بوابة صوت بلادى بأمريكا

قصة كفاح الجدة "سلمية" قاربت على 70 عاما.. وتعمل بالأجرة اليومية فى غيطان الشرقية.. تزرع المحاصيل وتحصد ثمار الخير.. 50 عاما من الكفاح لتربية بناتها الخمسة بعد وفاة زوجها.. وأمنيتها زيارة الأراضى المقدسة.. صور

 قمة القوة أن تبتسم فى وجه المعاناة، أن تصبر رافضا اليأس، وتعيش رغم الخوف من الزمن، فالحياة ما هى إلا أمل يحيا فيها من تسلح بالعزيمة والإصرار وكان عنوانه الكفاح والعمل، من طلعة الفجر حتى أذان الظهر تعمل فى غيطان محافظة الشرقية، تتحدى أشعة الشمس الحارقة بابتسامة الرضا والعوض الجميل الذى تأمل أن تجده مستقبلا فى زيارة الأراضى المقدسة وتأدية العمرة، هى الجدة " سليمة " كما يلقبها أهالى سراج الدين، هى أحد الوجوه المصرية للفلاحين الذين كرسوا حياتهم للعمل فى الأرض الزراعية مقابل أجر يومى منذ أكثر من 50 عاما، وتجد فرحتها فى حصد خيرات كل ما تزرعه وتجنيه وتدخل الفرحة والسرور على صاحب المحصول.

 قصة كفاح الجدة " سلمية" التى قاربت على 70 عاما ابنة قرية سراج الدين مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، تحتاج إلى صفحات عديدة لتسطير مدى كفاحها فى العمل بغيطان قريتها، عاملة فى الحقول الزراعية بأجر يومى حتى تمكن من تربية أبنائها الستة وتزوجيهم بعد وفاة زوجها، ولا يزال تؤدى رسالتها فى زراعة المحاصيل بغيطان الشرقية والعمل بعزم فى مواسم الزراعة والحصاد.

تستيقظ الجدة " سليمة" مع صوت إذاعة القرآن الكريم كل صباحا، يبدأ يومها فى شق طريقها سيرا على الأقدام مع مجموعة من زملائها من سيدات، قاصدين وجه كريم، للمشاركة فى حصاد المحاصيل الصيفية " الفول السودانى والقطن" من السادسة صباحا حتى أذن الظهر، مقابل أجر 100 جنيه، دون مراعاة لوهج الشمس الملتهبة، رافعين شعار العمل كفاح، موضحة أنه تعمل فى الحقول الزراعية منذ أكثر من 50 عاما عندما كانت الأجرة اليومية بضعة جنيهات.

 وتابعت الحاجة " سليمة" أن مواسم الحصاد تمثل لها فرحة عارمة، مثل فرحة الطالب بشهادته نهاية العام، ولحظة استخراج الثمرة من باطن الأرض لا يشعر بفرحتها إلا من قام بزراعتها ينتظرها منذ كانت بذرة فى باطن الأرض يرويها ويرعاها مثل ابنه حتى تزهر أمامه فينشرح قلبه ويزيل همه، بحصاد المحصول وجنى ثمار عرقه وجهده فى الأرض، ورزق الله الجدة" سلمية" بخمسة بنات وولد، عكفت على تربيتهم وزواجهم بعد وفاة زوجها، وسترهم جميعا بالزواج، ولا تزال تعمل فى الغيطان مقابل قوت يومها حتى تتمكن من زيارة بناتها وودهم بالمواسم السنوية التى يحرص أهل الريف على تأديتها لبناتهم بعد الزواج حتى لا تشعر بناتها أنهن أقل من غيرهن.

تدعو الجدة " سلمية" الله أن يطيل عمره حتى يتمكن من الذهاب إلى المملكة السعودية لتأدية العمرة وتنهى بها حياتها، بعد رحلة عمل بالغيطان امتدت لأكثر من 50 عاما، تشققت يداها فى أعمال الفلاحة ساعية على أكل عيشها بالحلال.


الجدة-سلمية--(1)

 


الجدة-سلمية--(2)

 


خلال-حديثها-لليوم-السابع-(1)

 


خلال-حديثها-لليوم-السابع-(2)

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع