من الحرانية للعالمية.. أهالى القرية يبدعون فى فن رسم السجاد على النول من وحى الطبيعة.. ركن خاص للسجاد المصرى فى كبرى المتاحف العالمية.. والأسعار تبدأ من 10 آلاف جنيه.. والفنان شريك وليس عاملا

منذ أكثر من 50 عامًا كان هناك كف صغير يرسم بأنامله الرقيقة بخيوط الصوف، حتى تعلم وأتقن فن النسيج على النول من وحى الخيال والطبيعة والخلابة، وكبرت هذه الأنامل وأصبحت من أمهر صُناع السجاد اليدوى فى العالم، فاقتنت أكبر المتاحف العالمية فنه الفريد وباع قطعه بآلاف الدولارات.

نعود بالزمن إلى خمسينيات القرن الماضى، كان هناك فنان يدعى رمسيس ويصا واصف مهندس معماري مصري لقب بأبو العمارة القبطية والنسيج فى مصر، كان بداخله حُلم كبير يسعى بكل طاقته لتحقيقه، كانت لديه قناعة بأن كل طفل يولد وداخلة قوة على الخلق والإبداع، فذهب إلى إحدى قرى مصر الزراعية، وكانت قرية الحرانية بمحافظة الجيزة، واختار 15 طفلا وطفلة من سن 8 إلى 10 سنوات، وبدأ تعليمهم فن النسيج على النول.

 

 

في البداية ترك الأطفال ترسم ما بداخلها وما تتخيله بالخيوط على النول الصغير فكانت رسومات غير معبرة، وبعد فترة كبر النول وكبر معه خيال الأطفال، فأخرج قطعا واضحة رسوماتها معبرة، ومرت الأيام والسنين وأصبح الطفل الصغير فنانا يبدع من وحى الطبيعة دون رسم مسبق "باترون" أو اتفاق على رسمه بعينها، الفنان هو فلاح بسيط يعيش بين السماء الزرقاء والأرض الخضراء وعلى ضفافه نهر النيل العظيم فأوحى لروحه بلوحات فنية طبيعة تصل من العين للقلب.

"اليوم السابع" زار مركز رمسيس ويصا واصف لفن الرسم على السجاد بقرية الحرانية بالجيزة، والتقى المهندس إكرام نصحى مدير المركز حيث قال، الفنانين داخل المركز يعبرون عن ما بداخلهم ويخرجون إبداعاتهم بالصوف الملون، مهما كبرت السجادة فإنها تصنع مباشرة على النول، ممكن أن يأخذ تصنيعها من 6 أشهر إلى 3 سنوات حسب طول السجادة وفكرتها، أما عن الألوان فهي طبيعية، لقد حرص الراحل رمسيس على زراعة النباتات في حديقته، نبات الفوه للون الأحمر، الأزرق نبات النيلة أو الإندجو،  الأصفر بدرجاته من نبات اسمه الرزدة، يتم خلط الأصفر مع الأزرق يعطينا الأخضر، الأحمر مع الأصفر يعطينا البرتقالى وهكذا .

 

وعن أسعار السجاد قال، السعر يبدأ من 10 آلاف جنيه للسجادة الواحدة قابل للزيادة حسب فكرة السجادة وعُمر تصنيعها، النساج يأخذ من سعرها 40%، وخامات وصوف وألوان تأخذ 35%، 25% للمركز، ويعد الفنان داخل المركز شريكا وليس عاملا، كلنا هنا عائلة واحدة لذلك سيستمر النجاح".

 

 

وأضاف" نصحى"، غالبًا تدعونا أكبر المتاحف والمعارض فى العالم لنشارك فى فعالياتها، هيئة المعرض تستضيف من 4 إلى 5 نساجين بأنوالهم مدة المعرض الذى غالبًا ما يستغرق من سنتين إلى أربع سنوات، ينسجون أمام الزوار، فيظهرون كم العمل والإبداع الذي يقومون به، ينقسم المركز إلى المعرض الذى يعرض الأعمال المنتهية للزوار، والجزء الآخر يجد فيه استوديوهات الفنانين.

 

 

 

التقينا مع محروس عبده، أحد فنانى المركز والذي انضم للمركز وسنه 10 سنوات ليتعلم فن الرسم على النول، يقول عبده، "أنا عمرى قضيته كله هنا، دلوقتى عندى 95 سنة، مارحتش مدارس، لكن لما كبرت روحت محو الأمية، وبعد كده روحت معهد بريطاني عشان اتعلم اللغة الإنجليزية عشان بسافر أحضر معارض، روحت لندن اتعرض ليا لوحتين كبار، من المواقف اللى مش ممكن أنساها فى واحدة إنجليزية جت قعدت جنبى وقالتلى اللى بتعمله ده أحسن حاجة شوفتها فى حياتى، أما بالنسبة للرسم فأنا ما بعرفش أرسم بالإيد لكن بعرف أعرف أرسم بالصوف على النول".

أما نجلاء فاروق رضوان فنانة من الجيل الثانى للمركز، أتت مع والدتها فنانة من الأول تعلمت الطفلة وسافرت مع والدتها إلى السويد وكانت أصغر فنانة مدعوة للمعرض، فكانت تغزل على النول مباشرة أمام الزوار وكان عمرها 8 سنوات، يوجد لها سجاد عليه اسمها في معرض الحضارات في فرنسا، وسجادة أخرى في متحف بنيويورك، تقول نجلاء" أنا في قمت سعادة أن ليا سجاد في متاحف بره عليها اسمى واسم المركز وقريتى الحرانية وبلدى مصر".

منذ 33 عامًا يوجد تعد نجاح السيد شريك داخل المركز، تبدع في أجمل اللوحات التي توجد في أكبر متاحف العالم، تقول نجاح" ممكن أعمل السجادة في 7 شهور أو أكتر، الأفكار بتيجى لنا من الطبيعة ممكن ارسم النهر وفيه السمك، أو ساعات أمشي في الحنينة وأشوف الورد تيجى منه فكرة في خيالى أرسمها، أو النخل وحصاد البلح برسم بإحساسي ومن الأفكار إللى في خيالى، الزوار لما بيجوا بيكونوا مبهورين جدًا فرسمنا وفننا".