من أي شخص يحاول الاعتداء عليه، وهذه الرواية نقلا عن أحد جيرانه.


منزل عائلة السفاح

 

تعلم "القذافي"، الاعتماد على نفسه ففي الاجازات كان يعمل مع والده على فرش الملابس وعلى نصبة الشاي بميدان الجيزة، خلال تعليمه في المرحلة الابتدائية، ثم عمل في سوبر ماركت خلال دراسته في الثانوية، بالإضافة إلى عمله في سنترال خلال فترة الجامعة، حسب رواية زكريا إبراهيم والد زوجته فاطمة زكريا، الضحية الثالثة للسفاح.

لمحة في حياة السفاح

"سفاح الجيزة"، كان له صديقه الصدوق المهندس رضا عبد اللطيف، فصداقتهما بدأت من المنطقة التي نشئا بها في بولاق الدكرور، رغم اختلاف الكليات التي التحقا، بها إلا أن صداقتهما استمرت، فدراسته للحقوق جعلته فاهما لخبايا القانون، طبقا لما قالته شقيقة الضحية في التحقيقات.

بعد التخرج من الجامعة في بداية تسعينات القرن الماضي بدأ "القذافي"، عمله في التجارة ولم يعمل بمجال دراسته، فهمه الشاغل جمع المال، لتعويض الحرمان الذي عاش فيه أثناء الدراسة، فدائما ما كان يحقد على زملائه الأثرياء.

قرر "السفاح" توسيع نشاطه في مجال التجارة ووسع تجارته في مجال بيع الأدوات المدرسية والكتب الخارجية وفتح أكثر من مكتبة، وبدء في البحث عن شركاء يساهمون برأس المال مقابل أرباح مادية وجزء من أرباح أعماله.


سفاح الجيزة

 

دخول عالم الجريمة

عدم تشغيل "السفاح"، لرأس المال بطريقة صحيحة، أدي لتعثرات مادية لتجارته، ليقرر النصب على عشرات الضحايا في أموال تجاوزت ملايين الجنيهات، ومن أبرز ضحاياه صديق عمره المهندس رضا عبد اللطيف، فاستولى على أمواله على مدار سنوات بحجة استثمارها، وتجاوزت تلك الأموال الـ 500 ألف جنيه.

مع حلول عام 2010 بدأ "قذافي"، الدخول في عالم الجريمة، وبدأها بجرائم النصب على بعض مخالطيه، فنصب على "أحمد.م"، صاحب مكتبة في مبلغ مالى قدر بـ 2 مليون جنيه، ونصب على صاحب مطبعة في مبلغ مالي تجاوز المليون جنيه.

حب جمع المال والسير في الطريق الحرام تطور مع المتهم، فتحول نشاطه الإجرامي من النصب للقتل والتزوير، ليرتكب المتهم سلسلة من جرائم القتل، بدأها بفتاة تعمل لديه تدعي "ن.ا"، فأوهمها بالحب وعندما تقدم لخطبتها شاهد شقيقتها ليعجب بالثانية ويقرر القتل الأولي.

 

أول جريمة قتل

الضحية "ن.ا"، هددت السفاح بكشف أمره أمام أهلها وأنه جاء لخطبتها وليس لخطبة شقيقتها ليقرر استدراجها وقتلها في شقة المقبرة بشارع ترعة عبد العال، وليتزوج شقيقتها التي أحبها في أغسطس من عام 2015.

ليبعد الشبهة في واقعة قتل الفتاة أقنع أهلها أنها سافرت لبنان مع مخرج لعمل سلسلة من الإعلانات لبعض المنتجات ليتزوج شقيقة الضحية التي أخفى عنها واقعة زواجه من زوجته الأولى "ف.ز"

قتل صديقه

على مدار سنوات أصبح "قذافي" مصدر ثقة لصديق عمره المهندس رضا عبد اللطيف، وفي أبريل من عام 2015، قرر قتله بعد أن طالبه المجني عليه برد الأموال التي أرسلها له من الخارج من أجل استثمارها ولكن المتهم قرر الاستيلاء عليها بحجة أن المشروعات التي شغل فيها الأموال تعرضت للخسارة، فقرر المتهم التخلص من صديق الطفوله بعد أن وضع السم له داخل علبة كشري، وبمجرد فقدان المجني عليه للوعي ضربه بعصا حديدية على راسه ولينقله من مكان الجريمة لشقة المقبرة بشارع ترعة بولاق.

الغريب في الأمر أن "شقة المقبرة"، بترعة بولاق هي ملك لأهل المهندس رضا عبد اللطيف والتي أعطاها المجني عليه لصديق عمره للإقامة بها دون مقابل مادي، فالمتهم جسد في تلك الجريمة كل معاني الخيانة.


المجني عليه المهندس رضا عبد اللطيف

 

الزوجة تكشف المستور

زوجة "سفاح"، الجيزة فاطمة زكريا وأم طفلته بدأت الشك فيه، بعد سماعها مكالمة له وهو يتحدث مع شخص على الهاتف المحمول ويخبره انه تخلص من المهندس رضا، وبعد أن واجهته بما سمعت قرر التخلص منها في يونيو من عام 2015، بعد أن وضع لها السم في العصير ليخنقها ليتأكد من وفاتها.

 

جريمة قتل زوجته حدثت في شقة بمنطقة الكوم الأخضر بالمريوطية فيصل، ونقل المتهم جثتها داخل ديب فريزر بعد ان أقنع بعض العمال بأنه سيقوم بنقل مجمدات داخل "الديب فريزر"، لشقة "شقة المقبرة" في بولاق.

 

استخدم السفاح ذكاءه ليبعد الشبهة الجنائية عنه، فقام بتحرير محضر باختفاء زوجته واتهمه لها بالاستيلاء على لمبلغ 700 ألف جنيه من داخل شقة الزوجية وهروبها، ثم يقوم المتهم بإرسال رسالة من هاتف الضحية لوالدها ليخبره أنه هي وأنها في مكان ما لفترة لحدوث مشاكل مع زوجها "السفاح"، واستمر في إرسال تلك الرسائل لفترة من الوقت.

 

رحلة جديدة من الجرائم

الشك حاصر السفاح من كل جانب بعد ارتكابه 3 جرائم قتل، ليقرر في  أكتوبر 2016، ترك الجيزة والسفر لمدينة المنصورة والتي لم يستمر فيها أكثر من شهرين، ثم استقر في محافظة الإسكندرية، ليبدأ سلسلة جديدة من الجرائم ما بين النصب والقتل والسرقة.

 

بعد أشهر من سفره للإسكندرية أعجب بدكتورة صيدلانية، وتقدم للزواج منها ببطاقة مزورة تحمل اسم صديقه المهندس رضا عبد اللطيف، في النصف الأول من عام 2017، وقع المتهم في حب زوجته الجديدة وفى ساعة صفا اعترف لها باسمه الحقيقي دون أن يذكر لها جرائمه لتقرر ترك منزل الزوجية ويفكر من الانتقام منها،  من حسن حظ الزوجة ان المتهم لم يستطيع مقابلتها بعد أن تركت شقة الزوجية، ليقرر السفاح الانتقام منها فسرق شقة والدها واعتقد أن ذكائه سيفيده فالمتهم لم يبيع المسروقات إلا بعد مرور سنتين ليسقط في قبضة الأمن أثناء عملية البيع لتتكشف بعد ذلك جرائم المتهم.


المتهم

 

جريمة القتل الأخيرة

استمرارا لجرائم الـ"قذافي"، ارتكب فى منتصف عام 2017، جريمة نصب على فتاة تدعي "ياسمين"، واستولى منها على مبلغ 45 ألف جنيه، وبعد تكرار مطالبتها له قرر استدراجها لمخزن يمتلكه بشارع وهران بمنطقة العصافرة، ويقرر خنقها ودفنها بنفس أسلوب باقي الضحايا.

خلال تواجد السفاح في الإسكندرية افتتح مكتب وقام بعمل حضانة ومحل بيع أسماك ووسع تجارته وبدء في إنقاق الأموال بطريق عشوائية، ويتعرف على أبنه تاجر ثري ويقرر الزواج منها في 7 أغسطس من عام 2019، ببطاقة مزورة تحمل أسم المهندس محمد مصطفى، وقبل الزواج قام بسرقة فيلا والدها، ولكن بأسلوبه أبعد الشك فيه.

"القذافي" دائما ما يصدر وجه الخير وأنه رجل البر أمام المتعاملين معه ويقوم بإنفاق أموال باهظة لمساعدة المحتاجين، وبسبب تعرضه لأزمة مالية قرر بيع الذهب الذى استولى عليه من شقة والد زوجته الصيدلانية بعد سنتين من ارتكابه لواقعة السرقة، والصدفة لعبت دور في كشف المتهم فمحل الذهب الذي عرض عليه المسروقات لبيعها صاحبه صديق والد زوجته ويعلم بأمر المسروقات ليتم القبض على المتهم ويتم الحكم عليه بالسجن سنه كونه المهندس رضا عبد اللطيف.

 

الصدفة تكشف السفاح

وخلال قضاء المتهم فترة العقوبة أكتشف أهل المهندس رضا أن أبنهم المفقود من 5 سنوات محبوس في الإسكندرية على ذمة إحدي القضايا، وعندما ذهب محامي أسرة المهندس رضا تبين ان المحبوس هو القذافي لتتكشف جرائم السفاح جريمة تلو الأخرى، في نوفمبر من عام 2020.

وصدر ضد سفاح الجيزة، أحكاما بإعدامه في 4 قضايا ، ففي 24 مارس 2021، صدر حكما بالإعدام ضد المتهم، في واقعة قتل صديقه المهندس رضا عبد اللطيف، وفى 27 مارس 2021، صدور حكما ثانيا بإعدامه في واقعة قتل سكرتيرته "نادين"، وفى 5 إبريل 2021، صدر حكم إعدامه في واقعة قتل فتاة تدعي "ياسمين" في الإسكندرية، وفى مارس 2022، صدر حكم إعدامه في واقعة مقتل زوجته فاطمة زكريا، وينتظر أهالي الضحايا تأييد محكمة النقض للأحكام الصادره ضده في يناير المقبل.

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع